إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 23 مايو 2011

مساله الخروج على الحاكم /دراسه على ضوء ثوره مصر المجيده


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته/ان ما نحن فيه اليوم داخل مصر وخارجها من ثورات تهز المجتمعات وتزلزل الطغاه فوق عروشهم لامر مدهش وفى غايه الغرابه وجديد على بلادنا العربيه والاسلاميه والواقع المدهش ان تلك الثورات السلميه حقا ازالت الطغاه وتجبرهم على الانصياع لشعوبهم المقهوره وذلك الامر يؤكد عاملان مهمان الاول ان فعلا حكامنا كانوا فاسدين ظالمين وخونه لنا والامر الثانى ان الحكام لم ياتوا باراده شعوبهم وانما بالتزوير لاراده الشعوب والامر الثالث ان هؤلاء الحكام ظلوا زمنا عملاء للغرب ولاسرائيل رغم ان الغرب حر ونظم الحكم عنده فى غايه الحريه والشفافيه لكن الغرب لا يريد الا الطغاه حتى يفعل ما يريد وكان الغرب يعلم ان حكامنا عبيد الكراسى ولن يتركوها الا وهم اموات ولا فرق عندهم ان شعوبهم تراضى من عدمه لذلك استغل الغرب تلك المساله حتى فعل بنا ما يريد ورغم ان تلك الثورات جاءت متاخره لكنها لحكمه يعلمها الله تعالى والغد لا نعرفه لكن هى حاله صحيه ومرضيه وباتت فرض علينا لما رايناه من القهر والسرقه والنهب لمقدرات الشعوب وكان البلاد مزرعه لهم ونحن قطعان يفعلون بنا ما يريدون
وتلك الثوره غيرت افكارا عديده وجاءت بفقه جديد وتشريع موجود فى الاسلام لا محاله لكن تعمد علماءنا وليس كلهم ان يلغوه ولا يتكلموا فيه وهو صمت سيحاسبون عليه فقد ظلت فكره عدم الخروج على الحكام مسيطره على الكثير من العلماء وحتى الناس مما اضفى حاله من الخوف والرهبه عند من يتفوه بكلمه الخروج على الحاكم الذى هو طبقا لمفهوم العلماء السابقين اميرا للمؤمنين والخروج عن طاعه ولى الامر مفسده عظيمه واستاق العلماء تلك الفكره من نظريه الامامه والطاعه لولى الامر وكانها طاعه لله ورسوله والحقيقه ان فكره الخروج على الحاكم وحرمتها جاءت نتيجه لوجود مثل هؤلاء العلماء الذين اكدوا الفكره وترجموا لها بل ودرسوها فى خطبهم وكتبهم وفلسفاتهم واستندوا لاراء الرجال من العلماء كابن تيميه وغيرهم ورغم ان الفكره قد تتغير مع تغير الزمن والحاجه الا انهم اصروا على الفكره بل ومنهم من كان يكفر الذى يدعوا الى الخروج على الحاكم رغم ان هناك ايضا علماء من السلف اقروا بعكسها بل واباحوا الخروج على الحاكم كالامام العز بن عبد السلام وغيره فى حاله الظلم والخروج عن تعاليم الاسلام لانه فى الحقيقه حريه الناس المحكومين اهم من تطبيق الشريعه التى يحصرها البعض فى الحدود المعروفه من زنا وقتل وحرابه غير ان الشريعه اعم من ذلك وانما الحريه والعداله والشورى والمساواه اصول الشريعه واهم من تطبيق الحدود لانه باختصار كيف تقطع يدى وانا مقيد جوعان عريان نهب حاكمى كل شىء لى وسجننى وعذبنى وانتهك حرماتى
ان مساله الثورات جاءت مميزه ومدهشه حقا لكن السؤال الهام الى متى تاخذنا تلك الثورالت والتغيير وجد لكن هل تستمر ام تقف ان المتشائمين يقولون ان الثوره وقعت لكن الفوضى والتخلف والبلطجه زادت والفقر والجوع الى طريق الحافه
والمتفائلين يقولون كفانا اننا تخلصنا من الطغاه وربنا لا ينسى احد فكما وقف معنا فى ازاله الطغاه سوف يقف معنا لنتخطى الصعاب الى مستقبل افضل والحقيقه ان الاثنان ينقصهم بعض الحكمه واعمال العقل فلابد من الحذر
نعم تتم محاكمه الفاسدين لكن المحاكمات بطيئه ويشعر احدنا ان هناك تواطؤ والثروات المنهوبه لم تعد الى الشعب وذلك يؤدى الى القلق ناهيك عن ان الفوضى عمت البلاد والمال قل والمؤامرالت تحاك من قبل اعوان النظام السابق وتظهر خروقات هنا وهناك
ان المساله صعبه للغايه وقراءتها تبدوا صعبه لان الاحداث تتوالى مسرعه وكان الله تعالى هو محركها
ومصر بلد عظيم وقوى واراده شعبه هزمت الطغاه اذن المطلوب الان البحث عن التوحد باى شكل
من الطبيعى ان يغير اخواننا الذين كانوا يقولون لنا دوما ان الخروج على الحاكم حرام بل والبعض يسميه كفرا من الطبيعى ان يغيروا من اراءهم العقيمه وان ينحازوا للثوره وهذا ما حدث ولن نبحث عن ماضيهم المخزى فى حب النظام ومناصرته والدعاء له لاننا كنا نعرف انهم على خطا رغم انهم كانوا ليقنعونا يستدلون باراء العلماء والاحاديث النبويه التى يفسرونها على امزجتهم حتى ينصروا فكرتهم الباليه والتى من خلالها وصلوا للثراء الفاحش على حساب جمهورهم الذى خدروهم زمنا وخدعوهم وقد رايت احدهم يسال شيخه بعنف لماذا الان تقف مع الثوره وانت كنت تحرمها وتتمسح فى النظام البائد وكنت تسمى الخروج عليه فتنه وكفرا فلم يرد الشيخ واكتفى بقوله لكل وقت فقهه الخاص به الان عرف الشيخ ان هناك علامه افضل منا جحميعا اسمه الامام الشافعى الذى اخترع هذا الفقه حينما غير فقه مصر عن فقهه الذى كتبه فى العراق وقال لكل بلد فقه يتناسب معه هؤلاء هم حقا السلف الصالح الذى حق علينا اتباعهم
وليسوا شيوخ الفضائيات وليس كلهم بل اغلبهم الذين سودوا حياتنا وقد كان عمر رضى الله عنه مثل العالم والامام الرائع الذى اصدر ذلك الفقه الجديد وقد استقاه من فقه النبوه
وقال كلمته المشهوره ان احسنت فاعينونى وان اسئت فقومونى ورده رجل فقال اتركوه لا خير فيه ان لم يقلها ولا خير فينا ان لم نسمعها وقال رجل لابى بكر ابحد السيف نقومك قال نعم وذلك اذا حاد عن الحق ومعنى المقاومه الخروج عليه اذن ابى بكر وعمر يرون ذلك حلالا بل ويصرحوا به واخواننا الذين يحرمون ذلك من اين جاءوا بذلك وكيف يسمون انفسهم انهم على نهج السلف اليس عمر وابى بكر خير السلف اذن هم يخدعون انفسهم وجمهورهم والناس بمثل تلك الفلسفات الغريبه عن الاسلام ويدعون نسبتها الى الاسلام
اتفق أهل السنة وغيرهم على وجوب تنصيب الولاة والحكام والأئمة، وقرروا "أن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله ويسوسهم بأحكام الشريعة"، وهو المقصود الأعظم من الإمامة: (سياسية الدنيا بالدين) وحكى الإمامان ابن حزم والقرطبي إجماع الأمة والأئمة على ذلك إلا ما روي عن النجدات من الخوارج وعن الأصم ومن تبعه()، وقال ابن تيمية: "يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين إلا بها؛ فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض"().

وقال أيضاً: "لأن الله أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجُمع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود، لا تتم إلا بالقوة والإمارة". ونقل عن علي رضي الله عنه قوله: "لا بد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة. قالوا: فما بال الفاجرة؟ قال: سيقام بها الحدود. وتأمن بها السبل، ويجاهد بها العدو، ويقسم بها الفيء"().وقد اشترط أهل السنة في الحكم عدة شروط، منها: الإسلام والعقل والبلوغ والحرية والذكورية والعلم والكفاءة النفسية والكفاءة الجسمية وعدم طلبها والحرص عليها والعدالة، واختلفوا في اشتراط (القرشية والأفضلية)().

واتفقوا على أن من حقوق الأئمة طاعتهم بالمعروف ومناصرتهم، وتقديرهم ومناصحتهم، وإيفاء البيعة لهم؛ لدلالة النصوص الكثيرة، واعتبار المصالح الكبيرة، إلا إن أتوا بواحد من أسباب العزل الثلاثة.

أ- الكفر والردة: لما يترتب عليها من تعطيل الأحكام والحقوق والمصالح، ويدل عليه أن الشرع حرم عقد الموالاة للكفار، فعقده في الولاية العظمى التي يتحاكم إليها في الدين والنفس والعقل والنسل والعرض والمال من باب أولى، ولذلك فقد قيدت الآية طاعة ولاة الأمر بقوله: {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]. فهي نص على أن يكون ولي الأمر من المسلمين.

وفي حديث عبادة بن الصامت المتفق عليه قوله: «... وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان» ومعنى: «بواحاً» أي بادياً ظاهراً لا خفاء فيه.

ومعنى «عندكم من الله فيه برهان» أي نص آية أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل كما قال الحافظ ابن حجر().

ب- ترك إقامة الصلاة للمسلمين والدعوة إليها:وذلك لأنها أظهر شعائر الإسلام وأعظم فرائض الدين، ويقاس عليها فيما لو عطل غيرها من الشعائر الظاهرة، كالحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قاله شيخ الإسلام().

ولما ذكر صلى الله عليه وسلم شرار الأئمة قال: «الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم. قالوا: أفلا ننابذهم؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة»()، والمنابذة: المدافعة والمخاصمة والمقاتلة.

ج- ترك الحكم بما أنزل الله:

وذلك لأن الغاية والمقصود الأعظم من تنصيب الولاة والحكام، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدما، وقد روى البخاري عن أنس مرفوعاً:«اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة ما أقام فيكم كتاب الله»().
اراء المانعين للخروج على الحاكم
تحريم الخروج على أئمة الفسق والجور: وهو مذهب عامة أهل الحديث، ومشهور مذهب أحمد، وادعى النووي الإجماع عليه: "وهو خطأ ظاهر لوجود المخالف من أهل السنة"، كما هو مذهب الصحابة الذين اعتزلوا الفتنة التي وقعت بين علي ومعاوية ومن معهما من الصحابة رضي الله عنهم، وممن اعتزلوا الفتنة: سعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن عمر، وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة، وأبو بكرة رضي الله عنهم. وهو مذهب الحسن البصري()، وصححه النووي والقاضي عياض، وقال: "لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق، ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك، بل يجب وعظه وتخويفه"() وحكاه شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن حجر، أنه الذي استقر عليه إجماع السلف، قال شيخ الإسلام: "للنصوص الشريعة الدالة على وجوب الصبر على جورهم"()، وقال ابن حجر: "لما رأوا من إهراق الدماء"().دلتهم:

أ- استدلوا بعموم الأحاديث الصريحة الدالة على وجوب طاعتهم والصبر على جورهم، وهي متواترة كما سبق وفيها: «ما أقاموا فيكم الصلاة»، وفيها أيضاً: «وإن رأينا فيهم ما نكره» أي من الظلم والبدعة والفسوق، وفيها: «إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان».

ب- وبالأحاديث الدالة على تحريم الاقتتال بين المسلمين، وتحريم القتال في الفتنة: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»()، وحديث: «إذا التقى المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار»().

ج- وبقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لينصر الدين بالرجل الفاجر». وفي لفظ: «وبأقوام لا خلاق لهم»().

د- واستدلوا بصلاة الصحابة خلف أئمة الجور()، كصلاة ابن مسعود خلف الوليد عقبة بن أبي معيط وقد جلده عثمان لشرب الخمر، وصلى بالمسلمين مرة الصبح أربعاً، وصلى ابن عمر وأنس خلف الظالم الفاسق الحجاج الثقفي. قالوا: وهو يقتضي الإقرار بإمامتهم.

هـ- وإعمالاً لقواعد الشريعة في "دفع أعظم الضررين باحتمال أخفهما"، وقد علم أن غالب الخروج ترتب عليه هرج ومرج ودماء، ومفاسد عظيمة، قال شيخ الإسلام: "وقل من خرج على إمام ذي سلطان إلا ما كان ما تولد على فعله من الشر أكثر مما تولّد من الخير"()، وقرر تلميذه ابن القيم أن مراتب إنكار المنكر أربعة، قال: ورابعتها محرمة، وهي: "أن يزول المنكر ويخلفه ما هو شر منه"().
اراء من اجازو الخروج على الحاكم
وقد نسبه الإمام ابن حزم إلى جمهور السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم فمن بعدهم ممن خرج على أئمة الجور: علي ومعاوية، ومن معهما من الصحابة والتابعين: عائشة وطلحة والزبير، ومن معهم: عبدالله بن الزبير ومن خرج معه، وهم أكثر الصحابة والتابعين، أهل المدينة وأهل الحرة بقيادة محمد بن عبدالله بن الحسن (النفس الزكية) وأخيه إبراهيم، وخروج ابن الأشعث وابن جبير والشعبي وغيرهم من الفقهاء والقراء على الحجاج كما نسبه إلى الأئمة الثلاثة (أبي حنيفة، ومالك، والشافعي) وغيرهم.

ثم قال: "فإن كل من ذكرنا إما ناطق ذلك بفتواه، وإما فاعل لذلك بسلّ سيفه في إنكار ما رأوه منكراً"().

أدلتهم:- استدلوا بعموم الأدلة الآمرة بتغيير المنكر والمحرمة للتعاون على الإثم والعدوان، قالوا: وترك الخروج يستلزم الإقرار له وإضفاء الشرعية على المنكر والإثم والعدوان.

ب- فعل الصحابة والتابعين والفقهاء في الخروج على أئمة الظلم والجور.

ج- آية الحجرات الآمرة بقتال البغاة، وهي تشمل فئة الأئمة البغاة إذا لم يحكموا بالقسط والعدل.

د- عموم الأدلة الدالة على عدم صحة ولاية الظالم، وبطلان شهادة الفاسق. قالوا: فولاية أمر المسلمين من باب أولى، ويستوي فيها، ولا فرق من حيث تعطيل المصالح والحقوق ما كان منها طروءاً أو أصالة، ابتداء أو استدامة؛ قال تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:124]
قال القاضي عياض - رحمه الله -: فلو طرأ عليه (أي الخليفة) كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيامعليه وخلعه ونصب إمام عادل.
أما من قال بهذا القول ، فهذا _ أعني إزالة السلطة الظالمة ، ولو بالقوّة _ مذهب مشهور لكثير من أئمة السلف ، من الصحابة ، والتابعين ، بل حكاه ابن حزم عن أكثرهـم ، هو مذهب أبي حنيفة رحمه الله ، ومذهب الشافعي في القديم ، وهو إحدى الروايتين عن الإمام أحمد ، وهـو مذهب صاحب الإمام أحمد ، أحمد بن نصر الخزاعي ، وقد قام بالسلاح على السلطان الواثق ، واستشهد رحمه الله في تلك الوقعـة ، أما الإمام مالك ، فقد صـرح بأنه يقاتل مع العدل سواء كان القائم ، أو الخارج عليه ، كما في رواية سحنون ، والمذهب الآخر قيـَّد المنع بالخوف من وقوع فتنة ، يبقى معها الظلم ، وتزداد المفاسد ، وسفك الدماء ، فعُلم أنه إذا انتفت هذه العلَّة ، فالمسألة حينئذٍ إجماع بين المذاهب في السلطة الجائرة ، أما عند وقوع الكفر البواح ، فلا خلاف في وجوب الجهـاد أصـلا .
فقد احتج القائلون بهذا المذهـب ، بقوله تعالى : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) .
وبقوله تعالى : ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل )
وبقوله تعالى: ( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) ، وهذه الآيات ، ونظائرها في القرآن ، دلالتها عامّـة ، فتشمل بغـي السلطة وغيرها ، فكلُّ من بغى على المسلمين ، يجب منعه ولو بالقتال ، إذ الغاية هي منع البغي ، وكفّ ضرره على الناس ، ولئن كان قتال الباغـي من غير السلطة مأمورا به ، مع أنه أخف ضررا على الناس من بغي السلطة ، فقتال السلطة الباغية أولى بأن يكون مأمورا به ، وقياس الأولى أقوى القياس ، وأثبته ، وأحكمه ، فثبت بالنص والقياس ، وجوب منع البغي ، ولو بالقتال .
وبقوله تعالى ( لاينال عهدي الظالمين ) ، وهي نص بإنتقاض عهد الظالم ، وحينئذ بلا حقَّ له ، ويجب نزعه بالقـوّة ، إذ هو مغتصب للسلطة.
وبالآيات التي تحذّر من الظلم ، وتبيّن خطره العظيم ، وعواقبه الوخيمـة ، وفيها دلالة على أمر الشريعة بالسعي في إزالة الظلم ، وتحقيق العدل بكلِّ سبيـل ، ولو بالقـوّة.
وبالآيـات التي تأمر بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، باليد أولا.
.
والعدل هـو أعظم مأمور به ، فيجب تحقيقه ما أمكـن وإن بالقـوّة .
والظلم أعظم منكر ، فوجب تغييره باليد ، والقـوَّة .والدليل على أنّ هذه الآيات تشمل ظلم السلطة حديث ابن مسعود ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ما من نبي بعثه الله قبلي إلاّ كان له من أمته حواريون ، وأصحاب يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف ، يقولون مالايفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ) رواه مسلم ، ولهذا قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ( وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد ) جامع العلم والحكم 304
وبحديث ابن مسعود رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( سيلي أموركم بعدي رجال يطفئون السنّة ، ويعملون بالبدعة ، ويؤخّرون الصلاة عن مواقيتها ، فقلت : يارسول الله إن أدركتهم كيف أفعل ؟ قال : تسألني يا ابن أمّ عبد ماذا تفعل ؟ لا طاعـة لمن عصى الله ) رواه أحمد ، وابن ماجه ، وغيرهما
وبحديث أبي بكر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه ) رواه احمد ، وأصحاب السنن.
وبحديث عقبة بن مالك رضي الله عنه ، قال : ( أعجزتم إذ بعثت رجلاً فلم يمض لأمري ، أن تجعلوا مكانه من يمضـي لأمري ) رواه أبو داود ، وقصته أنَّ أمير السرية خالف أمره صلى الله عليه وسلم ، فلما رجعوا ذكروا له ذلك ، فقال الحديث .

وبحديـث النعمان بن بشيـر رضي الله عنـه ، عن النبيّ ‏صلى الله عليه وسلــم ‏، ‏قال ‏ ‏: ( مثل القائم على حدود الله ، والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها ، إذا استقوا من الماء ، مرُّوا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ، ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري وغيره ، وهذا عام يشمل إذا كان الذي يسعى لإغراق السفينة هم ذوو السلطة ، فإن أُخـُذ على أيدهم نجا الناس ، وإن تُركوا حدث الهلاك والعياذ بالله تعالى .
وبحديث جابر رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم ( كيف تُقدّس أمـَّة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهـم ) ، رواه ابن حبان والطبراني ، وهذا يشمل السلطة الظالمة ، فيجب الأخذ على يديها إن ظلمت الضعفـاء.
وبما رواه ابن اسحاق حدثني الزهري ، حدثني أنس رضي الله عنه ، فيما قاله الصديق في أوّل خطبه له ، قال ( ثم تكلم أبو بكر ، فحمد الله ، وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أمابعد ، أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ، ولست بخيركم ، فان أحسنت فأعينوني ، وان أسأت فقوّموني ، الصدق أمانة ، والكذب خيانة ، والضعيف منكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله ، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق إن شاء الله ، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ، ولا يشيع قوم قط الفاحشة إلاّ عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ) قال ابن كثير ، وهذا إسناد صحيح أ.هـ ، وقد قال الصديق هذه الجمل العظيمة ، في حضرة خيار الصحابة ، وفي مجمع عام يشملهم ، فلم ينكر عليه أحـد .
.
كما احتجُّـوا بالأحاديث التي تحضُّ على إظهار النكير على حكام الجور :
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : (أفضل الجهاد كلمة حق _ وفي رواية عدل _ عند سلطان جائر ) رواه الترمذي، وأبو داود ،وابن ماجه وغيرهم .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له : أنت ظالم ، فقد تُودِّع منهم ) رواه أحمـد والبيهقي .

كما احتجوا بالأحاديث التي حذّرت من أئمة الجور ، والضلالة ، وأنَّ شرَّهم على المسلمين عظيم ، قالوا : ومحال أن يجتمع هذا التحذير الشديد المقرون بأنهم سبب هلاك الأمـة ، مع الأمـر بتركهـم وجورهـم !
منها : عن ثوبان رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( وإنما أخاف على أمتي الأئمّة المضلين ) رواه الترمذي وغيره
وعن شداد بن أوس قال صلى الله عليه وسلم : ( أخوف ما أخاف على أمّتي الأئمّة المضلين ) روه الطيالسي
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( أشدّ الناس عذابا يوم القيامة ، رجل قتله نبيُّ ، أو قتل نبيـّا ، وإمام ضلالة ، وممثل من الممثلين ) رواه الإمام أحمـد ، ومعنى قوله ( ممثل من الممثلين ) أي صانع التماثيل لذوات الأرواح ،
وعن كعب بن عجرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو دخل ، ونحن تسعة ، وبيننا وسادة من أدم ، فقال : ( إنها ستكون بعدي أمراء ، يكذبون ، ويظلمون ، فمن دخل عليهم ، فصدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم ، فليس منّي ، وليست منه ، وليس بوارد علي الحوض ، ومن لم يصدقهم بكذبهم ، ويعنهم على ظلمهم ، فهو منّي ، وأنا منه ، وهو وارد علي الحوض ) رواه أحمد وغيره .

وبقول عمر رضي الله عنه لزياد بن حديـر : ( هل تعرف ما يهدم الإسلام ، قلت : لا ، قال : يهدمه زلة عالم ، وجدال منافق بالقرآن ، وحكم الأئمة المضلّين ) رواه الدارمي.
أبي حنيفة – رحمه الله - : فالمشهور من مذهبه جواز قتال حكام الجور والظلمة، والقول بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالسيف. وننقل ما ذكر الإمام الجصاص – رحمه الله – عن أبي حنيفة في هذا المسألة، وقد رد الإمام الجصاص وأغلظ القول على من أنكر على أبي حنيفة مذهبه في الخروج على أئمة الجور وقولهم بأن أبى حنيفة يرى إمامة الفاسق فقال: "وهذا إنما أنكره عليه أغمار أصحاب الحديث الذين بهم فُقِد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى تَغلب الظالمون على أمور الإسلام، فمن كان هذا مذهبه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كيف يرى إمامة الفاسق" []. وفي هذا رد على الإمام الطحاوي من إمام حنفي من كبار أئمة المذهب الحنفي.
.
ولقد أيد الإمام أبو حنيفة وساعد كل من خرج على أئمة الجور في عصره، كزيد بن علي في خروجه على الخليفة الأموي فقد أمده أبو حنيفة بالمال، وكان ينصح الناس ويأمرهم بالوقوف إلى جانبه، وهذا ما ذكره الجصاص في هذه المسألة:" وقضيته في أَمر زيد بن علي مشهورة وفي حمله المال إليه وفتياه الناس سراً في وجوب نصرته والقتَال معه " [].وكذلك مساندته لمحمد ابن عبد الله الملقب بالنفس الزكية ودعوت الناس وحثهم على مناصرته ومبايعته، وقال بأن الخروج معه أفضل من جهاد الكفار، كما ذكر ذلك الجصاص: " وكذلك أمره مع محمد وإِبراهيمَ ابني عبد اللَّه بن حسن. وقال لأَبي إسحاق الفزاريِ حينَ قَال له : لمَ أشرت على أَخي بالخروج مع إبراهيم حتى قتل ؟ قَال : مخرج أَخيك أَحب إلي من مخرجك " . وكان أَبو إسحاق قد خرج إلى البصرة " [وكذلك ذكر الجصاص أن كبار التابعين قد نابذوا الحجاج بالسيف، حيث قال: " وقد كان الحسن وسعيد بن جبير والشعبي وسائر التَابعين يأْخذون أَرزاقهم من أَيدي هؤلاء الظلمة ، لا على أَنهم كانوا يتولونهم ولا يرون إمامتهم ، وإِنما كانوا يأْخذونها على أَنها حقوق لهم في أَيدي قوم فجرة . وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم وقد ضربوا وجهَ الحجاج بالسيف ، وخرج عليه من القرَاء أربعة آلاف رجل هم خيار التابعين وفقهاؤهم فَقَاتلوه مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بالأهواز ثمَ بالبصرة ثمَ بدير الجماجم من ناحية الفرات بقرب الكوفة وهم خالعون لعبد الملك بن مروان لاعنون لهم متبرئون منهم " [كذلك حين ثار عبد الرحمن بن الأشعث على الدولة الأموية في زمن ولاية الحجاج الظالمة وقف إلى جانبه آنذاك أكابر الفقهاء أمثال سعيد بن جبير والشعبي وابن أبي ليلى وأبي البختري، ويذكر ابن كثير أن فرقة عسكرية من القُرَّاء (يعني العلماء والفقهاء) وقفت معه ولم يقل واحد من العلماء الذين قعدوا عن القيام معه أن خروجه هذا غير جائز، والخطب التي ألقاها هؤلاء الفقهاء أمام جيش بن الأشعث تترجم نظريتهم ترجمة أمينة، قال بن أبي ليلى: " أيها المؤمنون إنّه من رأى عُدْواناً يُعمل به ومُنكراً يُدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى فذلك الذي أصاب سبيل الهدى ونُور في قلبه اليقين، فقاتلوا هؤلاء المحلّين المحدثين المبتدعين الذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه وعملوا بالعدوان فلا ينكرونه ". وقال الشعبي: " يا أهل الإسلام قاتلوهم ولا يأخذكم حرج في قتالهم، فوالله ما أعلم قوما على بسيط الأرض أعمل بظلم ولا أجور منهم في الحكم، فليكن بهم البدار". وقال سعيد بن جبير: " قاتلوهم ولا تأثموا من قتالهم بنيّة ويقين، وعلى آثامهم قاتلوهم على جورهم في الحكم وتجبرهم في الدين واستذلالهم الضعفاء وإماتتهم الصلاة " [].
].أما نجم العلماء ومفتي المدينة الإمام مالك فقد روى ابن جرير عنه أنه أفتى الناس بمبايعة محمد بن عبد الله بن الحسن الذي خرج سنة 145هـ، فقيل له : " فإن في أعناقنا بيعة للمنصور، فقال: إنما كنتم مكرهين وليس لمكره بيعة، فبايعه الناس عند ذلك عن قول مالك ولزم مالك بيته " [وقد أفتى الإمام مالك - رحمه الله - للناس بمبايعة محمد بن عبدالله بن حسن عندما خلــع الخليفة المنصور ، حتى قال الناس لمالك : في أعناقنا بيعة للمنصور ، قال : إنما كنتم مكرهين ، وليس لمكره بيعة ، فبايع الناس محمد بن عبدالله بن حسن عملا بفتوى الإمام مالك .[وقد ذكر ابن العربي أقوال علماء المالكية : " إنما يقاتل مع الإمام العدل ، سواء كان الأول ، أو الخارج عليه ، فإن لم يكونا عدلين ، فأمسك عنهما إلا أن تراد بنفسك ، أو مالك ، أو ظلم المسلمين فادفع ذلك ". [وقد ذكر أبن أبي يعلى في ذيل طبقات الحنابلة عن الإمام أحمد في رواية : " من دعا منهم إلى بدعة فلا تجيبوه ولا كرامــة ، وإن قدرتم على خلعه فافعلوا ".[]
والمشهور من مذهب الإمام أحمد ، تحريم خلع الإمام الجائر ، غير أنه يمكن التوفيق بأن قوله بالتحريم يحمل على عدم القدرة لأنه حينئذ فتترجح المفسدة ويبقى الظلم بل قد يزداد .
ومن علماء الحنابلة الذين ذهبوا إلى القول بخلع الجائر ، ابن رزين ، وابن عقيل ، وابن الجوزي ، رحمهم الله .[] ] قال إمام مذهب الشافعية الجويني - وقد ذكر أن الإمامَ لا ينعزل بالفسق - ما لفظه : وهذا في نادر الفسق ، فأما إذا تواصل منه العصيان ، وفشا منه العدوان ، وظهر الفساد ، وزال السداد ، وتعطلت الحقوق ، وارتفعت الصيانةُ ، ووضحَت الخيانةُ ، فلا بدَّ من استدراك هذا الأمر المتفاقم ، فإن أمكن كف يده ، وتولية غيره بالصفات المعتبرة ، فالبدار البدار ، وإن لم يمكن ذلك لاستظهاره بالشوكة إلا بإراقة الدماء ، ومصادمة الأهوال ، فالوجه أن يقاس ما الناس مندفعون إليه ، مبتلونَ به بما يعرض وقوعه ، فإن كانَ الواقع الناجز أكثر مما يتَوقَع ، فيجب احتمال المتوقع ، وإلا فلا يسوغ التشاغل بالدفع ، بل يتعين الصبر والابتهال إلى الله تعالى .
قال ابن حزمٍ في ( الإجماع ) : ورأيت لبعض من نصب نفسه للإمامة والكلام في الدين ، فصولاً ، ذكر فيها الإجماع ، فأتى فيها بكلام ، لو سكت عنه ، لكان أسلمَ له في أخراه ، بل الخرس كانَ أسلمَ له ، وهو ابن مجاهد البصري المتكلم الطائي ، لا المقرئ ، فإنه ادعى فيه الإجماعَ أنهم أجمعوا على أنه لا يُخرج على أئمة الجور ، فاستعظمت ذلك ، ولعمري إنه لعظيم أن يكون قد علمَ أن مخالف الإجماع كافر ، فيلقي هذا إلى الناس ، وقد علمَ أن أفاضل الصحابة وبقية السلف يومَ الحرَّةِ خرجوا على يزيد بن معاوية ، وأن ابن الزبير ومن تابعه من خيار الناس خرجوا عليه ، وأن الحسينَ بن عليٍّ ومن تابعه من خيار المسلمين خرجوا عليه أيضاً ، رضي الله عن الخارجين عليه ، ولعن قَتَلَتَهم ، وأن الحسن البصري وأكابر التابعين خرجوا على الحجاج بسيوفهم ، أترى هؤلاء كفروا ؟ بل واللهِ من كفرهم ، فهو أحق بالكفر منهم ، ولعمري لو كان اختلافاً - يخفى - لعذرناه ، ولكنه مشهور يعرفه أكثر من في الأسواق ، والمخدَّراتُ في خدورهنَّ لاشتهاره ، ولكن يحق على المرء أن يَخطِمَ كلامه ويزُمَّه إلا بعد تحقيق وميزٍ ، ويعلم أن الله تعالى بالمرصاد ، وأن كلام المرء محسوب مكتوب مسؤول عنه يومَ القيامة مقلداً أجر من اتبعه عليه أو وزرَه . ].
]. وبعد ما استعرضنا المساله فقهيا يجب ملاحظه شىء هام ان العلماء الذين تكلموا فى الامر كانوا يتكلمون فى مساله الخروج بالقوه بحد السيف وها انت ترى الاختلاف واضح وليست المساله محل اجماع مما تترك للاجتهاد والصالح العام ولكل حاله ما يميزها التصاقا بالواقع وحيث ان مساله الخروج جاءت من الشعب المصرى وبطريقه سلميه فهى واجبه وليست محل اختلاف وهى صناعه جديده وجيده ومميزه تتمثل فى مفهوم الثوره على الفساد ولقد اخترع الشعب المصرى بطريقه جديده انقلابا فى مفاهيم فقهيه قديمه وانقلب على التقليد فلم يكن الخروج بالسيف ولم يكن الخروج باستعمال السلاح وانما كان الخروج من نوع اخر غريب وعصرى ومتطور ومستحدث فى نظم الحكم والمعارضه والمساله مبهره والحقيقه لم تكن معتاده وانتصرت لان مطالبها عادله نصرها الله العادل الذى لا تضيع عنده الودائع فلم يكن من المتوقع او الوارد ان لا ينصر الله شعبا خرج جميعه رجال واطفال ونساء مرضى وفقراء وغيرهم ليصرخون فى وجه الفساد والقهر ويطالبون الطغاه بالرحيل ولا ينصرهم الله تعالى ولو ان الشعب على باطل لما نصره الله نصرا عزيزا
والمساله تبلورت فى مفهوم الثوره ومفهوم الثوره معروف فى التاريخ الحديث لكن المتداول انها ثوره بالسلاح لان المتعارف تاريخيا انه لا تكون ثوره الا بالسلاح اذ كيف تخلع طاغيه دون محاربته لكن ان تخلع طاغيه وعصابته وتهزم نظاما تربع زمنا واحتمى باجهزه من العسكر وافرد لنفسه اله من التقديس ونشات فكره المستحيل ان يذهب هذا النظام اذ به ينتهى الى غير رجعه فى ايام ونكتشف فجاه ان ذلك النظام كان كرتونيا وان الهاله كانت واهيه وان الله تعالى بخروج الشعب الباكى المقهور على طغاته القى فى قلوبهم الرعب حتى تهاوت كراسيهم وذهبوا فجاه الى السجون التى كم القوا بها وفيها ابناء الشعب ظلما وزورا ونكتشف فجاه انها عباره عن عصابه نهبت البلاد والعباد وانهم اقرب الى الكفر من الايمان وان الشعارات الى حملوها زمنا ما هى الا اوهام لخداع الشعب والبقاء فى الحكم مدد اطول
ووجدنا اجهزه العسكر التى احتلت العقول والاعراض تتهاوى دون اراقه نقطه دم واحده
ذلك هو مفهوم الثوره الجديد الذى ابهر العالم الحر
وبات الذين كانوا يقرون بالولاء للحكام حتى لو كان ظلمه مدهوشين من الذى حدث حتى ندموا عن اراءهم الباليه وتمسكهم بحرفيه النصوص واولوها على امزجتهم فكانوا مشاركين بشكل او اخر فى منظومه الفساد التى عانى منها الشعب زمنا
ان مفهوم الثوره بهذا الشكل الخرافى المدهش لم نجد له شكلا عبر التاريخ حتى باتت تلك المنظومه تستحق الاحترام والتقدير من الجميع وسوف تسجل فى التاريخ بماء الذهب فالمساله تقترب من المعجزه الالهيه فهى فى الحقيقه معجزه اثبتت ان الشعب المصرى على حق وانه شعب مؤمن على حق وحقا على الله تعالى نصر المؤمنين وان
المساله راجعه الى توفيق الله وعونه وليس الى ذكاء الشعب والاعظم من ذلك ان الشعب ثار دون مساعده من احد ولم نرى حزب او مجموعه تدعم تلك الثوره وانما الشعب كله هو الذى ارتكب تلك المعجزه
ولقد بحثنا سلفا تلك المساله وراينا الاختلاف فى مساله الخروج وانما رجحت مساله الخروج لان هذا هو العدل والراى الذى يتوافق مع العقل والفطره والشرع
اذ كيف يستفحل الظلم والفساد ولا نعترضه وننكره والسكوت عليه تواطوؤ مع الجهه الطاغيه الظالمه والله تعالى لا يرضى بذلك مهما حدث والحريه والعداله مقدمه على تطبيق الشريعه لانه باختصار الحريه والعداله اصل من اصول العقيده يجب ترسيخهما اولا حتى يكون لى المبررات فى تطبيق الشريعه
اننا نحزن حينما نرى المتفلسفين قديما ومنهم شيوخ ممن كانوا يحرمون الخروج على الطغاه نراهم الان يتمسحون فى الثوره التى حققت المعجزات وهدمت دوله العسكر والظلم والتلفيق واهدار العداله والكرامه والحريه نجدهم الان يتمسحون فى الثوره ويعلنون انهم كانوا معها لكنهم كانوا خائفين من اراقه الدماء واكتشفنا فى النهايه انه لا دماء سالت غير دماء الثوار السلميين العزل وان ما تسبب فيها هم الطغاه كما اكتشفنا فساد النظام والطغاه الذين اتضح انهم عباره عن عصابه نهبت البلاد والعباد وطغت فى البلاد واكثروا فيها الفساد 
مساله الخروج على الحاكم شغلت العديد من العلماء قديما وحديثا ونبدا بصوت حر عرض تلك المساله
أجاب على هذه الفتوى الأستاذ/ محمد مسعد ياقوت
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين*
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لا يجوز أن يُمكّن للظالم في الأرض، فإن تمكَّن وغلب الناس، فلا أقل من عدم إعانته على الظلم، فضلاً أن نصبغ عليه الصبغة الشرعية بعدم جواز الخروج عليه؛ فمن قنن ظلمه بقانون مصطنع، أو كرّث فساده بدليل مُتأول فقد خان الأمة أيما خيانة، وساهم بشكل كبير في تغييب الشرع، وضياع الحقوق، وانتهاك الحرمات، ولطالما ضاعت أممٌ حينما تسلّط عليها جبارٌ عنيد سانده عالمٌ باع دينه بعرض من الدنيا.
***
في ظل هذه الأجواء التي نعيشها في مصر، وخروج ملايين الشباب إلى الميادين العامة يطالبون بالإصلاح، وتنحي الفاسدين عن سدة الحكم، خرجت فرقةٌ تنكرُ على هؤلاء الذين ينكرون، وقالوا بحرمةِ المظاهرات من جهة، وبحرمة الخروج على الحاكم الجائر من جهة أخرى، واستدلوا على رأيهم ذلك بطائفة من الأحاديث التي تنهي المسلمين عن الخروج على إمامهم، كحديث « مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِىَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ ». وحديث: " إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهْىَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ ». واستدلوا أيضًا بقوله – صلى الله عليه وسلم -: " « مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ ».
والحق أن الاستدلال بهذه النصوص في صدِّ الشباب عن الخروج إلى ميدان التحرير من أفحش ما يكون الاستدلال، وليّ أعناق النصوص، وتكريث الوضع القائم من تغييب للشرع، والركون إلى الذين ظلموا، واتباع أمر كل جبار عنيد.
ويأتي فساد هذا القياس من وجوه:
أولاً: أنهم يخلطون بين الخروج المسلح على الحاكم المسلم وبين الإنكار عليه باللسان إذا خالف الشرع، وفي ذلك بوّب الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم بابًا بعنوان: " باب وُجُوبِ الإِنْكَارِ عَلَى الأُمَرَاءِ فِيمَا يُخَالِفُ الشَّرْعَ" وأورد حديث أم سلمة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: « سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِىَ وَتَابَعَ ». قَالُوا أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ « لاَ مَا صَلَّوْا ».
فالنص أوجب الإنكار عليهم إذا خالفوا الشرع، وفي نفس الوقت حرّم الخروج المسلح عليهم ما أقاموا الصلاة.
وقوله – صلى الله عليه وسلم -: " لاَ مَا صَلَّوْا " يقتضي إقامتهم الصلاة فما دونها من أركان وفرائض، ومن هذا المنطلق أجاز شيخ الإسلام ابن تيمية الخروج على التتار الذين زعموا الإسلام، وإلا لو أخذنا الحديث على ظاهره لاستطاع كلُ كافر أو ظالم أن يحكم المسلمين بالحديد والنار، ويبطل الشرائع، ويحارب الإسلام، ثم هو يخرج إلى الناس ويقول لهم إنه يصلي؛ فتأتي طائفةٌ محسوبة على أهل العلم تحرّم الخروج على هذا الحاكم، وبهذه الطريقة سيُعطل الشرع إلى الأبد، ويستطيع كل جبار عنيد أن يحكم المسلمين، وذلك لعمرو الله لظلمٌ وفسادٌ في الأرض عريض.
ومن هنا قال بعض أهل العلم إن مسألة الخروج على الحاكم الجائر؛ إنما تخضع للمصالح والمفاسد، فإذا كان الخروج فيه مصلحةٌ للأمة فثمة الخير، وإن كان فيه مفسدة فلا، والأمور بالمآلات.
ثانيًا: أنهم يخلطون بين الخروج على الحاكم والخروج عن الجماعة، فالنصوص الواردة إنما ترمي إلى وحدة الصف، واجتماع كلمة المسلمين، ولذلك فإن جماهير أهل العلم ترى في عدم الخروج على الحاكم المتغلب إذا كان في ذلك اجتماع كلمة المسلمين، كذا في ولاية المفضول مع وجود الفاضل.
وقد كان هذا جليًا في منهج السلف والخلف في عدم خروجهم على الأمويين والعباسيين والعثمانيين وغيرهم.
أما إذا صار الحاكمُ سببًا في شق صف الأمة؛ فإنه يجب قتاله قولاً واحدًا، وفي ذلك يقول النبي –: « إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا ». وقال: « مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ، أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ ».
ولا يخفى على كل ذي عقل أن الحكام الذين نصّبهم الغرب قادةً للأمة الإسلامية بعد الاحتلال؛ إنما هم حكامٌ لليحلولة دون إقامة دولة إسلامية واحدة، أو خلافة راشدة متحدة.. والدليل على ذلك أن هؤلاء الحكام إنما هم يحكمون حدودًا جغرافية رسمها لهم الغرب، والجميع يعلم قصة تقسيم الشام إلى عدة دويلات مكونة من الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، بل تقسيم المنطقة العربية كلها كان على إثر اتفاقية سايكس بيكو ( 1917) التي اجتمعت فيها الدول الغربية الكبرى على ضرورة تقسيم الأراضي الإسلامية بعد إسقاط الخلافة العثمانية بحيث لا تجتمع للمسلمين كلمة، وتختفي الخلافة الإسلامية إلى الأبد، تلك الخلافة التي لطالما أذلتهم، وأذعنوا لها.
ثم إن بعض البلدان على حدتها رأينا فيها بعض حكامها خطرًا على وحدة شعبها، فمن هؤلاء الحكام مَن جعل أهلها شيعًا، يستضعف طائفةً منهم، ويصطنع الفتن بين المسلمين والنصارى، أو بين الجماعات الإسلامية وبعضها، وقد رأينا بأم العين كيف تقوم الجهات الأمنية بنشر الفتنة بين الإخوان والسلفيين في مصر، بل كانوا يزعمون أن ثمة جواسيس داخل الجماعة الواحدة نفسها زرعتها القوات الأمنية، كل هذا من أجل زعزعة الجميع، ونشر الريبة في النفوس، ونفث سموم الحقد والعدواة والبغضاء بين المسلمين، وكل هذا يساعد هؤلاء الحكام على إحكام القبضة على الجميع، على طريقة فرق تسد.
ثالثًا: أن هؤلاء الذين يحرّمون الخروج على الحاكم الجائر إنما يخلطون بين الحاكم المسلم الجائر، والحاكم المسلم الذي نصّبه الكفار. ففي الأول الخلاف المشهور، وإن كنا نرى الخروج عليه يخضع للمآلات، أما الثاني فلا خلاف على وجوب الخروج عليه، وذلك لسبب وجيه أنه يمثل سلطان الكافرين على المسلمين، " وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً " [النساء141].
رابعًا: النصوص الواردة في الخروج على الحاكم، منها ما يُحرّم الخروج، ومنها ما يُوجب الخروج، فأما التي تُحرّم فهي التي تتعلق بالإمام العادل الذي انعقدت له بيعة، أو الحاكم المسلم عمومًا وإن جار، وأما النصوص التي تُوجب الخروج فهي تتعلق بأئمة الكفر أو أئمة الضلالة، فأما أئمة الكفر فقال الله فيهم: " فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ " [التوبة12]، ولا خلاف في وجوب خلع الحاكم الكافر، أو الحاكم الذي نصبه الكفار على المسلمين.
وأما أئمة الضلالة فيقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: « مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْقال ابن رجب: " وهذا يدل على جهاد الأمراء باليد ". قلتُ: أي هذا الصنف منهم.
خامسًا: الذي يُحرّم الخروج على أئمة الجور – هكذا على سبيل الإطلاق، وخصوصًا مَن زعم الإجماع– يلزمه أن ينكر على الصحابة وكبار التابعين، وأن يشرح لنا موقفهم في الخروج – والذي زعم الإجماع يلزمه أن يكفّر هؤلاء – أو أن ينكر على الحسين بن علي وأصحابه صنيعهم في الخروج على يزيد، كذا خروج ابن الأشعث، ومَن معه من كبار التّابعين على الحجّاج بن يوسف.وقد ذكر الإمام الجصاص أن كبار التابعين قد قاتلوا الحجاج بالسيف، فقال: " وقد كان الحسن، وسعيد بن جبير، والشعبي وسائر التابعين يأخذون أرزاقهم من أيدي هؤلاء الظلمة، لا على أنهم كانوا يتولونهم ولا يرون إمامتهم وإنما كانوا يأخذونها على أنها حقوق لهم في أيدي قوم فجرة، وكيف يكون ذلك على وجه موالاتهم وقد ضربوا وجه الحجاج بالسيف وخرج عليه من القراء أربعة آلاف رجل هم خيار التابعين، وفقهاؤهم فقاتلوه مع عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث بالأهواز، ثم بالبصرة، ثم بدير الجماجم من ناحية الفرات بقرب الكوفة، وهم خالعون لعبد الملك بن مروان لاعنون لهم متبرئون منهم وكذلك كان سبيل من قبلهم مع معاوية حين تغلب على الأمر بعد قتل علي عليه السلام "

وبه قال غير واحد من الأئمة، قال الإمام الجويني في مسألة الإمام إذا فسق، " فأمّا إذا تواصل منه [ أي الحاكم] العصيان، وفشا منه العدوان، وظهر الفساد، وزال السّداد، وتعطّلت الحقوق، وارتفعت الصّيانة، ووضحت الخيانة؛ فلا بدّ من استدراك هذا الأمر المتفاقم، فإن أمكن كفّ يده وتولية غيره بالصّفات المعتبرة، فالبدار البدار، وإن لم يكن ذلك لاستظهاره بالشّوكة إلا بإراقة الدّماء، ومصادمة الأهوال؛ فالوجه أن يُقاس ما النّاس مدفوعون إليه ومبتلون به بما يفرض وقوعه، فإن كان النّاجز الواقع أكثر مما يتوقع؛ فيجب احتمال المتوقّع، وإلا فلا يسوغ التّشاغل بالدّفع، بل يتعيّن الصّبر والابتهال إلى الله تعالى".
أحسب أن كلمة الإمام الجويني قد لخصّت ما أسلفناه، ووضحت ما أوردناه.
فلم يبق مقالٌ لكل ذي علم أن يتشدق بالنصوص في غير موضعها، فيهلك الحرث والنسل بقال الله وقال الرسول. والله ورسوله بريئان ممن أعان أحدًا على قتل مظلوم ولو ببنت شفة، ولو كانت تلك البنتُ آيةً في غير موضعها أو حديثًا في غير مقصده، ولو كانت تلك الشفةُ شفةَ عالم من العلماء.

وقال ابن تيمية: المشهور من مذهب أهل السنَّة أنَّهم لا يرون الخروج على الأئمَّة وقتالهم بالسيف، وإن كان فيهم ظلم، كما دلَّ على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم. وقال ابن تيمية -- أيضًا: لعلَّه لا يكاد يعرف طائفةٌ خرجت على ذي سلطان إلاَّ وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته " وقال ابن القيِّم --: الإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم أساس كلِّ شرّ، وفتنةٌ إلى آخر الدهر... ماقولكم حفظكم الله فيمن يقول : ( إن مسألة الخروج على الحاكم مسألة إجتهادية وفيها خلاف بين السلف ، ولا يجوز تبديع أو تفسيق من يخالف فيها ) ؟ الجواب هذا كذب وافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وليس هذا محل اجتهاد ، النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أتاكم وأمركم جميع على رجل منكم يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان ) وقال : ( من فارق الجماعة ومات وهو مفارق للجماعة فقد مات ميتة جاهلية ) أو ( فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ) ، فلا يجوز الخروج على ولي الأمر المسلم ، بل تجب طاعته ويحرم الخروج عليه لما في ذلك من سفك الدماء ووتفريق الكلمة وضياع الأمة وأنتم تشاهدون الآن الدول التي خرجت على قادتها ماذا حصل فيها من القتل وسفك الدماء وضياع الأمن ، مع أن حكامهم ليسوا بمسلمين ، لكن لما خرجوا عليهم حصل ماحصل في الصومال ، ماحصل في الأفغان ، ماحصل في العراق ، ماحصل في كل مكان ، فكيف إذا كان الوالي مسلماً لا يجوز الخروج عليه ، لمافي ذلك من سفك الدماء ولما في ذلك من ضياع الأمن ، ولما في ذلك من تسلط الكفار على المسلمين ، ولما في ذلك من تفريق كلمة المسلمين " (1) قال الإمام الشوكاني : ( ولكنه ينبغي لمن ظهر له غلط الإمام في بعض المسائل أن يناصحه ولا يظهر الشناعة عليه على رؤوس الأشهاد ، بل كم ورد في الحديث : أن يأخذ بيده ويخل به ويبذل له النصيحة ولا يذل سلطان الله وقد قدمنا في أول كتاب السيرة أنه لا يجوز الخروج على الأئمة وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ ما أقاموا الصلاة ولم يظهر منهم الكفر) البواح…(4/556 ) (3)قال أبو جعفر الطحاوي : (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمرنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يداً من طاعتهم ونرى طاعتهم من طاعة الله مالم يأمرونا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والعافية) (8)قال الإمام النووي : ( لا يجوز الخروج على الخلفاء بمجرد الظلم أو الفسق ما لم يغيروا شيئاً من قواعد الإسلام )شرح صحيح مسلم (12/195) (12)قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: إن من تمام الاجتماع والسمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً. من كتاب الجامع الفريد من كتب ورسائل لأئمة الدعوة الأسلامية (14)وقال ابن عثيمين : فالله الله في فهم منهاج السلف الصالح في التعامل مع السلطان وان لا يتخذوا من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس والى تنفير القلوب عن ولاة الأمر فهذا عين المفسدة وأحدا لأسس التي تحصل به الفتنة بين الناسما حكم الأسلام في :راى مستقل
الحاكم الذي أفقر شعبه ونهب خيراته.
الحاكم الذي سرق أموال شعبه هو وعصابته واقترب رصيده من مئات المليارات من الدولارات؟
الحاكم الذي ترك المنكرات في طول البلاد وعرضها??
الحاكم الذي أشاع الفاحشة في كل البلاد .
الحاكم الذي يدوس على الدستور ويخالفه .
الحاكم الذي يمتهن كرامة الشعب ويسحق المواطنين .
الحاكم الذي سلم البلاد للفساد والمفسدين .
الحاكم الذي ظلم الأمة وزاد الغمة ، وجعل الظلم منهجه في الأمة .
الحاكم الذي نهى عن المعروف وأمر بالمنكر .
الحاكم الذي أشاع القتل والقتال وسفك الدماء .
الحاكم الذي تحالف مع الصليبيين واليهود ضد أبناء شعبه ، وطلب عساكرهم بدخول أرض المسلمين .
الحاكم الذي يبيع شعبه لليهود والأمريكان
الجاكم الذي يبيع الغاز لليهود بأقل من ثلث ما يبيعه لشعبه
الحاكم الذي فرض حصارا على المسلمين في غزة ليقتلهم اليهود؟
الحاكم الذي يعتقل ويسجن كل شريف من المعارضين له ولا يتورع عن قتلهم في السجن بعد تعذيبهم عذابا لم يعذبه أحد من العالمين.

الحاكم الذي سمح لطائرات الكفار بقتل أبناء بلده المسلمين على أرض المسلمين .




الدليل الشرعي

يقول جلّ القائل في كتابه الكريم:

1) {
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [المائدة : 45].

2) {
فاحكم بينهم بما أنزل الله} [المائدة : 48].

3) {
فلا وربك لا يُؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم} [النساء : 65].







الدليل الشرعي

يقول جلّ القائل في كتابه الكريم:

1) {
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [المائدة : 45].

2) {
فاحكم بينهم بما أنزل الله} [المائدة : 48].

3) {
فلا وربك لا يُؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم} [النساء : 65].


1) وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ( سيليكم أمراء من بعدي يعرّفونكم ما تنكرون، ويُنكرون عليكم ماتعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله ) [1].
2) وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ( سيكون عليكم أُمراء يُؤخّرون الصلاة عن مواقيتها ويحُدِثون البدع. قلت: فكيف أصنع؟ قال: تسألني يابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كيف تصنعُ؟ لا طاعةَ لمنعصَى الله ) [2].والذين يَرون عدم الخروج على الأنظمة الحاكمة اليوم يستدلّون بحديث لستمُطمئناً لصحته يقول: ( شرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهمويلعنونكم قلنا: يا رسول الله أفلا نُنابذهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكمالصلاة(. وهل يُعقل أن يكون المقصود بالحديث هو الحاكم الذي يُقيم الصلاة فقط دونبقيّة أحكام الشرع؟! إن محاولة تطبيق هذا الحديث على حكّام اليوم هيمحاولة لدعم الباطل على حساب الإسلام، فحكّام اليوم وأنظمة هذا العالمالمترامي المسمّى مجازاً بالإسلامي لم يصلوا إلى الحكم بالطريق الشرعي(البيعة)، بل فرضوا أنفسهم على المسلمين بقوة الحديد والمال ودعم القوىالكافرة المتربّصة بالإسلام ودُعاته الحقيقيين، ومن هنا ينقطع الطريق أمامدعاة الضلالة الذين يحاولون ترقيع الجاهلية بأحكام الإسلام وإلباس هذهالأنظمة الكافرة ثوب الإمامة العادلة!!. لقد استحلت هذه الأنظمة ما حرّم الله في كلّ قرار تصدره وكلّ خطوة تخطوها،فهي - كما نلاحظ - لا تقوم على بيعة وقد عطلّت حق الأمة في الشورى ومراقبةالحاكم وتسديده وترشيده وعزله، وأخذت تتوسع في إباحة المحظورات الشرعية بلتيسّر السبل والوسائل كي تنتشر هذه المحظورات وتسود الواقع، والاستحلالكفر بإجماع الأمة لا يُخالف في ذلك أحد وبالإضافة إلى ذلك استباحت دماءالمسلمين وأموالهم وأعراضهم، فهل هناك براهين على الكفر الصريح أكثر منذلك. إن المتأمل في واقع هذه الأنظمة الحاكمة اليوم في أرض الإسلام تتكشف لهحقيقة هامّة وهي: أن هذه الأنظمة لم تتسلّم زمام الأمور في بلاد المسلميناعتباطاً، هذه الأنظمة هي امتداد طبيعي للاستعمار الغربي الكافر، وإذا كانمن الواجب الشرعي علينا أن نُقاتل القوى الاستعمارية الغربية الكافرة حتىيكون الدين كلّه لله، فمن البديهي أن نُقاتل هذه الأنظمة التي تُعتبرالجبهة الأمامية لهذه القوى الغربية الاستعمارية الكافرة. ومن المؤسف أنتتخوّف بعض الأوساط الإسلامية من الأساليب ((الثورية)) في التغيير. وإذا كانت الثورة تنحاز انحيازاً تاماً لمصالح الأمة، ومطالبها،وللمستضعفين فيها، والجائعين المعذَّبين، فإنها لا شك ثورة حق، لأن الهدفالأساسي من رسالات السماء إلى الأرض كان وما زال: تحقيق العدل والقسطوتحطيم الظلم والظالمين، يقول جلّ القائل: {لقد أرسلنا رُسلنا بالبيناتوأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} [الحديد : 25]. ذلك أن كونهم مستضعفين في الأرض لا يُعفيهم من مسؤولية التغيير للظلم، لأنمنطقهم الاستسلامي هذا يُعاكس إرادة الله سبحانه، تلك الإرادة التي صاغهاالقرآن الكريم في آية واحدة: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرضونجعلهم أئمة ونجعلهمُ الوارثين} [القصص : 5]. فإرادة الله أن تكونالقيادة والإمامة للمستضعفين في الأرض من أمة محمد صلى الله عليه وسلم،وأن تكون لهم وراثة ما في حوزة أوطانهم من ثروات وعلوم وإمكانيات. وأنالدعوة إلى الله وتوحيده ليست ولم تكن في أي يوم من أيامها منفصلة عنقضايا الأمة وأوضاعها وهمومها وتطلعاتها إلى العدل والكرامة والحريةوالارتفاع... لقد كان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يدعونأممهم إلى العقيدة (التوحيد) لكن ينبغي التأكيد هنا أنهم كانوا يربطون هذهالدعوة بالمسائل والقضايا التي تهم أممهم. الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للافتاء من يدعون للتظاهرات في بعض الدول، ووصفها بإنها إثارة للفوضى مفرّقة للامة، وتحقق أهداف الأعداء الذين يوحون للبعض بهذه التظاهرات ويدعون لها،

وقال المفتي العام: إن هذه التظاهرات لا هدف لها حقيقة، بل هي أمور لضرب الأمة في صميمها وتقسّم البلاد العربية والإسلامية والسيطرة على خيراتها، مضيفًا: إن لها نتائج سيئة وعواقب وخيمة، من سفك للدماء وانتهاك للأعراض، وتعدٍ على الحرمات، وطالب المفتي العام الجميع بتبصر الواقع ودراسته، والنظر للأمور بمنظار الشرع، وأكّد أن أعداء الأمة لا يريدون لها الخير. وقال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة أمس بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بالرياض والتي خصصها للمظاهرات قال: إن الفوضويات التي نسمعها جاءت بتدبير من أعداء الإسلام ومن يخضعون لهم، مطالبًا بالحذر بمكان، لأن هدفها أضعاف الشعوب والسيطرة عليها واشغالها بالترهات عن مصالحها.
الشيخ يوسف القرضاوى/


يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بكلِّ اهتمام، وبقلق بالغ: الانتفاضة المباركة التي تجري في أرض مصر العزيزة على كلِّ عربي، وكلِّ مسلم، مصر بلد الأزهر، وقبلة الثقافة الإسلامية للأمة الإسلامية في كلِّ مكان. هذه الانتفاضة المصرية الخالصة الحرَّة المستقلَّة، التي يقودها أبناء الطبقة المتوسطة، الجامعيون المتعلِّمون، الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، بعد أن غرز فيهم وحش غلاء الأسعار أسنانه، وبعد أن طحنتهم مطالب الحياة التي لا ترحم، فالبطون الجائعة لا بدَّ لها من خبز، والأجسام العليلة لا بدَّ لها من دواء، والأسر المشرَّدة لا بدَّ لها من شقق تسكنها، والخريجون لا بدَّ لهم من عمل يعيشون منه.

ناهيك بما يشكو منه وطنهم العريق في حضارته وتاريخه من وهن وتأخُّر في التعليم والصحة والاقتصاد والقوَّة العسكرية، والانسحاب من دوره التاريخي في القضية العربية مع الدولة الصهيونية ... فكادت إسرائيل كيدها لتخرجها من معركة فلسطين أو معركة الأمة العربية والإسلامية، وأصبحت مصر وسيطة بين الطرفين لا شريكا في الكفاح، وتخبطت مصر محليًّا، وضعفت مصر عربيًّا، ووهنت مصر إسلاميًّا، وتأخَّرت مصر دوليًّا، كانت ديون مصر أول ما تسلم مبارك الحكم (12) مليارا فأمست ديونها (880) مليارا، وغدا (40%) أربعون في المائة من أبناء مصر تحت خط الفقر، وكلُّ ذلك تراه أجيالها الجديدة، وتنكره بقلبها، صابرة على البلاء، مصابرة على البأساء والضرَّاء، وفي كلِّ يوم يزداد فقر الفقراء، ويتضاعف غنى الأغنياء، وفي كلِّ يوم يمرُّ، والمرجل يغلى، والنار تشتعل تحته، حتى أوشك للمرجل أن يتفجَّر أو يتكسَّر.



كان النظام المصري يسمع شكاوى الناس من كلِّ الطبقات، ولا سيما الطبقات الفقيرة والوسطى، ولكنه سدَّ أذنا من طين، وأذنا من عجين، وتعاون الثالوث المعروف: فرعون وقارون وهامان، فرعون المستكبر بسلطانه، المستخف بقومه، وقارون المغرور بكنوزه ومكاسبه، وهامان الواسطة بينهما، تعاون هذا الثالوث غير المقدَّس على نهب ثروات مصر، والعلو على شعب مصر، لحساب فئة قليلة، ظلَّت تسمن وأبناء مصر يهزلون، وتزداد تخمة وأهل مصر جائعون، ويطلبون الأطعمة لولائمهم وأعراسهم من باريس، وكثير من شعب مصر يئنون من الجوع أنين الملسوع.

كان الشعب يعيش في سجن كبير يحكمه قانون الطوارئ منذ عشرات السنين، لا يملك حرية سياسية حقيقية، فليس له حق تكوين الأحزاب، ولا حق الاعتراض على تصرفات الدولة، وإلا فالمحاكم العسكرية بالمرصاد، وحتى الحرية الدينية مفقودة، فالدولة تسيطر على المساجد والمنابر وخطب الجمعة، ويجب أن تُغلق المساجد بعد الصلاة.

والانتخابات تزوَّر علانية، جهارا نهارا، كما تجلَّى ذلك في انتخابات مجلس الشعب والشورى الأخيرة، التي بلغ فيها التزوير المكشوف أعلى المستويات، بعد أن أبعد القضاء المصري المحترم عن الإشراف على الانتخابات، وبعد التدخُّلات المستمرَّة في قهر القضاء ليخرج عن استقلاله، ويمسي تابعا للحزب الحاكم.

لقد عمَّ البلاء، وضجَّ الناس بالشكوى، وأضحى الأمر كما قال الشاعر:


شكوت وما الشكوى لمثلي عادة

ولكن تفيض الكأس عند امتلائها!


وأخيرا: وبعد صبر طويل من الشعب المصري العريق، على المظالم والفقر والجوع، خرج شباب مصر الأحرار المتعلِّمون، بعد أن رأَوا أرض مصر تُنهب، وثرواتها تُسرق، ومؤسَّساتها تُباع بأرخص الأثمان، يتمُّ ذلك لحساب طواغيت الحكم المصري، وفراعنة الحزب الحاكم، من رجال الأعمال، الذين أُعطوا من الامتيازات والاحتكارات الكبرى، ما يميِّزهم وأقاربهم وأصهارهم عن سائر المصريين، الذين يعانون البؤس والحرمان.
والجيل الجديد من المصريين من الرجال والنساء، هو جيل من الطبقة المتوسطة من المتعلِّمين، نشأ في عهد الرئيس مبارك، ولم يعرف رئيسا غيره، اتَّفق بعضه مع بعض عن طريق الإنترنت، والفيسبوك والمحمول وغيرها من وسائل التواصل العصرية، على أن ينزلوا إلى الشارع، معبِّرين عن ذواتهم، ثائرين على أوضاعهم، مطالبين بحقوقهم، من خبز لكلِّ جائع، وعمل لكلِّ عاطل، ومسكن لكلِّ مشرَّد، كما ينشد حقَّه في الحرية والكرامة والعدل، وحقَّ وطنه في التقدُّم والرقي، لم يكن هذا التحرك تابعا لأيِّ حزب أو هيئة، ولم يحرِّكه أيُّ تنظيم سياسي تقليدي في مصر، ومن هنا لا يعرف لهذه الانتفاضة، بل الثورة قيادة معيِّنة، بل هي تقود نفسها بنفسها.

ولكن مما يُؤسف له: أن النظام المصري لم يدرك حجم التغيير، الذي حدث لهذا الشعب، كيف تغيَّر فكره، وكيف تغيَّر وجدانه، وكيف تغيَّرت عزيمته، فكلُّ ما قابل به التظاهر السلمي: المقابلة الأمنية التي تدرَّجت من عنف خفيف، إلى عنف ثقيل حتى إنه في يوم جمعة الغضب، سقط فيه مائة وخمسون شهيدًا من المتظاهرين، برصاص رجال الأمن، وحوالي أربعة آلاف جريح!

إن بعض الأنظمة للأسف لا تستفيد من الدروس من حولها، فهي عمياء لا ترى، صمَّاء لا تسمع، غبيَّة لا تفهم، وقد قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37]، وهؤلاء لا قلب لهم، ولا سمع ولا شهود.

إن الحكومة يجب أن تكون في خدمة الشعب، فهي وكيلة عنه، أو أجيرة له، وليست سيدة له، أو مستكبرة عليه، ورحم الله أبا العلاء المعرِّي حين قال:

مُلّ المقام فكم أعــاشر أمة

أمَرتْ بغير صلاحها أمراؤها

ظلموا الرعية استباحوا كيدها

وعَدَوْا مصالحها ، وهم أجراؤها!


إن مشكلة الحكم في مصر، أنه حكم شعبا لم يعرف حقيقته، وظنَّ أن هذا الشعب سيظلُّ أبد الدهر مستكينا صبورا حليما، ونسَوا أن الحليم قد يغضب، وأن الصبور قد يثور، وقد استثاروا الشعب وأوقدوا شعلة غضبه، حين رأوا أن الذين ولَّاهم الله مسؤولية رعاية الناس، خانوهم وأضاعوهم وأكلوا حقوقهم، وأصبح المثل السائر على كلِّ لسان: حاميها حراميها. وتمثَّل الجميع بقول الشاعر:

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها

فكيف إذا الرعاة لها ذئاب؟!


لقد ضجَّ المجتمع المصري من الفساد الذي انتشر انتشار النار في الهشيم، وانتهب هؤلاء الفسدة المفسدون المسنودون أراضي الدولة، وسرقوا ثروات الأمة، ولم يستطع أحد أن يحاسبهم، أو حتى يسائلهم، والمصريون يقولون: هل يستطيع أحد أن يقول للغولة: عينك حمراء؟!

وأخيرا طفق هؤلاء يهربون بطائراتهم الخاصة، محملة بالصناديق المملوءة بما خفَّ حمله وغلا ثمنه، من الذهب وغيره، حملتها (19) طائرة خاصة، تحمل رجال الحزب الوطني وسراق مال الشعب!! هربوا بأموالهم بأموالهم، وهي أموال الشعب، وتركوا البلد يخرب ولم يبالوا.

مَن المسؤول عن دماء هؤلاء الشهداء، الذين لم يقترفوا جُرما، ولم ينتهكوا حُرمة، ولم يرتكبوا منكرًا؟ المسؤول عن هذا هو النظام الظالم، ممثلاً في وزير الداخلية ورجاله، ومباحث أمن الدولة، وقبل هؤلاء جميعا، نقول: إن المسؤول الأول هو رئيس الدولة السيد حسني مبارك، فهو الراعي المسؤول عن رعيته.

ونحن نقف مع الشعب المظلوم ضدَّ ظالمة، وقد شرع القرآن للمظلوم: أن يجهر بالسوء من القول ضد ظالمة، كما قال تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]

ونحن نؤيِّد شعب مصر، الذي قدَّم تضحيات كبيرة من قتلى وجرحى في سبيل إصراره على تحقيق مطالبه في الحرية والكرامة والعزَّة، وقد حدَّدها الشعب المصري الكريم في جملة واحدة: أن يرحل مبارك، ونظامه ورجاله، ويترك الشعب المصري يختار لنفسه مَن يراه.

وليس المراد أن يزول شخص مبارك ويأتي مكانه شخص آخر من جنسه، ولكن المراد أن يزول هذا النظام بكلِّ رؤوسه ورموزه، وجذوره وفلسفته، ليقوم نظام آخر، له فلسفتة أخرى، يضع دستوره مجلس تأسيسي أو جمعية تأسيسية منتخبة، وقد يُضمُّ إليها مجموعة من حكماء مصر، الذين يأتمنهم الشعب على مستقبل الوطن.

وأن يقوم انتخاب لرئيس الجمهورية، انتخابا نزيها شفافا يشرف عليه القضاء إشرافًا كاملاً، ويكون الباب مفتوحا لكلِّ مصري مستوفٍ للشروط.

وكذلك ينتخب مجلس للشعب ومجلس للشورى.

وتبدأ مصر مرحلة جديدة من البناء وإقامة العدالة الاجتماعية، وحشد قوى الشعب في النهوض بهذا البلد العريق، وتجتمع كلُّ إمكانياته وفاعلياته للخروج من سجن التخلف، إلى باحة التقدم والترقي.

لقد رفض الشعب المصري المجالس النيابية التي تضم رجالا من تجار المخدرات، وتجار الأغذية الملوثة بالإشعاع، وسرَّاق الأراضي.

إن الله قد أخذ الميثاق على العلماء: أن يبيِّنوا الحقَّ للناس ولا يكتموه، ووصف الله العلماء المرضيين عنده بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ} [الأحزاب:39]، وهذا هو شعار الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

وقد أمر الله المؤمنين، أن يتواصوا بالحقِّ والصبر، وأن يتعاونوا على البرِّ والتقوى، ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان، وأن ينصر كلُّ منهم أخاه ظالما أو مظلوما، ومعنى "أن ينصره ظالما": أن يأخذ فوق يديه، يحجزه عن الظلم فذلك نصره، فـ"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه". أي لا يتخلَّى عنه.

ومن هنا ننصح للرئيس حسني مبارك – "والدين النصيحة" - أن يتَّقي الله في دماء المصريين، ولا ضرورة للمزيد من سفكها، وفي اقتصاد مصر، وقد خسر عشرات المليارات، بل مئاتها، وكلُّ يوم تزداد الخسائر وتتضاعف! حسبك ثلاثون سنة أيها الرئيس، فارحل ودَع الشعب يصرِّف أموره بنفسه، ينشئ حكومة إنقاذ مؤقتة، تشرف على انتخاب جمعية تأسيسية جديدة، تضع دستورا جديدا، يتضمن كل ما يصبو إليه الشعب من مبادئ وقيم، بعد تجربته الطويلة منذ سنة 1952م.

وعلى أساس هذا الدستور، تجري انتخابات رئاسية وتشريعية، لكلِّ من مجلسي الشعب والشورى.

على أن تقام محاكم مدنية تشكَّل من قضاة عادلين معروفين بنزاهتهم، لمحاكمة كلِّ مَن أجرم في حقِّ الشعب، وخصوصا في أيام الانتفاضة، ولا سيما من رجال الأمن، الذين قتلوا الناس الآمنين، ونهبوا البيوت والمحلات، وأحرقوا السيارات، مع أنهم المسؤولون عن أمن الناس. ومن حقِّ كلِّ مَن لديه مظلمة أن يتقدَّم إلى هذه المحاكم.

كما يجب أن يعوَّض كلُّ مَن ظلم، أو اتُّهم ظلما، أو أُسيء إليه بأيِّ طريقة من الطرق، ومَن لقي ربَّه، يُعوَّض أهله وذريته.

وما عند الله أوفى، وهو الذي يوفِّى كلَّ نفس بما كسبت، ولا يضيع عنده مثقال ذرة، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42].

ويبين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هنا: أن المائة وخمسين قتيلا، الذين سقطوا برصاص رجال الأمن أو من يعمل لحسابهم من البلطجية والمجرمين، إنما هم هم شهداء عند الله؛ لأنهم خرجوا من جوامعهم في صلاة الجمعة، متوضئة أيديهم، طاهرة قلوبهم، محتسبين عند الله ما يصيبهم من أذى، يطلبون حقوقهم وحقوق أمتهم، غير باغين ولا عادين، لا يحملون سلاحا، ولا ينوون ظلما لأحد، فبغي عليهم بغير حق، ووجه الرصاص الحي إلى صدورهم، من أناس يفترض أن يحموهم.

فهؤلاء القتلى شهداء، لأنهم مقتولون ظلما وعدوانا، ولأنهم خرجوا من بيوتهم بنية الجهاد، وهم يدخلون في مضمون الحديث الشريف: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله".

وفي الحديث الآخر: "مَن قتل دون دينه فهو شهيد، ومَن قتل دون دمه فهو شهيد، ومَن قتل دون أهله فهو شهيد، ومَن قتل دون ماله فهو شهيد".

أما قاتلوهم، فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وننذرهم بقول الله سبحانه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء:93]، وبخاصة أن القائل هو المسؤول عن حماية أرواح الناس وأموالهم، فكيف يصبح حارس الإنسان قاتله، وحاميه سارقه؟

وآمروهم الكبار شركاؤهم في الإثم، بل هم أكبر جرما، وأعظم إثما، وسينتقم الله منهم في الدنيا والآخرة، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء:277].

وإني لأحيي الجيش المصري، الذي هو درع الوطن، والذي تعامل مع المتظاهرين في ميدان التحرير بروح الوطنية الحقَّة، والأخوَّة الخالصة، كما أن الشعب قابل الجيش بالترحيب والتصفيق والمصافحة لجنود الجيش، وإني لأناشد الجيش وضباطه الوطنيين المخلصين أن يتولَّوا هم حماية الشعب ومطالب ثورته، التي قدَّمت مائة وخمسين شهيدا وأربعة آلاف جريح، والجيش أهل لأن يتحمَّل مسؤولية الحماية المؤقَّتة، حتى يسلِّم الأمانة إلى نظام جديد، ورئاسة جديدة، تأتي نتيجة انتخابات حرَّة نزيهة، بناء على دستور جديد، تضعه جمعية تأسيسية منتخبة.

يا أبناء مصر الأحرار، لقد كانت هذه الانتفاضة الميمونة انتفاضة الشباب، أو الأبناء، وقد قاموا بالعبء الأكبر فيها، والآن أناشد جيل الآباء والشيوخ أن ينضمُّوا إلى أبنائهم، ويقفوا بجوارهم، ليشدُّوا أزرهم، ويسندوا ظهرهم، ويسدِّدوا خطاهم، ويتَّفقوا على المطالب الوطنية العليا، التي لا يختلف فيها اثنان، وهي رحيل هذا النظام الذي فقد شرعيته، ومبرر وجوده.

أدعو الأحزاب والقوى السياسية على اختلاف ألوانها واتجاهاتها، وأدعو النخب الفكرية والثقافية على تنوُّع فلسفاتها، وأدعو النقابات المهنية على اختلاف تخصُّصاتها، أدعو علماء الأزهر حيثما كانوا، في الجامعة أو المعاهد أو المساجد والأوقاف، أو التربية والتعليم، وأدعو المفكرين ورجال الجامعات والأكاديميين، وأدعو رجال القضاء والنيابة، وأدعو المحامين على اختلاف درجاتهم، وأدعو الصحفيين والإعلاميين، وأدعو الأطباء والمهندسين، وأدعو المعلِّمين والموجِّهين، وأدعو كلَّ النخب والمثقِّفين، وسائر النقابات، إلى أن يَدَعوا شواغلهم الخاصَّة، وينضمُّوا إلى هؤلاء الشباب الأطهار من أبنائهم، ولتتخلَّ كلُّ فئة منهم عن طلباتها الخاصة، وأهدافها الخاصة، وتركِّز على طلب واحد، هو الذي يردده شبابهم وأبناؤهم، والمعبِّرون عنهم: أن يذهب النظام ويحل محله نظام جديد، لم تلوث يده بدمهم، ولم يفرض نفسه عليهم، ليبدأ الشعب صفحة جديدة، وحياة جديدة.

إن شعب مصر يكتب تاريخا جديدا، بل هو يصنع تاريخا جديدا، فلنشاركه صنع هذا التاريخ، فهذا يوم له ما بعده، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

أدعوكم جميعا يا رجال مصر، أن تقفوا يدا واحدة، وجبهة واحدة، حتى تحققوا أمل الشعب، فإن الاتحاد قوة، ويد الله مع الجماعة، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران:160].



يوسف القرضاوي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
راى الشيخ مصطفى العدوى/




هذا رأي الشيخ مصطفى العدوي من المظاهرات


بالنسبة لما يحدث من مظاهرات في بلادنا: نرى أن شرها أعظم من خيرها، وذلك من جراء نظرنا إلى ما حدث من مظاهرات وما يحدث، وما يصاحب ذلك من سفك لدماء، وإتهام لأبرياء، ودمار لمحلات، وسلب واختلاس واحتكاك رجال بنساء، واستغلال ذلك لمصالح ومآرب أشخاص.

كل ذلك يحدو بنا إلى القول بأن اعتزالها- في هذه الآونة وبهذه المثابة- أسلم لدين الشخص وأسلم لعرضه، وأقرب للورع وأحفظ للجهد والوقت. والمحفوظ من حفظه الله ، والمعصوم من عصمه الله؛ وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب.


وصل اللهم على نبينا محمد وسلم، والحمد لله رب العالمين

كتبه
أبو عبد الله/ مصطفى بن العدوي

راى جماعه فى المظاهرات والاحتجاجات/
كلام الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله

قال رحمه الله : فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرَّاً عظيماً على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة .

فالطريق الصحيح : بالزيارة ، والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس ، والأمير ، وشيخ القبيلة بهذه الطريقة ، لا بالعنف والمظاهرة ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم ، واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها و مضادتها بكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها ، أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) إ.هـ [مجلة البحوث الإسلامية – العدد : 38صـ210

- و سئل – رحمه الله - : هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة ؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله؟

فأجاب : ( لا أرى المظاهرات النسائية و الرجالية من العلاج، ولكنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق .

ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير، بالطرق السلمية، هكذا سلك أهل العلم، وهكذا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة والمشافهة مع المخطئين ومع الأمير ومع السلطان، بالاتصال به و مناصحته والمكاتبة له، دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا.

والله المستعان ) [ نقلاً عن شريط بعنوان مقتطفات من أقوال العلماء ] .

---------------------------------------

كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين

بسم الله الرحمن الرحيم


ولا يخفى على كل طالب للحق ان هذه المسيرات او المظاهرات قد افتى كبار علمائنا بعدم جوازاها ولذلك رأيت انه من الواجب جمع بعض الفتاوى وكلام أهل العلم لكي لا يقع شبابنا في أمر محظور يخالفون فيه الحق

ولا يخفى ايضا ان هذا يعد من فعل الخوارج حيث ان هذا الأمر يعد ضد ولي الأمر وان هذا الأمر لا يعد طاعة له بل خروجاً عليه

ابدأ بإسم الله مستعينا ناقلاً لكلام علمائنا

---------------------------------------

كلام الشيخ عبد العزيز ابن باز

قال رحمه الله : فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ، والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرَّاً عظيماً على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة .

فالطريق الصحيح : بالزيارة ، والمكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس ، والأمير ، وشيخ القبيلة بهذه الطريقة ، لا بالعنف والمظاهرة ، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم ، واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضر بالدعوة والدعاة ، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها و مضادتها بكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها ، أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) إ.هـ [مجلة البحوث الإسلامية – العدد : 38صـ210

- و سئل – رحمه الله - : هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة ؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله؟

فأجاب : ( لا أرى المظاهرات النسائية و الرجالية من العلاج، ولكنها من أسباب الفتن، ومن أسباب الشرور، ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق .

ولكن الأسباب الشرعية المكاتبة والنصيحة والدعوة إلى الخير، بالطرق السلمية، هكذا سلك أهل العلم، وهكذا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، بالمكاتبة والمشافهة مع المخطئين ومع الأمير ومع السلطان، بالاتصال به و مناصحته والمكاتبة له، دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا.

والله المستعان ) [ نقلاً عن شريط بعنوان مقتطفات من أقوال العلماء ] .

---------------------------------------

كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين

سُئل – رحمه الله تعالى – هذا السؤال : هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة؟

فأجاب : ( الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد :

فإن المظاهرات أمر حادث ، لم يكن معروفاً في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ولا في عهد الخلفاء الراشدين ، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم .

ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمراً ممنوعاً ، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها .. ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء ، والشباب بالشيوخ ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات .

وأما مسألة الضغط على الحكومة : فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، وهذا خير ما يعرض على المسلم .

وإن كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء " المتظاهرين " وسوف تجاملهم ظاهراً ، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن ، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر .

وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية ، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية ، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار ، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان ) [ انظر : الجواب الأبهر لفؤاد سراج ، ص75 ] .

---------------------------------------لام الشيخ صالح الفوزان -

" ديننا ليس دين فوضى ، ديننا دين انضباط ، دين نظام ، ودين سكينة ، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونَها ، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة لا فوضى فيه ، ولا تشويش ، و لا إثارة فتن ، هذا هو دين الإسلام ، والحقوق يتوصل إلها دون هذه الطريقة ، بالمطالبة الشرعية ، والطرق الشرعية ، هذه المظاهرات تحدث فتناً ، وتحدث سفك دماء ، وتحدث تخريب أموال ، فلا تجوز هذه الأمور " .

كلام الشيخ عبد العزيز الراجحي -

" المظاهرات ليست من أعمال المسلمين هذه دخيلة ، ما كان معروف إلا من الدول الغربية الدول الكافرة .

فأين السنُّة في هذا ؟ السنُّة هي : فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وتقريره فعلى هذا المفتي أن يأتي بالدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم فعل المظاهرة أو أقر أحد على فعل المظاهرة " .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق