إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 13 مايو 2011

مقالات ( شجيع السيما واحلام القوه والثراء)


لم يكن شجيع السيما مصدقا انه سوف يصارع الاسد ملك الغابه
فانه فقط اعتاد ان يتكلم بلغه قاسيه الا انه فى الحقيقه لم يكن يطمح ان يصارع اسدا بل لم يكن يفكر ابدا فى ان يصارع كلبا وليس اسدا
انما الواقع قد فرض عليه ان يزج به فى ذالك المنعطف الخطير فكان كبرياء منه وغرورا ان يشعر الاخر ان شجيع السيما ذلك البطل الوهمى الكارتونى الذى يعتمد على عضلاته وشاربه المفتول وبطنه المنتفخه وصوته الصاعقه
انه فعلا يعتمد على مقومات شكليه فى كسب الاخرين سواء كسب عواطفهم او مشاعرهم او جيوبهم
ان شجيع السيما هذا الذى جسده الرائع صلاح جاهين فى اوبريت الليله الكبيره كان بطلا للعامه حين يرونه مفتول العضلات والشوارب كانوا يعتقدون انه سوف يهزم اى احد امامه يدخل معه فى معركه فمابالك باسد وملك الغابه
وقد كان البسطاء يشعرون انه حتما سوف يهزم اى احد امامه يحاول ان يتجرا ويدخل معه فى صراع الا ان تلك النظره له سرعان ما اتسمت بالدهشه لانهم يرونه الان يتحدى اسدا
انه مدهش جدا ان يقنع الاخرين انه لابد انه سوف يهزم الاسد وانه سيتغلب عليه لا محاله رغم قوته وجبروته ودخل فى عقول البسطاء انه حتما سيهزم الاسد انك تستطيع جدا ان تتلاعب احلام وعقول البسطاء لانهم بمنتى الروعه والشفقه معا لا يدركون الحقائق بل تتحكم فيهم نزعه اللامعرفه والفطره الخلابه والخرافات المتوارثه
وفجاه وقف الناس متجمهرين ليروا ذلك المشهد الخطير والغريب لاول مره فى التاريخ فقد راوه دوما يصارع رجالا امثاله اما عمليه ان يصارع اسدا فكانت مثار الحديث وملفته للانتباه والدهشه معا فكانت صوره هامه لابد ان يشاهدوها
ان شجيع السيما غالبا ما كان محض اهتمام النساء الجميلات كما كان محض اهتمام القنوات الاعلاميه خاصه التى تتكلم عن المعارك ولعبه البوكس والمصارعه
ففد كانت النساء ينظرون اليه على انه فتى احلامهم فهو غالبا ما يكون 

ان المال وقتها لم يكن يمثل لهم اهميه المهم القوه والذكاء
لقد تجمهر الجميع ليروا ذلك المشهد الخرافى ويتساءلون بدهشه امن المعقول ان شجيع السيما سيهزم الاسد ةكان سؤالا ملحا وواردا الا ان شجيع السيما كان يصر على انه سوف يصارعه وينتصر عليه لانه باختصار يمثل الخير والاسد يمثل الشر على حد تعبيره
ان شجيع السيما فى الواقع فرض تلك النظره على الجميع غالبا ليتكسب من وراءها مالا وفيرا فقد كان الاسد مدربا تدريبا هاما ورائعا بحيث لا يضر به ان دخل المعركه المهم ان يرى الجميع انه انتصر على الاسد الا ان الاسد كان يبدوا ذكيا للغايه فلم يعطى ذلك الشعور للجمهور فقد بدا انه قوى وصاحب نظريه هامه وانه حتما بلا شك وهذا امر طبيعى انه سينتصر على شجيع السيما ذلك الرجل المغرور المجنون الذى يضحى بل يجازف بعمره من اجل احلام تسلطيه وشهره زائفه قد تؤدى بحياته
لقد ترقب الناس ذلك الحدث الجلل ووقفوا ينتظرون النتيجه عن بعد وها هى الموسيقى النحاسيه المستفزه احيانا تنساب بين حلقات المصارعه وشجيع السيما ثابت لا تبدوا عليه علامات الحيره والارتباك انه يبدوا عليه السعاده فانه يغنى ويسخر من الاسد المجنون الذى يفكر خطا منذ البدايه بان يصارع شجيع السيما بطل الابطال وملك السيرك والسنما معا
لم يكن الناس مندهشين من تلاعب شجيع السيما بالاحداث فهم يعرفونه ذكيا وانما دهشهتم من صمت الاسد وتحركه يمينا وشمالا دون فعل اى شىء هام بذكر
لقد زاد عدد الماره والجمهور وامتلات الحلقات وزاد عدد التذاكر لدخول السيرك حتى ان القاعه امتلات عن اخرها والكل فى دهشه خاصه عندما يتارجح شجيع السيما مبتسما راقصا ساخرا من حركات الاسد الضعيف المستهتر
قد يبدوا للبعض من هذا الموقف ان شجيع السيما مجنونا الا انه الان اثبت انه عاقل جدا وان الاسد هو المجنون
لقد حاول شجيع السيما ان يتماسك حينما اقترب منه الاسد وكان يفر منه على شكل حركات راقصه حيث انه يوهم الناس انه مسرور وليس خائف من تقدم الاسد نحوه
ان الاسد فجاه كان يراهن على سمعته العتيده واخذ بفكر للحظات من انه ان هزمه ذلك الغبى سيخسر تاريخه وسمعته مهما قدم له شجيع السيما من مغريات
انه فجاه ادرك انه يجب ا ن يكسب ويخسر معا معادله صعبه الا انه جمع بل لابد من ان يجمع بينهما وبدهشه متناهيه يجب ان لا يفقد سمعته فى عالم القوه ولا يفقد مغريات شجيع السيما معا
لقد انقض عليه بالكرسى فاوقعه واخذ الصبيان يضحكون عليه فجاه ادرك شجيع السيما الذى نهض بسرعه ان ما زال الاسد مكابرا عنيدا وانه يرفض ان ينهزم
تلك حقيقه الذات البشريه التى دوما ما تريد التملك والاسئثار بالاشياء ولو حتى على حساب الاخر وتلك هى النفس التى يجب من تطهيرها من اوهامها فلم يكن شجيع السيما بكفئ لمنازله الاسد او الدخول معه فى معركه باى حال لانها فى الواقع معركه خاسره منذ البدايه
ان مجرد تجرؤ شجيع السيما على ان يدخل فى حرب مع حيوان كالاسد انما هو الجنون بعينه وانما سعيه للشهره والمال وعدم فقدانه لجمهوره وسمعته جعلانه يركزان على الاهتمام بالتفاصيل فى ان يدخل فى معركه تبدوا للمشاهد من اول وهله ان الخاسر فيها شجيع السيما
انما كان شجيع السيما يكرر للاخرين انه لن يهزم ابدا حتى اوهم الجميع انه لابد ان يخسر الاسد لانه باختصار ليس عنده استعداد ان يدخل فى معركه يعلم هو من البدايه انه سيخسرها فكان لابد ان يكسبها
اما الواقع الذى فرضته الحقيقه وليس الخيال ان شجيع السيما يعلم انه ان تطاول كثيرا سيفترسه الاسد فكان يجب عليه ان يقدم فروض الولاء والطاعه له قبل البدء
لكن تاتى الخاتمه مرضيه للطرفان شجيع السيما الذى لا يريد ان يخسر جمهوره ومحبيه وقوته وذكائه والاسد الذى لا يريد ان يخسر سمعته وقوته وتاريخه العريق فى القوه والانفراد بالقسوه والجبروت فاتحدت الاهداف فجاه كما اتحدت المطالب كما اتحدت النتائج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق