قلنا اكرمك الله واسعدك فى الدنيا والاخره ان الثوره لا يكون لها مبررات واهداف الا اذا اصطدمت بالسلطه وتلك حقائق تاريخيه واثبتتها الثورات العديده على مر التاريخ كالثوره الفرنسيه قديما والثوره التونسيه والمصريه حديثا والحقيقه ان الثورات عموما لا تاتى الا لاهداف وغالبا ما يكن لها مبررات نبيله وعظيمه وعادله
ولو بحثنا فى الجذور لتلك الثورات لوجدنا ان السلطه دوما هى التى تجعل من الشعوب تصنع الثورات فكان فعل السلطه هو المبرر الاساسى لحدوث مثل تلك التغيرات ومن هنا يحدث الصدام المتوقع وذلك نتيجه لسوء استخدام السلطه او تفردها بصنع القرار وعدم احترامها لشعوبها المطحونه عاده
يقول الشاعر الاسبانى لوركا(ما الانسان دون حريه يا ماريانا قولى لى كيف احبك اذا لم اكن حرا كيف اهبك قلبى اذا لم يكن ملكى)تلك هى احلام الشعوب التى يعبر عنها لوركا ويعبر عنها غيره ولو لم تكن الحريه هى الغايه لم تكن الثورات
لقد حاول المفكرين من ايجاد حل لمساله السلطه وحب الكرسى فلم يجدوا وبدا انها عبوديه تتوارث
لكن السؤال الملح لماذا دوما السلطه تصطدم بالشعب الحقيقه ان الاجابه تبدوا سهله لكنها فى غايه التعقيد عند البحث والتانى بمعنى ان الواضح ان للشعب مطالب والسلطه لا تسعى لتلبيتها على النحو المرضى لذلك فالشعب يثور ناقما على السلطه وقد يتحول الاضراب الى ثوره مسلحه كما حدث فى عده دول كالجزائر مثلا لكن الواقع يقرروالقارىء للتاريخ يقرر ان الصدام السلمى افضل وانجح والعلاقه لابد ان تكون على درجه من الوعى فالمساله او الحرب العسكريه اثبت التاريخ انها لا تحقق النتائج المطلوبه فما حدث فى الجزائر او افغانستان او غيرها من البلاد عبر التاريخ والعصر الحديث يؤكد انه الصراع المسلح اثبت فشله فشلا ذريعا اذن جاء الحل السلمى والمتطور الذى رايناه فى ثوره تونس ومصرمن ان الشعب الذى اختار حاكمه بات رافضا له ناقما عليه ويريد له الرحيل وذلك مطلب ضرورى
الحقيقه انه فى ظل النظم الديمقراطيه يجب توافر عده شروط
اولها الاختيار /اى ان الشعب هو الذى يختار رئيسه دون تدخل او تزوير او فرض الامر الواقع
ثانيا/ان يكون الشعب هو مصدر السلطات بالاضافه الى تحكيم التشريع الاسلامى وتلك حقائق لكن لا يكون الحاكم رجل دين بل مدنى له خبره بشؤن الحكم والسياسه
ثالثا/ان تكون فتره الحكم مرتين لا ثانى لهم
رابعا/ان تعمل سلطه القانون وتدعم مبادىء المواطنه والحريه والمساواه والعداله والشورى كما يفرض مجلس للاصلاحات السياسيه والقانونيه
خامسا/استقلال السلطه القضائيه عن الدوله مع تكوين سلطه عليا منها لمحاسبه اعمال السلطه التنفيذيه ومراقبه اعمال وسياسات الحكومه والرئيس اول باول
ساادسا/الامن الداخلى او الشرطه لا تتدخل فى عمل المواطن ولا تفرض عليه معوقات بل هى خادمه للقانون وللشعب
سابعا/انشاء مجلس يتكلم باسم الشعب كالبرلمان وتكون العضويه فيه بالانتخاب ويتم تعيين الوزراء لاى حكومه من قبل مجلس الشعب المنتخب والبرلمان يراقب اعمال الوزاره ولا يصنع القوانين وليس هناك حصانه لاعضاء البرلمان ولا للوزراء وكل يقدم للعداله ان اخطا عن طريق مجلس مراقبه القوانين وتنفيذها
ثلمنا/الشورى مبدا عام فى الدوله فيجب وضع علماء دين وغيرهم من ذوات الفكر والعلم فى المؤسسه التنفيذيه وباتوا بالانتخاب لا التعيين لتحقيق اكبر قدر من التوازن ولتحقيق العداله فى جميع القطاعات
تاسعا/امن الدوله جهاز مستقل وخاص بقوانينه مراقب من السلطه التنفيذيه لا يتعدى الى المواطنين كما ان الجيش مستقل لا يتخل الا لصد العدوان الخارجى والحفاظ على امن الوطن من العدو الخارجى ولا يجوز مشاركته فى الحكم فله الاستقلال التام
عاشرا/تتاح فى الدوله الجديده الديمقراطيه حريه الفكر والراى والابداع وانشاء التعدديه السياسه والحزبيه وتشارك الاحزاب فى صنع القرار كغيرها من المؤسسات كما ان ينشا مجلس لمحاسبه عمل الاحزاب والوقوف على اخطائها وانجازاتها فى تنميه المجتمع فكريا وسياسيا
الحقيقه ان الاهداف السابقه يليها اخرى لكنها الاهم
والحقيقه ان الحكم ليس للحاكم وانما لابد ان يكون باسم الشعب والشعب اى الامه والامه لا تجتمع على ضلاله ابدا ثم ان الاسلام وهو الدين الرسمى لاى دوله اسلاميه يجب ان تؤخذ القوانين منه وتفرض على الاقليات الاخرى بحكم ان الاسلام هو اصل جميع الاديان وهو مفروض من الله تعالى وهو اخر الرسالات فلا اعتبار لاى اعراق او ديانات اخرى وتعامل من منطلق مبدا المواطنه والحقيقه ان تلك المساله معقده عند الباحثين فهل يعتبروا قله ام اهل ذمه الواقع يفرض ان تلغى حكايه اهل ذمه لان زمن تلك العبارات انتهى والافضل عباره اقليه سواء كانوا نصارى او يهود لكن لابد ان يتحاكموا الى قانون الاسلام
اننا دخلنا فى امور سنفسح لها مجالا اخر والاهم هنا توضيح حقيقه هامه تطلبها البحث هى ان الشعوب المقهوره يجب ان تجدالها مبرر لثوراتها ومبرر عادل وغالبا ما يكون بسبب الطغيان الذى يؤدى الى صدام واقع لا محاله مع الشعب
والشعب حاليا سواء المصرى او التونسى او غيره بدو على الساحه اكدوا جميعا بما لا يدع مجالا للشك انهم شعوبا واعيه مثقفه وانه ليس بحاجه لحملات توعيه دينيه من نوع افعل ولا تفعل وهذا حلال واخر حرام لانهم ادركوا اللعبه فالكل يبحث عن مصلحته حتى لو كانت على حساب الدين لانه ببساطه حينما ينتهى الظلم وترسخ للعداله سوف ينصلح حال الشعوب دينيا بلا حملات توعيه تتسلق لكسب المال والشهره
ان الطغيان بانواعه يؤدى الى الثوره والثوره دوما تحقق اهدافها وغالبا ما لا يفطن الطغاه لحقيقه هامه وهى تحقيق المطالب والمطالب غالبا ما تكون توفير جو من العمل والكسب والحريه والعداله وتلك مطالب قلنا انها عادله لكن الحكام لا ينظرون الا لخزائنهم ومصالحهم والحقيقه ان الطغاه لا يفكرون فى عمليه الموت والحساب التى يفكر فيها الرجل العادى الفقير المتواضع وانما لا يعملون لاخرتهم بل لا يهتمون بمثل تلك التفاصيل الصغيره وانما الاهم عندهم هى الدنيا وتحقيق اكبر قدر من الثراء ولا يهم ان تكون الثروات لهم ام لغيرهم المهم تحقيق تلك الاطماع ومص دم الشعوب باى شكل وتاليههم الم يقل فرعون(ما علمت لكم من اله غيرى)تلك حقائق لكن الرجل العادى يفكر جيدا فى الحساب والموت ويوم القيامه لان الله تعالى ما زال فى حساباته واولوياته ام الحكام فليس عندهم شىء اسمه الله تعالى وليس يهمهم الا انفسهم فحسب وتلك هى المشكله بل الادهى من ذلك انهم يشترون كل الافواه والعقول التى تؤكد للشعب ان الحاكم ظل الله فى ارضه وانه يحكم بامر الله وان حكمه عادل لا محاله ونجد ذلك من رجال دين وفكر وسياسه ويسخر الاعلام من اجله ومن اجل انجازاته وحكمه الرشيد وان الشعب لابد ان يموت ويباد لانه لم يعرف قيمه حاكمه العادل العظيم الذى يوفر له كل شىء والشعب متمردوساخط من اجل لاشىء
ان الثورات تاتى من ذلك السخط العادل لكن الطغاه لا يفقهون
وفى نهايه البحث نرسل باقه ورد غاليه لعظماء الثوره فى تونس ومصر بل ولجميع عظماء الثورات العادله على مر التاريخ
______