إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 6 مايو 2011

فكر دينى السلفيه فى مصر البدايه والنهايه/9

لقد تحدثنا باستفاضه عن سمات السلفيين المعاصرين واوضحنا ان العلاقه تتسم بالفشل والغموض ما بين النظره الى الشريعه والى الواقع والى المجتمع واوضحنا ان السلفيين المعاصرين ليسوا على نهج السلف الصالح وانما هى دعوات لا تتعدى الحلوق ولا تجد لها تطبيقا على الواقع وانما هى من قبل الشعارات من اجل مصالح ما
ونتكلم هنا اكمالا للحديث عن السلفيه فى مصر وتارخها واصولها عن ما يسمى بالسلفيه الجهاديه
ونجدها فى تنظيم الجهاد والجماعات الاسلاميه التى كانت ترى العنف سبيلا لفرض الهيمنه وتطبيق شرع الله فى الارض وهو فكر منبثق من كتابات اصوليه لبعض العلماء كسيد قطب وابو الاعلى المودودى وغيرهم والعجيب انهم لم يستندوا لزعماء السلفيين المعاصرين كابن تيميه وابن باز وغيرهم شىء مدهش رغم انهم سلفييون فهؤلاء يقرون الخروج بالسلاح على الحاكم استنادا للشريعه بحسب قولهم وهؤلاء لا يرون الخروج على الحاكم استنادا للشريعه ايضا حسب قولهم شىء مدهش وكلهم سلفييون
السلفيه الجهاديه اغرقت البلاد فى الخراب زمنا
وحاربت الدوله على اساس انها دوله كافره وبسبب تلك الحروب مات الابرياء وحاربت الاقباط وحدثت الكوارث والتاريخ خير شاهد وفى النهايه هم سلفييون يتكلمون باسم الدين وكل يتكلم باسم الدين ويحشر الشريعه ويتاول الايات والاحاديث والاراء على هواه ونفس الحركه تنوعت فى بلاد عده من المغرب والجزائر وحتى الصومال
وكان فكر القاعده هو المصدر واخيرا وبعد صراع خرج السلفييون الجهادين ليعلنوا التوبه وانهم كانوا مخطئون ويقراون الشريعه خطا وان الاسلام ليس دين العنف وانهم ندموا على ما فعلوا بمنتهى البساطه
وكل واحد يقدم لاعوانه الدين كما يراه هو ويقدم لهم الحلول كما يراها مزاجه وفى براءه متناهيه يجمع حوله اكبر هالات التقديس وانه جاء ليخلص العالم من الكفر والالحاد
وكذا كان فكر تنظيم القاعده السلفى الجهادى الا انه تغير مع المراجعات الفكريه كغيرهم وبداوا فى الجهاد الصحيح ضد الاعداء الذين احتلوا البلاد والعباد
وفى اطار الزخم هذا خرجت ما تسمى بالسلفيه العلميه دون النظر الى تجارب الاخرين وانهم ينبذون العنف ويسمون الحاكم وان كان طاغيه جبار مستبد بامير المؤمنين ولا يجوز الخروج عليه لان فى الخروج تاره فتنه وتاره كفرا ويتاولون الدين بما يوافق امزجتهم وساداتهم دون النظر الى الواقع ولا يقراون التاريخ ولا الدين حقيقه وانما لا يعترفون الا برجالهم وساداتهم دون اعتراض واصبحوا اسرى الكلمه والرجال دون اقتناع ودون اعمالا للعقل ودون تطبيق الاقوال على الشرع والواقع ولغوا ما يسمى بفقه الاجتهاد وسخروا من الذين ينظرون ويربطزن الواقع بالشريعه
والحقيقه خرجت اجيالا تقول ما لا تفعل وغرقنا فى التدين الشكلى دون النظر الى الجوهر واصبح الاسلام دين الرجال ودين الشكل فانت مسلم وموحد ان كنت تطلق لحيتك وتتكلم بضراعه وبكاء وانت مذنب وفاسق ان لم تطلق اللحيه ولم تصلى الفجر جماعه فى مسجد المدينه
واصبحت موجه التدين الشكلى هى الموضه
حتى غدا الاسلام هو النقاب واللحيه والسواك وصلاه الفجر جماعه فى مسجد المدينه
اسلاما لا يعرف الحب والحريه والعداله والمساواه
لا يعرف العلم والفكر والعقل والتدبر اسلاما بعيدا كل البعد عن العالم منعزل فى زاويه مسجد
اسلاما لا يرى الخروج على الحاكم الظالم بل يراه كفرا اسلاما لا يعرف التقدم والصناعه والتجاره والاختراع والحث العلمى اسلاما كل هم اهله هدم اضرحه الاولياء والحديث بضراعه عن عذاب القبر تخويفى ارهابى يدعو الى الكسل والخوف والرهبه اسلاما ليس عمليا ولا علميا اسلاما كل هدفه تكفير هذا وتفسيق ذاك اسلاما يرى الاقباط جنس غريب يجب قتلهم وسحلهم فى شوارع العاصمه لانهم خطفوا وفاء قسطنطين وكامليا شحاته ومن اجل فتاتين اقاموا الدنيا ودخولهم الاسلام او خروجهم منه لا يمثل شىء للاسلام لانه باختصار هناك الالاف يعتنقون الاسلام وهناك العديد يرتدون عن الاسلام وهناك غير هذا الكثير لكن هؤلاء يرون ان هاتين المراتين هم الاسلام والدفاع عنهما اساس الدين
ونسالهم لماذا لم يقفوا وقفات احتجاجيه لمن ارتد عن الاسلام فهم كثيرون لماذا لم يخرجوا فى مظاهرات ليعيدوهم الى الاسلام
ان قضيه كامليا ووفاء اخذت اهتمامهم كانها عصب الدين وانما هى من تفاهات الامور ولجذب الاعلام اليهم وهو نقمه ليس نعمه على الاسلام لانها مساله غامضه وليس لها ادله معروفه وقد يكونان ماتوا اصلا او تم اعدامهم من قبل الكنيسه ان كانوا حقا اسلموا
وتلك الافعال يجب ان يكون لها رادع لانها ان تكررت ستغرق البلاد فى حرب اهليه طويله المدى
طبعا اننى لا ادافع عن الكفر او عن الكنيسه او ضد اسلام المراتين لا طبعا وانما ذلك الصخب الذى يحدثه السلفييون من اجل فتاتين هو خطا كبير ولا يستحق الحدث كل هذا الصخب
واعادت السلفيه العلميه وهى ليست علميه اصلا وانما هى سلفيه مغلقه العقل تتبع الشبوخ وليس الاسلام لقد همشوا الاسلام وحددوه فى بوتقه الشكل ونزعوا منه الجوهر واصله الحقيقى فالاسلام الحقيقى اسلام العمل والانتاج والفكر والعداله والحريه وليس اسلام المسجد والتاريخ القديم والبكاء على اللبن المسكوب وزرع الفتن والخلافات
ابدا بالعمل وتحرر من غباءك وجهلك اعمل انتج حاور الاخر واجلس معه خذ عنه ما ينفعك واترك ما لا ينفعك ابنى اقتصادك ابنى بلدك كن قويا اولا كن صادقا مع نفسك ولو مره واحده حتى تنتج مسلما قويا رائعا يحترمه ويهابه الاخر لا تكن اسير المسجد والشكليات كن رجلا متدينا عمليا علميا مكافحا انظر للاشياء من وازع المصلحه لك ولامتك لا ترفض الاخر بغباء هذا ما فعلته ماليزيا وتركيا فصاروا اعظم دولتين فى الاقتصاد والقوه العسكريه والسلفيين يرفضون تركيا رغم انها مهد الخلافه الاسلاميه انهم يرفضونها لان شيخهم ابن عبد الوهاب حاربهم ليس الا
ومنهم من يرفض غيرها لانهم لا يحكمون الشريعه طبعا الشريعه التى يرونها حسب رايهم ومعتقدهم الشريعه الشكليه
لقد قتل السلفييون الناشط الايطالى بغزه لماذا هل هذا هو الاسلام لا طبعا وتلك هى الكارثه ما ذنب الرجل انه اريغونى محب الصغار وصحفى يقول انه فلسطينى وليس ايطالى ويدعوا للسلام ويكره اليهود ويصرح علنا بذلك ودافع عن الاسلام كثيرا وعن غزه زمنا فلماذا يقتل من قبل السلفيين سبحان الله
وتدور رحا الايام وناتى لزمن تتوه فيه المعانى النبيله ما بين تفريط العلمانيين وافراط وتشدد وجهل منتسبى السلفيه لنجد انفسنا فى حيره ودهشه متناهيه هل الاسلام هو اسلام العلمانيين الذين يتكلمون فى الاسلام بلغه شبه حركيه وعصريه ام هو اسلام التدين الشكلى والسلفيين وتشددهم وتمسكهم بتاريخ قد لا يناسب العصر
اننا نندهش حينما نرى وجوها تخرج علينا كل يوم لتطالب المجتمع باشياء لا تليق اصلا كمن يطالب بهدم الاضرحه او بهدم الكنائس او بفرض النقاب او بحرق التماثيل او بنسف ابو الهول او بتقنين الشريعه ونجد اشكالا من الفنون والاحتفاليات
ويظهر لنا على الساحه اناس اخرين نتلمس فيهم طوق النجاه هم وسط بين التفريط والافراط يقدمون الاسلام الحقيقى لا الشكلى فنحترمهم ونطلب منهم المزيد
ومن هنا نرى انه يجب علينا ان نفهم ان الوقت الذى نحن نمر به لا يحتاج الى فلسفات او خلافات خاصه فى مسائل الدين لانه يجب ان نتوحد صفا واحدا فى ظل الاسلام وان نتحد يد بيد لبناء الوطن وان يراعى كل منا الاخر وان نتكاتف لبناء دوله حديثه عصريه تستوحى بناءها من الاسلام الحقيقى لا الشكلى
وعلى كل الطوائف المتناحره ان تتحد لان فى الفرقه الفشل وفى الوحده النجاح وليس معنى ان اختلف معك فى نظره ما اننى خارج عن الشريعه او فاسق او يباح دمى لابد ان تلغى تلك النظره من عالمنا فقد ولت مع التاريخ وان تكن مرجعيتنا الاسلام الحقيقى
وليس دعاه من هنا وهناك بل يجب ان يكون الدين يسر ولا عسر كما يجب ان تكف تلك الحركات التى تدعى السلفيه عن الهمجيه وعن التعالى وعن التحجر واهمال العقل وان تسعى للتخلص من القشور والتدين الشكلى الغارقه فيه حتى النخاع وتبدا عهدا جديدا من الانفتاح على الاخر وتفترب منه بحكمه ولا تهمل فكره او تتصدى له بغباء فكلنا مسلمون وليس منا من يرضى بغير الاسلام بديلا



  
    






 
 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق