إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 6 مايو 2011

السلفيه فى مصر البدايه والنهايه /8

لساده الافاضل لقد بحثنا كثيرا من الجوانب الهامه بالفكر السلفى ومدى العلاقه بينهم وبين الفكر الوهابى الذى طمس عليهم وهم له تلامذه والفكر الوهابى تغلغل فيهم كمن ينفذ تعليمات سيده دون ابداء اعتراض
من الطبيعى ان يعترض على ما اقول اى احد وذلك من حريه الراى المكفوله للجميع فقد علمنا الاسلام الحريه ومنحها للجميع فمن حق اى احد ان يعترض ما اقول ويبرر ما يريد ويرد كيفما يرى اقتناعه وفى الوقت الذى كفل فيه الاسلام الحريه للناس فى الرد والتعبير ووجناها فى عهد النبوه والصحابه والسلف الصالح الذى نتشرف بالانتساب اليه حقيقه لا شكلا
نجد السلفيين لا يقرون تلك الحريه ولا يعترفون بها الا بما يوافق الهوى فلا تستطيع مثلا ان تنقد راى احدهم وتبين خطاه وان فعلت ذلك تكن من الضالين المضلين لانك باختصار انما تنقد الفرقه الناجيه من النار التى خصها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنجاه من النار وانها الفرقه التى لا زالت قائمه على الحق والجميع منحرفين واذا اخذك الهبل او العبط والجنون واجتهدت فى مساله ما فسقوك وبدعوك واخرجوك من المله لانك تاخذ برايك بلا دليل من شيوخهم المعروفين واذا قلت لهم بعقل وحكمه
اليس البخارى صاحب الاحاديث الصحيحه وجامعها قالوا نعم قلت لقد جمع اكثر من 60 الف حديث ولم يبقى منهم غير 4 الالف حديث ورفض الباقى وهناك 200 حديث مكررين وتسالهم كيف يرفض البخارى كل هذا الكم من الاحاديث ويبقى فقط على 4 الالف اجابوا بغباء انه راى ذلك اذن اجتهد وادل ان تلك الاحاديث المتروكه مشكوك فيها ولم ياخذ بها اجابوا بلا وعى نعم اذن البخارى اجتهد ودلل وفحص ومحص فلماذا هو يفعل ذلك ونحن لا ويحرم علينا ان نجتهد وندلل لم يردوا وان سالناهم بحكمه ااقوال النبى وسيرته واحاديثه الصحاح 200 فقط كيف يكون هذا معقول عشرون عاما فى الدعوه والفين حديث فقط كيف يكون هذا فلم يجبوا
ورغم ذلك لم يسلم البخارى من سخريتهم وحقدهم وانظر سلفا لقول الالبانى فى البخارى
ان السلفيين ينقلون فقط ولا يفكرون فيما يقولون كالوهابيون تماما فنفس التلقى ونفس الفكر لا يفكرون فيما يقولون او ينقلون واذا خاطبتهم بالعقل والحكمه لا يسمعوا انما هيه كده اعرفها كده دون فكر والاسلام يدعون الى الفكر واعمال العقل والتدبر فكيف يحرمون الفكر والتدبر ليلتى الحوينى ليقول ان الشيخ الغزالى رحمه الله كان مفكرا اديبا وليس عالم دين وبيقول كلام وخلاص سبحان الله
انظر من يتهم من الحوينى يتهم العلامه الغزالى امر عجيب ونحن ان نقدنا الحوينى انقلب علينا جمهوره المغيب ورمونا بالزندقه والخروج من المله لاننا نقدنا رايا قاله لا شخصا
والحقيقه التى نراها انهم مقلدون ليس الا ولم ياتوا بجديد اذن فما فائده دعوتهم والغريبه انهم يعترفون بذلك ان اى دعوه حينما تاتى ااعيان وتخرج للنور يجب ان تكون دعوه اصلاحيه مجدده تحى الموات لا تنبش فى الماضى وتنشر الخلاف وتزرع الفتن بالحديث فى المسائل الخلافيه فمثلا مساله الغناء او النقاب خلافيه وهم صعدوا الموضوع الى حد التناحر والبغض ونفخت وسائل الاعلام فى الموضوع وجعلت لهم قيمه وهم ليس لهم وزن اصلا والمساله لا تستحق كل هذا الصخب والتناحر
لقد هددالسلفيين بهدم الاضرحه وقالوا انها شرك وتعبد من دون الله ووقف رجل سلفى ليلطم وجه امراه سافره فى الطريق العام ليقول لها(مش قلنا لكم اما تقعدوا فى البيت او تلبسوا النقاب)واتهم احدهم بقطع اذن احدهم تطبيقا للشريعه الاسلاميه وصرح شيوخهم بحرمه التماثيل وانها اصنام تعبد من دون الله وشرك والكثير من مثل هذا العبط والهبل وقال احدهم على النصارى ان يدخلوا الاسلام والا
وقال احدهم نحن هدمنا ضريحين وسوف نهدم الباقى وقال اخر لابد ان ننتقم من مختطفى كامليا شحاته ونحرق الكنائس والاديره وقال اخر انه لابد ان تكون مصر اسلميه وان لم يتم ذلك ستقوم حرب اهليه تاكل الاخضر واليابس
وقالوا جماعه سوف نخطب فى المساجد عنوه ونسمع الناس عنوه لاننا ننفذ الشرع ولابد ان يطيعنا الناس فنحن ائئمه الهدى رغم الجميع
وسنغزو الاعلام والصحافه رغم انف الجميع لاننا احفاد الرسول الذى قال عنهم ائئمه الهدى والفرقه الناجيه واقر لنا بذلك شيوخنا
وكل تلك الافعال تبرا منها بعض علماء السلفيه كمحمد حسان وغيره فما هذا التناقض العجيب والتخبط الرهيب
ولكي نقترب أكثر من الفكر السلفي بشكل أعمق يجعل الناس يفهمون معني السلفية الحقة, وكيف نشأ الفكر السلفي في مصر, ولكي نرصد ما للسلفيين وما عليهم, لجأنا إلي العلماء, والمتخصصين.. وهنا يقول الدكتور ناجح إبراهيم أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية في مصر- إن أهم أهداف الحركة السلفية كان في البداية محاربة التقليد, والاعتماد علي الدليل من الكتاب والسنة.. وقالت أنها لن تقلد الأئمة الأربعة مالك, وأبو حنيفة, والشافعي, وأحمد, ولكن أكثرهم وقعوا في تقليد شيوخهم ممن هم أقل علما وفقها من هؤلاء الأئمة الأربعة العظام.. كما أن بعض تلاميذهم أخذوا يفهمون الكتاب والسنة بطريقتهم الخاصة, يضاف إلي ذلك أن التعددية الفقهية التي رسخها الأزهر الشريف طوال تاريخه, غابت عن معظم المدارس السلفية, فالأزهر طوال تاريخه لم يحصر طلابه في مذهب فقهي واحد.. أو يلزمهم برأي فقهي واحد.. وكان يدرس المذاهب الأربعة في تعددية فقهية رائعة, ولكن بعض شيوخ المدرسة السلفية قصروا تدريس الفقه علي مذهب الإمام أحمد بن حنبل وحده, بل إنك لا تكاد تجد مسجدا لهم يتبني رأيا مخالفا لهم في مسألة فقهية بسيطة مثل زكاة الفطر.. فالجميع يقول أنها يجب أن تؤدي عينا.. وكأن ذلك القول محكم من التنزيل لا يجوز مخالفته, مع أن أداء زكاة الفطر نقدا هو رأي جمهرة كبيرة من علماء السلف مثل أبي حنيفة, وعمر بن عبد العزيز, والبخاري وغيرهم.. ومع أن أداء زكاة الفطر نقدا هو أسهل للمزكي والفقير, وأيسر علي الناس والمجتمع.. ويتناسب مع المجتمعات المصرية المتحضرة, وهذا كله يقتل التعددية الفقهية عند أتباع هذه المدرسة.. كما يقتل كذلك التعددية بعد ذلك فيما هو أبعد من ذلك وأهم, والمطلوب الآن أن تلتزم المدرسة السلفية بالتعددية الفقهية, لأنها سنة كونية لا يستطيع أحد مقاومتها, وهي ثراء للفقه الإسلامي, وتوسعة علي الناس, وهي أيضا من فقه السلف الصالح, وعلما أساسيا علي فقههم, والتقليد الآن يكاد يقتل الروح, والابتكار, والتجديد, والحرية لدي أبناء الحركة السلفية, ويجعلهم أسري لبعض أقوال شيوخهم التي قالوها في شبابهم, ولم يحرصوا علي تطويرها أو تجديدها بعد أن حنكتهم وعركتهم التجربة. ويتفق الدكتور ناجح إبراهيم مع السلفيين في حبهم للعبادة والعلم, وحبهم لخدمة الناس جميعا, وحبهم للدين وللإسلام, وإظهارهم للهدي الظاهر, وسنن الأنبياء, ونشرهم لسنن كثيرة كانت غائبة عن المجتمع المصري,مثل صوم عرفة, والاثنين, والخميس, واللحية, وكذلك صفاء العقيدة الإسلامية بعيدا عن غلو الشيعة, وبعيدا عن غلو الخوارج في تكفير عوام المسلمين.. وكذلك بعض الخرافات التي كانت منتشرة في المجتمع المصري, ونختلف معهم في الأداء السياسي, فأكثرهم يفتقرون إلي الحس السياسي, والدخول في واقع وعمق مشاكل المجتمع الحقيقية, وإذا أراد السلفيون دخول المعترك السياسي, فعليهم أن يندمجوا أولا مع المجتمع, ويدخلوا هذا المعترك برفق, وتدرج, وأن يهتموا بفقه الخلف الذي أهملوه كثيرا, وأن يعرفوا أن العلم موجود بين السلف والخلف, ولا يمكن أن يمحي العلم أبدا من مصر, وأن ينفتحوا علي العلماء والدعاة من التيارات الإسلامية الأخري, وعليهم عدم اختزال العلم في مجموعة قليلة من علماء السعودية, وبعض هؤلاء العلماء قد لا تتوافق فتاواهم مع طبيعة وواقع المجتمع المصري الذي يختلف جذريا مع واقع المجتمع السعودي, وعليهم ألا ينغلقوا علي أنفسهم في المساجد, أو في حلقات العلم التي تناقش القضايا الفقهية القديمة فقط, وكذلك عليهم ألا يصطدموا مع أعراف المجتمع التي لا تخالف الإسلام.. لأن المجتمع المصري متدين بطبعه ولديه من الدين الوسطي الكثير والكثير, فلا داع لهدم كل تدينه.. ثم إقامة صرح ديني جديد عنوانه’ السلفية’.. ولكن البناء علي ما هو موجود, وكما نجحوا في التوافق مع نظام الحكم السابق فأهم منه التوافق مع المجتمع لأنه أبقي.. وهو الأرضية التي تعمل فيها كل الحركات الإسلامية. والحركة السلفية كما يراها الدكتور ناجح إبراهيم جزء لا يتجزأ من الحركة الإسلامية المصرية, والعالمية.. وينطبق عليها ما ينطبق علي الحركة الإسلامية.. فهم بشر يعملون بالإسلام, وللإسلام.. وقد يصيبون في اجتهاداتهم في هذا العمل الإسلامي أو يخطئون.. وعلينا أن نشجعهم حينما يصيبون, ونذكر لهم فضلهم في ذلك.. وننكر عليهم بالحسني والرفق إذا أخطأوا في اجتهاداتهم, وعليهم في المقابل أن يتواضعوا لله وللناس إذا أصابوا.. ولا يروا أنفسهم في ذلك أو يتعالوا علي غيرهم من عوام المسلمين.. لأن الله أعلم بمن هو أتقي, وما يقبله من الأشخاص والأعمال.. وألا يروا أنهم المتحدث الحصري والوحيد عن السلف الصالح.. وأن يؤمنوا بأن السلف الصالح ملك لكل التيارات الإسلامية السنية, وعليهم أن يعترفوا بالخطأ إذا أخطأوا.. وأن تكون لديهم شجاعة تصحيح مسيرتهم بين الحين والآخر.. والمراجعة والتصحيح هو دليل قوة.. وليس دليلا علي الضعف, وهو سنة من سنن السلف الصالح.. ولكني أراها متروكة عند كثير من أبناء الدعوة السلفية.. إذ يظن بعضهم أنه مادام انتسب إلي السلف فهو مثلهم في كل المحامد والصلاح.. وهذا وهم كبير يؤدي إلي شعور متأصل عند بعضهم بالاستعلاء علي الآخرين من عوام المسلمين, كما أن بعضهم لا يفرق بين العلو بالذات, والاستعلاء بالإيمان.. فالفرق بينهما أدق من الشعرة.. وهوي الأنفس يخلط بين الأمرين خلطا متعمدا. ومن أبرز إيجابيات السلفيين- كما يقول الدكتور ناجح إبراهيم- حرصهم علي العبادة, وقيام الليل.. والاهتمام بعقيدة أهل السنة والجماعة, ومحاربة البدع العقائدية التي كانت تريد غزو مصر في الفترة الماضية, ومحاربة التغريب, ومحو الهوية الإسلامية لمصر, كما أن معظم شيوخهم يصونون أنفسهم عن المحرمات والشبهات.. ويحرصون علي أن يكونوا قدوة في الدين.. وبعضهم يتمتع بزهد وحياء وأدب كبير مثل الدكتور محمد إسماعيل.. أما ابرز السلبيات التي ينبغي علي السلفيين علاجها, فهي احتكار بعضهم للنسبة إلي السلف الصالح.. وإقصاء الآخرين وغمط حقهم, واختيار الأشد والأحوط في الفروع الفقهية,بدلا من اختيار الأيسر الذي كان يختاره رسول الله( صلي الله عليه وسلم):’ فما خير رسول الله( صلي الله عليه وسلم) بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما’, ومن سلبياتهم أيضا التمسك برأي فقهي واحد, وتعميمه علي كل مساجدهم, وتلاميذهم مع عدم جواز مخالفته.. حتي لو كان لا يناسب الواقع المصري علي الإطلاق, ويؤخذ عليهم ضعف الربط الصحيح بين الواجب الشرعي, والواقع العملي.. وذلك لكثرة الخطأ في قراءة الواقع المصري.. وإغفال أن ما يصلح له يختلف تماما عما يصلح للواقع السعودي أو الخليجي, وكذلك عدم إعطاء مقاصد الشريعة الإسلامية القدر الكافي من الاهتمام.. مع زيادة الاهتمام بالفرعيات الفقهية التي لا يتناسب معظمها مع الإنسان المصري مع ترك ما يناسبه, وإهمال بعضهم إتباع السلف في المقاصد والغايات العظمي.. والاهتمام بالتسلف في الوسائل.. مع أن الأفضل هو التسلف في المقاصد وليس في الوسائل. كلنا سلفيون, وكل مسلم يأخذ من السلف الصالح يعتبر سلفيا.. هكذا قال لي السيد محمود أبو الفيض عضو المجلس الأعلي للطرق الصوفية, وشيخ الطريقة الفيضية الشاذلية, أما أن نسمي فئة باسم السلفيين وهم يأتون بأفعال تخالف السلف الصالح فذلك أمر محل نظر, وكثير من الناس أصبحوا غير راضين عن تصرفات جماعة تزعم أنها من السلفيين, وقد تابعنا كيف أنهم رفضوا ثورة25 يناير منذ بدايتها, ونددوا بها, وبالقائمين عليها, وأفتوا بحرمة ذلك, فخلطوا ما بين الثورة السلمية المعبرة عن رأي وهو أمر مباح شرعا, وبين الثورة التي يصحبها عنف, وتلك يرفضها الشرع, لكنهم خلطوا بين الأمرين بينما يبدو الفرق بين الحالتين واضح وضوح الشمسوحين سألته عن مدي خطورة هذه الجماعة علي المجتمع المصري, أجابني السيد أبو الفيض بأنهم يشكلون خطورة فعلا, باعتبار أنهم يقولون أنهم يقتدون بالسلف الصالح, في حين لا يستندون إلي سند من أسانيد السلف الصالح, فليس من الشريعة أن يطبق الإنسان الحد بيده, ولا أن يحرق الأضرحة, ولا أن يهدمها, فذلك حرام شرعا, وقد دعونا السلفيين للحوار في كل موضوعاتهم, وأفكارهم, وفكرنا في عقد مؤتمر يجمع كل المؤسسات والجماعات الدينية للوصول إلي رأي, أو نبذ الخلاف والعنف حتي يعود ذلك بالخير علي المجتمع, والدعاة هم علماء هذه الأمة, ولابد أن يكونوا متحدي الصف, لكننا وجدنا أفكارا وأراء لبعض الدعاة تخالف هذا النهج, وهذا أمر شنيع.. فمن المعلوم أن الاعتداء علي المقابر, ونبش القبور حرام شرعا, لأن فيه اعتداء علي حرمة الموتي. ويسألني: ما معني حديث السلفيين عن ضرورة إقامة دولة دينية, ويقول: لابد أن يعرفوا لنا الدولة الدينية من وجهة نظرهم, فهل معني الدولة الدينية هو إقامة الحدود باليد, دون احتكام إلي قانون, أو محاكم, أو دون الخضوع للتحقيقات, هل هي دولة’ ملالية’ كما هو الآن في إيران, نحن نريد أن نتحاور معهم في هذا الأمر, فإن كان صوابا اتبعناه, وإن كان غير ذلك وقفنا ضده, ونحن كمتصوفين نمثل فصيلا كبيرا في المجتمع, والطرق الصوفية لن تترك الأمر يمر بهذا الشكل, لكن سيكون لنا موقف يرضي الله ورسوله, ولن نخرج عن الشرع قيد أنملة, كما أننا نرفض الاعتداء علي الأقباط, واضطهادهم, وترويعهم, وهذه كلها أمور مرفوضة في الإسلام. ومن ظاهر القول- والكلام هنا للشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر سابقا-, وكما يبدو من اسم السلفية, هو أنهم الذين يتبعون السلف الصالح, وكذلك يتبعون النقل وليس العقل, وهم ينقلون دون تفكير, ويتهمون الذين يعملون العقل بأنهم, ضالون, وخارجون, وبعيدون عن دين الله سبحانه وتعالي, فهم يعتبرون بناء الأضرحة كفرا, وبناء القبور علي سطح الأرض كفرا! ويؤخذ علي هؤلاء كما يقول وكيل الأزهر السابق- تشددهم, إذ يجب علينا سواء السلفيون أو غيرهم أن نتبع قول الرسول صلي الله عليه وسلم’ يسروا ولا تعسروا.. وقوله بشروا ولا تنفروا’.. وقوله صلي الله عليه وسلم: ما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.. فقد كان أبعد الناس عنه.. وهم أي الجماعة السلفية- متشددون ومغالون في التشدد, وهو أمر لا يجوز, ويسألني هل تتذكر حركة طالبان, وما فعلته في أفغانستان من حيث تحريم عمل المرأة, وتحطيم التماثيل باعتبارها وثنية, وكفر, هذا هو جزء من الفكر السلفي. السلفية هم من كان عليه الرسول صلي الله وعليه وسلم وأحباؤه, وهم نواة أهل السنة والجماعة, وهذا هو المجموع, والأصل العام الذي يمثل أكثر من90% من المسلمين.. هكذا قال لي الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر وعميد كلية أصول الدين السابق, لكن السلفية المعاصرة تتمذهب بمذهب غريب عما كان يتبعه الرسول وأصحابه.. هم يأخذون بظاهر النصوص ويجمدون عند الأحكام الشرعية, ويغفلون عن علتها التي يتعلق بها الحكم وجودا وعدما, فإن وجدت العلة وجد الحكم, وإن انتفت العلة انتفي الحكم, والذي يطلع علي التفاسير القديمة الأصلية للقرآن الكريم, وشروح السنة النبوية سواء كان شرح ابن حجر العسقلاني للبخاري, أو شرح النووي لصحيح مسلم يدرك أن هذه الفرقة تخالف ما كان عليه رسول الله وأصحابه في كثير من الأمور. والسلفية المعاصرة, أو مدعو السلفية المعاصرون يرون جهاد الحاكم المسلم في بعض المعاصي التي يمكن إصلاحها( تجاهد الحاكم المسلم إن ارتكب بعض المعاصي التي يمكن إصلاحها بالنصيحة) ثم هي تدعي هدم الأضرحة في عصرنا الحالي, وتنادي بتحطيم التماثيل, وهي بهذا تغفل تماما عن علة حكم هدم الأضرحة, وتحطيم التماثيل, وأنها كانت معبودة من دون الله في عصر السلف الصالح, ولذلك حطمها السلف الصالح, لكنها لم تعد معبودة في عصرنا, وبالتالي لم تعد لها قيمة دينية, وأظن أن أحدهم قد أخطأ هذا الخطأ منذ فترة قريبة, ورجع عن مقولته, وبعضهم يهدم الآن بعض الأضرحة بالفعل, مع أن السلف الصالح كانوا يرون في الأضرحة أنها تتخذ مساجد, بينما هي في عصرنا الحالي ليست بهذه المثابة, فلو سألت من يزور قبر الحسين, أو السيدة زينب, أو قبر أحد من أولياء الله: هل تعبد هذا الولي من دون الله لأنكر ذلك تماما, ولتبين أنه لا يعبد إلا الله, وربما يتعارك معك, ويضربك إن زعمت أنه يعبد صاحب الضريح, أو يقدسه من دون الله, بينما الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية كان يهدم بعض الأضرحة التي اتخذها الناس معابد, فالحكم مختلف لافتقاد علته, كذلك يأمرون بتسوية القبور غافلين عن أن هذا الحكم متغير من أرض إلي أرض, ففي الصحراء العربية تكون الأرض رملية, فلا تخدش كرامة الميت إن دفن في لحد وسوي قبره, بينما كلنا نعرف أن الأرض في مصر, ذات طبيعة طينية أو سبخة أحيانا, وقد أفتي العلماء منذ مئات السنين أن الأكرم للموتي ليس اللحد أو الشق, وإنما المقابر كما هي معروفة في مصر, وفي كثير من الدول العربية نكتشف أن الموتي غارقين في الطين, وكان الأكرم للميت أن يدفن بالطريقة المعروفة التي يدفن فيها بمصر بمحضر من علماء الأزهر منذ مئات السنين, فكيف يغفل إخواننا مدعي السلفية عن هذا المبدأ الرئيس في الاجتهاد في الفقه الإسلامي, ويريدون تعميم الحكم دون النظر إلي اختلاف الأماكن والأزمنة, وآخر ما رأينا من أحد دعاتهم هي مقولة’ غزوة الصناديق’ بينما كان الرسول صلي الله عليه وسلم حين كان يستشير أصحابه كما فعل في غزوة أحد, وكانت تتعدد أراء الصحابة, وتري منهم الرأي, والرأي الآخر, وكان كل من الرأيين سواء بنعم أولا تحت مظلة الإسلام مهما اختلف الاجتهاد, لان هذه أمور دنيوية تختلف فيها الآراء باختلاف رؤية المصالح والاجتهاد في تحريها بين موافق وغير موافق, ولم ينكر الرسول عليهم ذلك, بل أنكر القرآن من قال بمثل هذه المقولة بعد غزوة أحد, فقد قال الله تعالي:’ قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلي مضاجعهم’( آل عمران- الآية154), فكيف إذن نعد اختلاف الاجتهاد معارك وغزوات, عندما يأتي مثل هذا الرد علي من قالوا’ لو كان لنا من الأمر شيء ما اختلفنا ها هنا’, وكيف يتشبه أصحاب هذا الرأي بالسلفية, وهي منهم براء تمام البراءة, فهم إذن ليسوا إذن فرقة إسلامية جديدة, وإنما هم جماعة يخطئون الاجتهاد, ويتعصبون لهذا الخطأ ويجمدون الفقه الإسلامي, ويكفون عقولهم عن أن ينقلوا الإسلام الحقيقي إلي الأجيال المتعاقبة, والقرآن كتاب مفتوح, والسنة كذلك, والإسلام دائما متجدد, وصالح لكل زمان ومكان. وقد كان السلفيون كما يقول الدكتور عبد المعطي بيومي- أول من خرج علي الحاكم في السبعينيات من القرن الماضي, وكانوا يزعمون أنه لا يطبق الشريعة الإسلامية, مع أنه كان يطبق في ذلك الوقت دستورا ينص في مادته الثانية علي أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع, والغريب أنهم سكتوا عندما انتشر الفساد, وعم البلاء بالمجتمع, وطم الاحتكار, فلم نسمع لهم حسا, ولا ركزا, فقد قال أحدهم مؤخرا أن الخروج علي الحاكم لا يجوز, بينما قلنا لهم أنه إذا استشري الفساد, وإذا كان الحاكم مخالفا ظاهر المخالفة للشريعة الإسلامية وجب خلعه. ما يتعرض له السلفيون من هجوم, هو في رأي المهندس عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية( ومقرها الرئيس الإسكندرية) محاولة من البعض لإحراج الفكر السلفي, إما أن يتراجع عن فكره, أو يظهر في صورة المصادم للمجتمع, فيستغل أن الدعوة السلفية لها موقف واضح وصريح من أنها تري حرمة بناء المساجد علي القبور وفقا للحديث الذي رواه البخاري ومسلم’ لا تتخذوا القبور مساجد والحديث الآخر, ولعن الله اليهود والنصاري اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا أني أنهاكم عن ذلك’ وهذا الرأي يوافق عددا كبيرا من علماء الأزهر قديما, وحديثا منهم الأستاذ الإمام محمد عبده, والشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر الأسبق, والدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية الأسبق, كما أن إقامة المساجد علي القبور يفتح الباب أما ممارسات يتفق الجميع علي عدم مشروعيتها, وعلي أنها تشوه الوجه الحضاري لمصر, كالتمسح بحديد الأضرحة, والتداوي بتربتها, مع ترك أسباب التداوي المعاصرة, والمعرفة في الطب, ولكن مع أننا نري هذه الرؤية لا نحاول طرحها علي الناس بالقوة, وهذه الأضرحة موجودة قبل وجودنا, ولم نتعرض لأي ضريح منها, غير أن بعض وسائل الإعلام, تريد منا إما أن نتراجع عن هذه الرؤية, وهذا في تقديرنا إقصاء, واضطهاد, وإرهاب فكري, وإما أن تشوه صورتنا بأحداث مختلفة لا أساس لها, أو بأحداث فردية, وإذا اعتبر اسلوب التعميم صحيحا, لجاز حينئذ- أن ننسب ذلك إلي المصريين ككل, وليس السلفيين.. وعلي أي الأحوال, نحن لنا أدبيات موجودة من قبل, كما أننا أصدرنا بيانات ردا علي الأحداث الأخيرة, وإن كانت هذه الأحداث صحيحة فنحن ندعو لأصحابها أن يتوبوا إلي الله منها, ونحن نؤمن بأنه لا يجوز تغيير المنكر بمنكر أشد. ** أقاطعه: لكنكم دعوتم إلي عدم التظاهر, وعدم الخروج علي الحاكم؟نحن نمنع المظاهرات عندما يكون فيها قلة من الشباب أمام جحافل الأمن, فهذا يعرضهم للخطر, ولا يحقق أي فائدة تذكر وذلك خوفا علي الشباب من القتل أو الإصابة بأذي, أما عندما رأينا أن عدد هؤلاء المتظاهرين الذي خرجوا يمثلون زخما شعبيا يمنع الأمن من استئصالهم, فقد أيدناهم, وساهمنا في حماية الجبهة الداخلية معهم, ونحن نتبرأ ممن يتسمي بالسلفية, ثم يمتنع عن محاولة إزالة الحاكم الظالم, رغم قدرته علي ذلك, وفي ذات الوقت ننهي الشباب عن التهور, والمصادمات غير المحسوبة, حتي لو كان ذلك في وجه الظالمين.

** لقد أعلنتم في مؤتمركم الأخير بمسجد عمرو بن العاص عن رغبتكم في إقامة دولة دينية, ورددتم شعار: إسلامية.. إسلامية, لا مدنية, ولا علمانية.. فكيف يري السلفيون الدولة الإسلامية ؟

المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية
: هناك اختيار ثالث, وهو أن الدولة الإسلامية ليست هي دولة دينية وفق المصطلح الغربي, ولا دولة مدنية وفق المصطلح الغربي أيضا, وإنما دولة يكون فيها حق التشريع لله, وباقي السلطات تكون نابعة من الشعب بآليات أكثر مرونة من الآليات المعروفة في الدولة المدنية الحديثة, ونحن مع ذلك لدينا آليات للتعامل مع الدولة المدنية الحديثة كما هي, وذلك عن طريق إقناع عموم الناخبين بضرورة أن يكون الدستور معبرا عن هوية الأمة, وناصا علي مرجعية شريعتها..

**.. وغزوة الصناديق؟

الشحات: من قال هذا التعبير اعتذر, وباقي الدعاة أنكروا عليه ذلك, مع أن هذا الخطأ تم تضخيمه إعلاميا في مقابل التغافل عن أخطاء صدرت عن غيرهم أكثر فداحة منه, كمن قال أحدهم’ موعدنا الخناقة القادمة’.. وكذلك التغافل عمن قال إن صوتا واحدا يقول’ لا’ بمائة ألف صوت بنعم, وهو ما يعد إزدراء للأغلبية من الشعب المصري التي صوتت بنعم في التعديلات الدستورية الأخيرة, وهذه الكلمة لو قالها سياسي في أوروبا لقضي عليه الجمهور بالاعتزال الفوري من عالم السياسة نهائيا.

** أقاطعه: لكنكم أشعتم الخوف في قلوب ونفوس المصريين من الدعوة السلفية ؟!

الشحات: أزعم أن الغالبية العظمي من الناس لا يخافون من السلفيين, لكن الخوف مصدره الغرف المغلقة في البرامج الحوارية, والتي بلا شك تؤثر علي شريحة من الشعب لكنها ليست كبيرة, وعلي أي حال فنحن نرسل رسائل تطمينية إلي الشعب المصري وفق رؤيتنا الشرعية وليس علي حسابها, ونحن نقول للنصاري: ديننا يأمرنا بالتعايش السلمي معكم, ونقول لعموم المسلمين لن نفرض عليكم اختيارا فقهيا, وإنما نعرض عليكم أدلتنا, وحتي من اختار نفس اختيارنا ثم خالفه سلوكيا, فلن يتعدي دورنا النصيحة اللينة الرفيقة له دون اللجوء علي استخدام العنف
ان السلفيين وقفوا عند لا شىء بمعنى انهم لم ياتوا بجديد لان الاسلام لم يفرض على احد اصلا فلا تستطيع ان تجبر احد على اعتناق الاسلام دون اقتناع منه لقوله تعالى(لا اكراه فى الدين)ثم اعقبها (قد تبين الرشد من الغى)ثم ان الناس جميعا لا يرغبون فى دخول جهنم بل الجميع يرغبون دخول الجنه والسلفيين يجبرون الناس على تقبل التدين الشكلى ويدخلون عليهم بحيل ماكره حتى يقتنع البسطاء بصدقهم والحقيقه انك لو سالت اى فرد فى المجتمع هل تريد الجنه ام النار لقال سريعا الجنه طبعا وهى اجابه بديهيه لا تحتاج لفلسفات ودعوات من هنا وهناك وتشنجات وابتهالات وتعصب
لكن الخطاب السلفى مختلف انه خطاب ترهيبى لا يؤدى الى نتيجه مشرفه بل الى غسيل الادمغه ونشر الخوف فى قلوب البسطاء فالحكم لا ياتى بالقوه ابدا وبالسيطره وبالسخف الذى نراه كما ان الدعوه الى الله لا تاتى بالترهيب والتخويف والبكاء لاسترقاق الشعور والعبث بعواطف الناس
ان الناس تفهم وتعى تماما ان الاسلام هو الدين الحق وبمنتهى البساطه لن يخرجوا منه لو بذل لهم المليارات التى سرقها مبارك ونظامه ولن يثنيهم عن الايمان والتطلع الى الجنه وسوف يجتهدون فى العباده رغما عن انف السلفيين المتشنجين على الفضائيات لان الاسلوب منفر ومعسر وغير مجدى بالمره ثم ان محاوله كسب الشعور لن تجدى لان كما ان هناك فئه تسمى السلفيين فهناك فئه تسمى الاخوان اكثر منهم وارسخ قدما منهم عند العامه وفكرهم ترغيبى ومعتدل غير فكرهم كما انهم يعتمدون على الحوار بعقلانيه دون تنطع او تشنج او فرض لفكر معين بالقوه تاره وبالبكاء تاره اخرى ولن يفلح السلفيين ابدا وسوف يضطرون وهذا ما اكتشفه محمد حسان مؤخرا وفطن له وهو اجتماع الفئات كلها تحت فئه واحده تسمى الجماعه الاسلاميه
ثم انه يجب على السلفيين من مرجعيه لهم لانهم بلا مرجعيه اصلا ومشتتين ومختلفين ولابد ان تكون المرجعيه لعلماء مصر العظام وليس السعوديه
كما انهم سيفاجئوا غدا انهم م يفعلوا بتشنجهم شيئا ودعواتهم شيئا فسوف تقوم فى مصر حتما دوله مدنيه بمرجعيه اسلاميه كما اقررنا لانها اراده الامه واراده الامه من اراده الله وسوف يعود للازهر رغم انوفهم الدور الريادى فى العالم وسوف يجدوا انفسهم معزولين ان لم يندمجوا فى الجماعه الاسلاميه التى دعى اليها شيخهم محمد حسان بمرجعيه الازهر الوسطى
وان رفضوا سيصيروا فئه منبوذه ولن يحققوا شىء
وعليهم ان يتخلصوا من تشددهم ونزاعاتهم واختلافهم وتناحرهم من اجل لاشىء وليعلموا ان الاسلام ليس حكرا عليهم وان الله الذى نصر الشعب المصرى ولم يكونوا معهم لن يخذلهم وسيحقق احلامهم فى حريه حرموا منها زمنا ولن يكون للسلفيين الذين لم يكونوا مع الثوره ابدا موضع قدم فى مصر الجديده الحريه والكرامه لانهم بفكرهم الضيق المنعزل والمذموم ساعدوا الطغاه على نهب وسرقه وظلم وقهر الشعب زمنا بسسب افكارهم ومعتقداتهم ونفاقهم للحكام وسكوتهم على ظلمهم
ولن ينصر الله ابدا من لم ينصره




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق