إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 23 مايو 2011

اثر العلماء المسلمين على الحضاره الغربيه

السلام عليكم ورحمه الله/لقد كان للعلماء والفلاسفه العرب والمسلمون فضلا واثرا على الحضاره الغربيه ففى الوقت الذى كانت اوروبا غارقه فى الجهل والظلام والحروب الدينيه وغيرها كان العرب متقدمين للغايه فى جميع الفنون والاداب والعلوم فاخذ الغرب عن العلماء العرب والمسلمين الفكر والفن والادب والعلم وتتلمذوا على ايديهم حتى اصبحت اوروبا تفخر بهذا التقدم الذى حظيت به وتنسب الفضل للعلماء المسلمين والعرب كابن سينا والفارابى وغيرهم وقد وصلت اوروبا فى ما يعرف بعصر النهضه بفضل العلماء العرب والمسلمين بعد ما عاشت قرونا طويله فى جهل وتخلف وظلام ومعارك
وقد نشر الغرب ذلك الفكر والعلم العربى والاسلامى سواء فى الفنون او العلوم وحظى علماء الاسلام باهتمام بالغ منهم حتى انشئوا باسمهم المعاهد والمنتديات والجامعات وصنعوا لهم التماثيل احتراما لهم وتقديرا لجهودهم فى بناء الحضارات
وفى الوقت الذى تحتفل به اوروبا بهؤلاء العلماء العظام يلعنهم المؤرخين العرب والمسلمين فى كتبهم ويقيمون عليهم احكامهم القاسيه ويسمون هذا زنديقا واخر ساحر وغيره دجال ويحشرون الدين فى الامر ويقيمون العالم من جهه تدينه ويروجون لذلك الفكر العقيم فى كتبهم من ان ابن سينا كان ملحدا واخر كان زنديقا واخر كان يتعامل مع العفاريت
والحقيقه توقف الفكر عند تلك الخرافات التى روج لها الكثير من الكتاب والمؤرخين العرب والمسلمين وليس جميعهم على هذا النهج بل اغلبهم ويحكمون النصوص دون فكر او اجتهاد وحينما تسالهم ان عمر والفقهاء خرجوا عن تلك النصوص واجتهدوا يردون عليك بان ذلك الخروج نفسه هو نص لا يجب الخروج عليه وقد تكلم المؤرخين فى العلماء كثيرا ومنهم من تكلم بما لا يليق مستندا الى تاويلات من هنا وهناك رغم ان هؤلاء العلماء كان لهم الفضل البالغ فى احياء الحضاره العربيه والاسلاميه وايضا الفضل البالغ على اوروبا الذى يعترف به الغرب ونحن ننكره
وجاء ابن سينا على راس العلماء المسلمين الذين كان لهم الاثر البالغ والفضل العظيم على الغرب فى نهضته وازدهاره الى الان
هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسين بن علي بن سينا الملقب بالشيخ الرئيس، ولد في صفر (370هـ 980م) من أسرة فارسية الأصل في قرية أفشنة من أعمال بخاري في ربوع الدولة السامانية.
وعاش ابن سينا في خضمّ ظروف عاصفة ومليئة بالاضطرابات والتقلّبات السياسية، حيث عاش فترة انحطاط الدولة العباسية، في عهود الخلفاء الطائع والقادر والقائم وغيرهم، وهذا ما جعل البلاد نهباً للطامعين من كل حدب وصوب، فاقتطعت من البلاد مناطق كثيرة، وأقيمت فيها دويلات متخاصمة ومتناحرة فيما بينها.
كان ابن سينا إذا تحير في مسألة ولم يجد حلاً لها مسألة، ولم يكن يظفر بالحدّ الأوسط في قياس، كان كما يقول: "ترددت إلى المسجد وصلّيت وابتهلت إلى مبدع الكل، حتى فتح لي المغلق، وتيسّر المعسر".
أفاد ابن سينا من نبوغه المبكر في الطبّ، فعالج المرضى حباً للخير واستفادة بالعلم، وليس من أجل التكسّب، وفتحت له الأبواب على أثر معالجته لمنصور بن نوح الساماني من مرض عجز الأطباء عن شفائه منه، فقرّبه إليه، وفتح له أبواب مكتبته التي كانت تزخر بنفائس الكتب والمجلّدات والمخطوطات، فأقبل عليها يقرأها كتاباً بعد كتاب.

اعتمد ابن سينا في الطبّ على الملاحظة في وصفه للعضو المريض وصفاً تشريحيا" وفيزيولوجياً، واستفاد من هذا الوصف التشريحي في تشخيص المرض.
اعتمد في ممارسته الطبية على التجربة والاستفادة من تجارب من سبقوه، وهو أول من قال بالعدوى وانتقال الأمراض المعدية عن طريق الماء والتراب، وبخاصة عدوى السل الرئوي.
وهو أوَّل من وصف التهاب السحايا، وأظهر الفرق بين التهاب الحجاب الفاصل بين الرئتين والتهاب ذات الجنب.
وهو أوَّل من اكتشف الدودة المستديرة أو دودة الإنكلستوما قبل الطبيب الإيطالي روبنتي بأكثر من ثمانمائة سنة.
وهو أوَّل من اكتشف الفرق بين إصابة اليرقان الناتج من انحلال كريات الدم، وإصابة اليرقان الناتج من انسداد القنوات الصفراوية.
وهو أوَّل من وصف مرض الجمرة الخبيثة وسماها النار المقدسة.
وأوَّل من تحدَّث وبشكل دقيق عن السكتة الدماغية، أو ما يسمى بالموت الفجائي.
ومن بين إنجازات ابن سينا وإبداعاته العلمية، اكتشافه لبعض العقاقير المنشّطة لحركة القلب.
واكتشافه لأنواع من المرقدات أو المخدّرات التي يجب أن تعطى للمرضى قبل إجراء العمليّات الجراحية لهم تخفيفاً لما يعانونه من ألم أثناء الجراحات وبعدها.
وابن سينا هو الذي اكتشف الزرقة التي تعطى للمرضى تحت الجلد لدفع الدواء منها إلى أجسام المرضى.
كذلك وصف ابن سينا الالتهابات والاضطرابات الجلدية بشكل دقيق في كتابه الطبي الضخم "القانون"، وفي هذا الكتاب وصف ابن سينا الأمراض الجنسية وأحسن بحثها، وقد شخَّص حمّى النفاس التي تصيب النساء، وتوصَّل إلى أنها تنتج من تعفن الرحم.
وكان أحد أوائل العلماء المسلمين الذين اهتموا بالعلاج النفسي، وبرصد أثر هذا العلاج على الآلام العصبية وآلام مرض العشق خاصةً، وقد مارس ابن سينا ما اهتدى إليه من علاجات وطبّقه على كثير من المرضى.
وفي علم الطبيعة، اكتشف ابن سينا أن الرؤية أو الضوء سابقة على الصوت كضوء البرق مثلاً يسبق صوت الرعد، فنحن نرى ومض برقه ثم نسمع صوته.
كذلك تكلم ابن سينا عن أن هناك علاقة بين السمع وتموّج الهواء، فلولا هذا التموّج لما كان هناك انتقال للصوت، ولا استماع له.
ولقد اخترع ابن سينا آلة تشبه آلة الورنير التي تستعمل في زماننا لقياس أصغر وحدة من أقسام المسطرة لقياس الأطوال بدقة متناهية.
كان طبيب عصره الأوَّل والماهر، ولما ترجمت كتبه أصبح طبيباً عالمياً وعلى مدى أربعمائة عام.
من أشهر كتبه في الطب "القانون"، الذي أصبح أحد مراجع جامعات أوروبا الأساسية، حتى إنه درِّس في جامعتي "مونبليه" و"لوفان" إلى نهاية القرن السابع عشر. وكان هذا الكتاب مع صاحبه كتاب "المنصوري" للرازي، مرجعاً أساسياً يدرَّس في جامعتي فيينا وفرانكفورت طوال القرن السادس عشر
لابن سينا آراء تربوية وردت في العديد من كتبه التي كتبها بالعربية والفارسية، غير أن أكثر آرائه التربوية نجدها في رسالة مسمَّاة "كتاب السياسة"، وأبرز ما تميَّز به المذهب التربوي لابن سينا، هو أن التربية عنده لم تقتصر على مرحلة واحدة، وهي دخول الطفل المدرسة، بل شملت تربية الطفل منذ لحظة ولادته حتى زواجه وانخراطه في الحياة الاجتماعية، كما إنها لم ترتكز على جانب واحد أو بعض جوانب الشخصية الإنسانية لتهمل الجوانب الأخرى، بل اهتمَّت بوحدة الشخصية الإنسانية وتكاملها العقلي والجسدي والانفعالي.
تأثَّرت التربية السيناوية بتعاليم الدين الإسلامي، وبخاصة القرآن الكريم والسنّة النبوية، وكذلك بالفلسفة اليونانية والهلنستية.
حرص ابن سينا على تدعيم آرائه بمبررات نفسانية، وقد نجح نجاحاً بعيداً في هذا الميدان، ما يحمل على الاعتقاد أن ذلك عائد إلى حد كبير إلى امتهانه مهنة الطب.
فلم ينس الاهتمام بالطفل منذ لحظة ولادته، حيث ركَّز على الاسم الجيد للمولود، لما له من انعكاسات على شخصية الطفل، كما ركز على دور الرضاعة من الأم.
أما مرحلة ما قبل المدرسة، فقد اعتبرها ابن سينا مرحلة ذهنية نخطَّط فيها شخصية الطفل المستقبلية، باعتبارها مرحلةً قابلةً لاكتساب جميع العادات والطباع السيئة والصالحة منها على حدٍّ سواء.
كما أنه يشجّع على التربية الرياضية، إذ يراها تربيةً ضروريةً وليست خاصة بمرحلة أو عمر معين، ولذلك فهو يجعلها متلائمة ومتناسبة مع كلِّ طورٍ من أطوار الحياة، ويرى أن سن السادسة هي العمر المناسب للطفل للبدء بالتعليم.
أما المنهج الذي يجب اتّباعه في التدريس، فيقول ابن سينا: "إذا اشتدت مفاصل الصبي، واستوى لسانه، وتهيأ للتلقين، ووعى سمعه، أخذ في تعلّم القرآن وصور حروف الهجاء، ولقِّن معالم الدين". أما في الأساليب والطرائق التعليمية، فقد راعى ابن سينا الفروق الفردية بين التلاميذ، وحض على التعلّم الجماعي، كما دعا إلى توجيه التلاميذ بحسب ميولهم ومواهبهم.
ركز ابن سينا على مبدأي الثواب والعقاب المعنويين وليس الماديين، ورأى أنه ينبغي مراعاة طبيعة المتعلم والعمل الذي أقدم عليه، ويجب أن تتدرَّج من الإعراض إلى الإيحاش، فالترهيب، فالتوبيخ. فالعقوبة عنده إرشادٌ وتوجيه سلوك وحرص على تعديله برفق، كما ويحرص على أن يكون الدافع من وراء العقاب ليس الانتقام والكراهية، بل حسن التربية والإخلاص في العمل
وهكذا يكون ابن سينا قد وضع منهجاً تربوياً مستمدة دعائمه من الدين، ومن واقع عصره ومجتمعه، ليفي بمتطلبات مجتمعه ويساعده على النهوض والخلاص مما هو فيه من انحلال وفقدان للقيم، إنها تربية اجتماعية بكل معنى الكلمة، متعدّدة الجوانب: فردية، مجتمعية، أخلاقية، دينية، مهنية.

نعم لقد اجاد ابن سينا عالما وفيلسوفا ومفكرا لكن تقبله الغرب وفتح له الجامعات والمدارس واستفادوا منه اجل استفاده لكن العرب والمسلمين حاربوه فى كتبهم وكتاباتهم وسموه المخرف واخرين سموه ملحدا وزنديقا ولم ينظروا لفكره وجهوده العلميه والفلسفيه الرائعه ولم ينهلوا منها ليساعدهم ذلك على خروج العالم الاسلامى والعربى من غفوته وتخبطه
فكتاب الشفاء، وهو من موسوعات العلوم ودوائر المعارف، في ثمانية عشر مجلداَ، محفوظة منها نسخة كاملة في جامعة أكسفورد، "والنجاة موجز الشفاء" وضعه الرئيس رغبةً في إرضاء بعض أصفيائه، وقد طبع الأصل العربي بعد "القانون" في روما عام 1593م، وهو في ثلاثة أقسام؛ المنطق والطبيعيات وما وراء الطبيعة، وليس يوجد فيه القسم الخاص بالعلوم الرياضية التي أشار إليها ابن سينا في فاتحة الكتاب، وقال بضرورة ذكرها في الوسط بين الطبيعيات وعلم ما وراء الطبيعية، وقد طبع الكتابان كاملين ومتفرقين مرات عدة باللاتينية، منها مجموعة طبعت في البندقية عام 1495م تشمل: المنطق، الطبيعيات، السماء والعالم، الروح، حياة الحيوان، فلسفة الفارابي على العقل، الفلسفة الأولى.كما نقل "نافيه" منطق ابن سينا إلى الفرنسية ونشره في باريس عام 1658م، كذلك طبع العلامة "سمولدرز" أرجوزة لابن سينا في "مجموعة الفلسفة العربية". أما فلسفة ابن سينا فهي كفلسفة غيره من أتباع أرسطو لم تتميز في ما ضمته من تعاليم عمّا ضمته حكمة سواه من فلاسفة العرب. وقد ذكر ابن طفيل في كتابه "حيّ بن يقظان" أن ابن سينا، قال في فاتحة الشفاء إن الحقيقة في رأيه ليست في هذا التصنيف، وإن من يريدها فليلتمسها في كتاب الحكمة المشرقية، بيد أن هذا الكتاب لم يصل إلينا كما سبق وأشرنا.
لم يكن الشيخ في يوم من الأيام فاتر الهمّة في علمه، وإنما الأيام لا بد أن تنصرم، وقد أصاب جسده المرض واعتلّ، حتى قيل إنه كان يمرض أسبوعاً ويشفى أسبوعاً، وأكثر من تناول الأدوية، ولكنّ مرضه اشتدّ، وعلم أنه لا فائدة من العلاج، فأهمل نفسه وقال: "إن المدبر الذي في بدىء عجز عن تدبير بدني، فلا تنفعنّ المعالجة"، واغتسل وتاب، وتصدق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلباً للمغفرة.

وكالعاده استفاد الغرب منه ونحن لم نستفيد بل وقف شيوخنا على المنابر وفى الفضائيات ليهدموا مجد الرجل وتاريخه العلمى والتربوى العريق بجره قلم او كلمه ليعلنون للجميع ان ابن سينا ملحدا وتمسكوا بظواهر ما نسب اليه او ما قاله فى فترات متباينه من تاريخه وهكذا نحن نتصيد لبعضنا الاخطاء وقالوا لماذا هو الشيخ الرئيس انما هو الشيطان لعب بعقله سبحان الله
فى الوقت الذى تحتفل به اوروبا اعترافا بفضله فى نهضتها نحن نسبه ونلعنه ولا نهتم به ونتمسك بالنصوص كما اشرت سلفا والتاريخ انصفه فعيبنا اننا تتحكم غالبا فينا الخرافات ونتمسك بتقييم الانسان من وجهه التدين فابن سينا مخرف ضال والرازى ساحر وابن الهيثم عفاريتى كان ياتيه العفريت فى المنام ليلقى عليه تعليملته فى افساد الذوق العام
ونحن نرى ان الخوارزمى ينضم لتلك المجموعه النضره من علماء الاسلام الذين اثروا فى العالم والحضاره الغربيه خاصه وله الفضل فى نهضتها
استفاد الخوارزمي من الكتب التي كانت متوافرة في خزانة المأمون فدرس الرياضيات، والجغرافية، والفلك، والتاريخ، إضافةً إلى إحاطته بالمعارف اليونانية والهندية، ونشر كل أعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر.

ويسميه الطبري في تاريخه: محمد بن موسى الخوارزمي القطربلّي، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد، وكان الخوارزمي قد بدأ كتابه (الجبر والمقابلة) بالبسملة، وتشير الموسوعات العلمية - كالموسوعة البريطانية وموسوعة مايكروسوفت إنكارتا، وموسوعة جامعة كولومبيا، وغيرها على أنه عربي، في حين تشير مراجع أخرى إلى كونه من أصول فارسية، وفي الإصدار العام للموسوعة البريطانية تذكر أنه "عالِم مسلم" من دون تحديد قوميته.

ويُعَدُّ الخوارزمي من أكبر علماء العرب، ومن العلماء العالميين الذين كان لهم تأثير كبير على العلوم الرياضية والفلكية، وفي هذا الصدد يقول ألدو مييلي: "وإذا انتقلنا إلى الرياضيات والفلك فسنلتقي، منذ البدء، بعلماء من الطراز الأول، ومن أشهر هؤلاء العلماء أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي".

الخوارزمي أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي، حيث يعد الخوارزمي أحد أبرز العلماء العرب، وأحد مشاهير العلم في العالم، إذ تعدد جوانب نبوغه، فبالإضافة إلى أنه واضع أسس الجبر الحديث، ترك آثاراً مهمة في علم الفلك وغدا (زيجه) مرجعاً لأرباب هذا وقام الخوارزمي بأعمال مهمة في حقول الجبر والمثلثات والفلك والجغرافية ورسم الخرائط، أدت أعماله المنهجية والمنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية الى نشوء علم الجبر، حتى أن العلم اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر والمقابلة، الذي نشره عام 830، وانتقلت هذه الكلمة إلى العديد من اللغات (Algebra في الانجليزية).


لعبت انجازات الخوارزمي في الرياضيات دورا كبيرا في تقدم الرياضيات والعلوم التي تعتمد عليها، وإضافةً إلى إسهاماته الكبرى في الحساب، أبدع الخوارزمي في علم الفلك وأتى ببحوث جديدة في المثلثات، ووضع جداول فلكية (زيجاً)، وقد كان لهذا الزيج الأثر الكبير على الجداول الأخرى التي وضعها العرب فيما بعد، إذ استعانوا به واعتمدوا عليه وأخذوا منهومن أهم إسهامات الخوارزمي العلمية التحسينات التي أدخلها على جغرافية بطليموس سواء بالنسبة للنص أو الخرائط.
يعد كتاب "الجبر والمقابلة" من أشهر كتب الخوارزمي، وهو الكتاب الذي ألَّفه لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم، وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم، وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين، ويعالج الكتاب المعاملات التي تجري بين الناس كالبيع والشراء، وصرافة الدراهم، والتأجير، كما يبحث في أعمال مسح الأرض فيعين وحدة القياس، ويقوم بأعمال تطبيقية تتناول مساحة بعض السطوح، ومساحة الدائرة، ومساحة قطعة الدائرة، وقد عين لذلك قيمة النسبة التقريبية (ط) فكانت 7/22، وتوصل أيضاً إلى حساب بعض الأجسام، كالهرم الثلاثي، والهرم الرباعي والمخروط.

واطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود الذين أخذ عنهم هذه الأرقام، وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه رياضيوها، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمناً ليس باليسير.

وابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات وعلم الحاسوب، (مما أعطاه لقب أبي علم الحاسوب عند البعض)، حتى أن كلمة خوارزمية في العديد من اللغات (و منها algorithm بالانجليزية) اشتقت من اسمه، بالإضافة لذلك.

لقد اسهم الخوارزمى فى انشاء علم جديد فى الرياضيات استفاد منه الجميع سواء عرب او غيرهم وقد برع فى علم الجبر والهندسه الذى صار معجزه تحسب له تاريخيا وحينما يتكلم البعض عنه ينسبون اليه الخرافات ومنهم من يسميه هنديا معتقدين انه استاجر فيلا لغزو الاسلام رغم انه مسلم والبعض يقول ويردد انه تعامل بالنفاق ولم يكن مسلما او انه تزندق لعلاقته بالفرس والهند ومنهم من ينسب له انه من الفرس وليس مسلما
وذلك الامر لم يعترف به الغربيون بل وقفوا عند اختراعاته وانجازته التى ثبت صحتها واهميتها مما جعلهم يدرسون تعاليمه علمه وتطور ت اوروبا بفضل هذا العالم المسلم كما اثر فى عصر النهضه واستفاد من علمه فلاسفه وعلماء غربين كديكارت وكانط وغيرهم
ولم يكن الخوارزمى وابن سينا وحده بل هناك علماء عده اثروا فى العالم والغرب عموما ومنهم ايضا الحسن ابن الهيثم
وواصل علماء المسلمين تهذيب تلك العلوم، والإضافة عليها ولم يقفوا عند ذلك الحد بل أبدعوا واخترعوا أشياء كثيرة لم يسبقوا غليها، وبعد توقف تقدم الأمة الإسلامية لأسباب داخلية وخارجية شرع الغرب يبني حضارته العلمية على ما وقف عنده المسلمون، وفصل بين العلم والدين، ولم يكن نزيها في اقتباسه وإفادته من علوم المسلمين، حيث نسب كثيراً من اكتشافات علماء المسلمين إلى علمائه، وقليل من اعترف بسبق المسلمين في ذلك، وأكتفي هنا باعتراف علم من أعلامهم هو نيكسون ـ رئيس أمريكي سابق ـ حيث قال: (إنه بينما كانت أوربا ترتع في غياهب العصور الوسطى كانت الحضارة الإسلامية في أوج ازدهارها لقد أسهم الإسلام كثيراً في تقدم العلم والطب والفلسفة، ثم ينقل قول (ديور انت): إن المسلمين قد أسهموا مساهمة فعالة في كل المجالات وكان ابن سينا من أكبر العلماء في الطب ومثله الرازي، والبيروني، أعظم الجغرافيين، والحسن بن الهيثم أكبر علماء البصريات، وجابر بن حيان أشهر الكيمائيين

ن من أولئك الأعلام العمالقة والعلماء المكتشفين حقاً الحسن بن الهيثم ذلك العالم الذي تميز بأخلاق البحث الإسلامي الذي يجعل الحق، والعمل دليلاً من دلائل قدرة الله وبذلك توصل إلى حقائق وقعد قواعد لم يسبق إليها، وكشف عن نظريات علمية مهمة في علوم الطبيعة وبين طريقة البحث بشكل عجز عنه علماء أوروبا في القرن الثالث عشر أمثال: روجر بيكون، وليوناردو، وغيرهم ممن يعتبرهم الأوروبيون مؤسسي المنهج العلمي الحديث!! ومن تلك النظريات التي سبق إليها ابن الهيثم ـ رحمه الله ـ علم المناظر، أو الضوء والإشعاع وبينهما من خلال تجارب علمية دقيقة واضحة.
تخصصه:
مهندس له في فنون الهندسة وآراء ومؤلفات، وفلكي، ورياضي، بارع وطبيب حاصل على الإجازة في الطب، له تصانيف عديدة، بلغ خبره الحاكم الفاطمي – صاحب مصر – ونقل إليه قوله: ( لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملاً يصلح به النفع في كل حالة من حالاته، فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال، وهو في طرف الإقليم المصري)، فدعاه الحاكم إليه، وخرج للقائه، وبالغ في إكرامه، ثم طالبه بما وعد من أمر النيل، فذهب في بعثة علمية حتى بلغ الموضع المعروف بالجنادل (قبلي مدينة أسوان) فعاين ماء النيل واختبره من جانبيه وضعف عن الإتيان بشيء جديد في هندسته، واعتذر بما لم يقنع الحاكم، فولاه بعض الدواوين فتولاها خائفاً، ثم تظاهر بالجنون، فضبط الحاكم ما عنده من مال ومتاع وأقام له من يخدمه، وقيد وترك في منزله . فلم يزل إلى أن مات الحاكم، فأظهر العقل، وخرج من داره، فاستوطن قبة على باب الجامع الأزهر، وأعيد إليه ماله فانقطع للتصنيف والإفادة إلى أن توفي .
ولعل لاعتذاره سبباً وملابسات منعته مما أراد . والله أعلم .
وواضح أنه كان يقصد بتلك الفكرة ـ التي لم تخرج إلى حيز العمل ـ بناء السد العالي وذلك لقوله: (فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عال، وهو في طرف الإقليم المصري)، بل إن الدكتور أحمد شوقي الفنجري يؤكد ذلك فيقول:
هناك اختار الحسن بن الهيثم الموقع لإقامة السد، وهو نفس الموقع الذي أصبح فيما بعد السد العالي) ثم يعتذر عنه ـ ولا يبعده الصواب في ذلك ـ فيقول: (ولكن ابن الهيثم بعد طول الدراسات والتجارب تبين أنه من المستحيل بناء سد على النيل بهذه الضخامة وبإمكانات ذلك العصر اليدوية، وأن ذلك يحتاج إلى معدات هائلة ومتطورة) .
ويكفي في هذا أنه سبق إلى فكرة السد العالي التي يعدها اليوم الحكام المصريون والروس من أكبر مفاخرهم .
أعماله العلمية:
ألف ابن الهيثم كتباً كثيراً قاربت المائة، وقيل إن ما كتبه من كتب ورسائل في شتى فروع المعرفة بلغ مائتين وسبعاً وثلاثين (237)، أكتفى بذكر بعضها:
فمن مؤلفاته:
*المناظر – مخطوط – نشرت ترجمته إلى اللاتينية سنة 1572م – وكان لها – كما يقول سوتر H. Suter أثر بالغ في تعريف الغربيين بهذا العلم في العصور الوسطى، ففي قسم الأعلام من المنجد أن ابن الهيثم اشتهر بكتابة: (المناظر) في البصريات وأفاد منه علماء الغرب.
*كيفية الإظلال، ترجم إلى الألمانية ونشر بها مختصراً .
*الشكوك على بطليموس . رسالة مخطوطة .
*الأخلاق – رسالة مخطوطة – قال عنها البيهقي: ما سبقه بها أحد .
*ومساحة المجسم المتكافئ، نشر بالألمانية .
*الأشكال الهلالية، مخطوط .
*تربيع الدائرة، مخطوط .
*شرح قانون أقليدس، مخطوط .
*مساحة الكرة، مخطوط .
*المرايا المحرقة . ترجم إلى الألمانية ونشر بها .
*تفسير المقالة العاشرة لأبي جعفر الخازن .
*ارتفاعات الكواكب .
*مقدمة ضلع المسبع .
*خواص الثلث من جهة العمود .
وقد ألف ابن الهيثم في البصريات ما يقرب من أربعة وعشرين موضوعاً بين كتاب ورسالة ومقالة .
الوسطى، ومن علماء البصريات القلائل في العالم كله .
وقال عنه الأستاذ جون دبزوندبرناك – رئيس قسم الفيزياء بكلية بيركبك بجامعة لندن: ( ويعتبر كتاب المناظر لابن الهيثم هو أول دراسة علمية جادة في موضوع الضوء، وابن الهيثم وغيره من علماء العرب، هم أول من فهم موضوع انعكاس الضوء بالمفهوم الجديد، وبمرور الضوء خلال الأجسام المشفة، الأمر الذي كان له الفضل في إرساء قواعد علم البصريات ) .

لقد اثرى الحياه الغربيه فاستقى الغرب من علمه وفنونه فى البصريات والرياضه ونهضت اوروبا على يديه علميا وادبيا كغيره من علماء الاسلام وحينما يقيم التاريخ ابن الهيثم يصفه بالفخر وحينما يقيمه شيوخ الفضائيات اليوم يصفونه بالزنديق فهو الرجل الذى خالط المجوس وتعامل مع الكفار والف لهم وبرع فى فنونهم وهو الرجل الذى استعمله الجن ليفسد البشريه كما انه رجل ضال درس فلسفات الكفارونسوا فى غمره هذا كله ان الايمان بالله مساله قلبيه لا يستطيع ان يعرفها شيوخ الفضائيات ولا العسكر وان الاسلام لم يحرم العلم بل دعا اليه وفضله وان ما يقولونه محض تخلفلا يرقى الى ذى بال

وكما ان جاء فى طليعه العلماء المسلمين الذين تعترف اوروبا بفضله عليهم فى نهضتها جاء الرازى الطبيب معلما وصاحب عراقه وعلم رائع

هو أبو بكر محمد بن زكريا المعروف بالرازي، ولد جنوبي طهران سنة 865م وفي الثلاثين من عمره انتقل إلى بغداد واستقر بها، عايش الخليفة العباسي عضد الدولة وتتلمذ في علوم الطب على يد علي بن زين الطبري (صاحب أول موسوعة طبية عالمية "فردوس الحكمة" )، والفلسفة على يد البلخي.
كان الرازي أيام عصره متقناً لصناعة الطب، عارفاً بأوضاعها وقوانينها، تشدّ إليه الرحال لأخذها عنه، صنَّف الكثير من الكتب القيِّمة، وترك بصمات هامة في تاريخ الأدب الطبي، والألقاب التي أُطلقت عليه تعبِّر بشكل صريح عن عبقرية هذا العالِم وتميّزه، ومن هذه الألقاب: أمير الأطباء، أبقراط العرب، جالينوس العرب، منقذ المؤمنين
ترك الرازي مكتبة غنية وإنتاجاً غزيراً إذ بلغت مؤلفاته مائتين وواحدا وسبعين كتاباً، أكثرها في الطب وبعضها في الكيمياء والعلوم الطبيعية والرياضيات والمنطق والفلسفة والعلوم الدينية والفلك، وأعظم مؤلفاته وأشهرها على الإطلاق كتاب * "الحاوي في الطب" الذي سجَّل فيه الطب الهندي والفارسي والعربي مع سجل كبير من الحالات السريرية المتميزة، ووضع فيه تجاربه الشخصية لدعم النظريات السابقة أو لدحضها، ويقع الكتاب في ثلاثين جزءا تتضمن ذكر الأمراض ومداواتها مما هو موجود في سائر الكتب الطبية التي صنفها السابقون ومن أتى بعدهم حتى أيامه، ومن جليل فضله أنه كان ينسب كل شيء نقله إلى صاحبه، وهذا يدل على مبلغ أمانته العلمية واعترافه بفضل المتقدمين، ويذكر المؤرخ ماكس مايرهوف أنه في عام 1500م كان هناك خمس طبعات لكتاب الحاوي مع عشرات الطبعات لأجزاء منه. وله أيضا كتب أخرى قيمة منها:
* كتاب "المنصوري" في علم الطب كتبه للمنصور بن إسحاق صاحب خراسان، وفي هذا الكتاب توخى الرازي الاختصار فجعله عشرة أجزاء، لذلك رغب المترجمون به وترجموه عدة مرات إلى اللاتينية والإنكليزية والألمانية والعبرية.
* رسالته الرائعة في "الجدري والحصبة" تعتبر من أروع الرسائل العلمية المفصلة في وصف هذين المرضين ووضع التشخيص التفريقي بينهما وكيفية علاجهما، وهي دراسة مبنية على مشاهدات وملاحظات شخصية تنمُّ عن صبر وطول أناة، وتعتبر الأولى من نوعها بالنسبة للأمراض الإنتانية، فقد وصف فيها الحصبة والجدري بدقة متناهية وذكر الأعراض والتشخيص التفريقي بينهما، وأوصى بالانتباه أثناء الفحص إلى القلب والنبض والتنفس والمفرزات والحرارة العالية التي ترافق الاندفاعات، كما أكد على حماية العينين والوجه والفم لتحاشي التقرحات، طبع هذا الكتاب أكثر من 40 مرة في أوروبا وبلغات عديدة.
* كتاب "لمن لا يحضره طبيب"، عبارة عن كتاب شعبي يُسهب في وصف العلل وأعراضها وعلاجها بالأدوية والأعشاب التي يمكن أن تتوفر في كل منزل، وعُرف هذا الكتاب بـ "طب الفقراء".
كتاب "الأسرار في الكيمياء" هذا الكتاب بقي لمدة طويلة مرجعاً أساسياً لمدارس الغرب والشرق.
هذا بالإضافة إلى أكثر من 200 كتاب في الطب، لذلك وصف "أ. براون" الرازي قائلاً: إنَّه من أقدر الأطباء المسلمين وأكثرهم ابتكاراً وأعظمهم إنتاجاً.

وأما ابتكاراته الطبية والعلمية فنذكر منها:
* الرازي هو أول من أدخل الملينات في علم الصيدلة، وهو أول من اعتبر الحمى عرضاً وليست مرضاً.
* وهو أوَّل من ابتكر طريقة أخذ المشاهدات السريرية ومراقبة المريض وتسجيل ما يبدو عليه من أعراض، ليستنتج من ذلك أحواله وتطورات مرضه.
* للرازي طرائق هامة في الطب التجريبي تضمَّنها كتاب الحاوي، منها مثلاً أنه كان يعطي القردة الزئبق أو مغليات بعض الحشائش أو أدوية معينة، ثم يراقب آثار تلك الأدوية عليها ويسجل مشاهداته.
* اهتمَّ الرازي اهتماماً كبيراً بالأمراض النفسية وارتباط التأثيرات النفسية على مجمل الصحة العامة.
* وهو أول من خاط جروح البطن بأوتار العود.
* وهو أول من عالج الخراجات بالخزام.
* له في الكيمياء اكتشافات هامة أهمها حمض الكبريت وكان يسميه زيت الزاج.
* أول من استقطر المواد السكرية والنشوية المتخمرة واستحصل منها على الكحول.
*اشتغل الرازي بتعيين الكثافات النوعية للسوائل وصنف لقياسها ميزاناً خاصاً أطلق عليه اسم "الميزان الطبيعي".
إطلالة على بعض آراء وأفكار الرازي: عندما أراد الخليفة بناء المستشفى العضدي عهد إليه اختيار الموقع الملائم، فابتكر طريقة لا تزال محل إعجاب الأطباء، حيث عمد إلى وضع قطع من اللحم في أنحاء مختلفة من بغداد، ثم أخذ يراقب السرعة التي تنتن فيها القطع وتتبدَّل رائحتها، وبطبيعة الحال كانت أنسب الأماكن أقلها سرعة في التعفن والفساد.
ينبغي على الطبيب أن يوهم مريضه بالصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك، لأن مزاج الجسم مرتبط بمزاج النفس.
كان الرازي يزرع في نفوس تلاميذه بذور الفضيلة وحسن الأخلاق، كما اعتبر الشعوذة والمتاجرة تدنيساً للرسالة المقدسة، وكان يحثهم على معالجة المرضى الميؤوس منهم والاهتمام الزائد بهم، وأن يبثوا في مرضاهم روح الأمل وقوة الحياة.
كما أنه أعطى للمنطق دوراً بارزاً، وفي كتابه "الطب الروحاني" يتحدث عن العقل ويعتبره من أعظم نعم الله وأرفعها قدراً، ويقول:"...لا نجعله وهو الحاكم محكوماً، ولا وهو الزمام مزموماً، ولا نسلِّط عليه الهوى الذي هو آفته ومكدره، والحائد به عن سننه ومحجَّته وقصده واستقامته، بل نروضه ونذلله، ونحوله ونجبره عن الوقوف عند أمره ونهيه...".
ومن أقواله: الحقيقة في الطب غاية لا تدرك، والعلاج بما تنصّه الكتب دون المهارة والحكمة خطر. ويقول: من تطبب عند كثير من الأطباء، يوشك أن يقع في خطأ كل واحد منهم.
خاتمة: عاش هذا العبقري أيامه الأخيرة في فقر مدقع، لكن شهرته بقيت تجوب الآفاق، واسمه بقي لامعاً في سجل الخالدين، فنرى أنَّ الملك الفرنسي الشهير "لويس الحادي عشر" قد دفع الذهب الوفير وبطيب خاطر لينسخ له أطباؤه نسخة خاصة من كتاب الحاوي كي يكون لهم مرجعاً إذا أصابه مرض ما، والشاعر الإنكليزي القديم "جوفري تشوسر" يأتي على ذكر الرازي في إحدى قصائده المشهورة في كتابه "أقاصيص كونتربري"، وأطلقت جامعة بريستون الأميركية اسمه على أكبر أجنحتها تقديراً له، وفي كلية الطب بجامعة باريس نجد نصباً تذكارياً للرازي مع صورة له في شارع سان جرمان، كما ويطلق اسمه على الكثير من مستشفيات وقاعات التدريس والساحات في الدول العربية والإسلامية.
مما يجدر ذكره في نهاية هذه العجالة السريعة التي تخص علماً من أعلام الحضارة العربية الإسلامية وعبقرياً من عباقرة التاريخ الذين خُلِّدوا في سجل الحضارة الإنسانية، أن اسم الرازي يزيِّن الكثير من كتب الغرب ويُعرف في اللغات الأجنبية باسم ( رازيس Rhazes ).
لقد كان الرازى بارعا فى الطب ونشرت موسوعاته وكتبه وعلمه فى جامعات اوروبا ونهضت اوروبا علمبا واقتصاديا على يديه هو وغيره من علماء الاسلام الا ان شيوخ الفضائيات كما اعتدنا وغيرهم من القدامى الذين يهتمون كثيرا بالتنقيب عن الدواخل واسرار النفس البشريه كانهم مكلفين من الله تعالى والعياذ بالله بمحاسبه الناس والبحث فى نياتهم للحكم عليهم يسمونه حاويا وساحرا وكما ان الساحر كافر بالاجماع فهو كافر لا ضير وقد اختصهم الله تعالى بالكشف عليه والبحث فى اصبه وفصله فقالو انه كان هنديا او كان فارسيا او كان او كان حتى ينزعوا منه صفه المسلم اعاذنا الله من العلماء المضلين الذين لا يعرفون خلقا ولا دين
والحقيقه ان ابن الهيثم الرجل العفاريتى الذى ذكرناه سلفا والرازى الساحر الذى كان يتعامل بالسحر وكان تاتيه الجان من كل مكان ليقولا له لا تكفر انما نحن فتنه وغيرهم من العلماء المسلمين كان لهم ابلغ الاثر فى نهضه العالم الغربى فى الوقت الذى نحن فيه جهلاء عملاء خونه نتسول القمح والغاز والثوب من اوروبا ونتسول الحريه والديمقراطيه التى تعلمها الغرب من علماءنا الشياطين سالفى الذكر المنبوذين عندنا والمكرمين عند الغرب
وياتى دور عالم اخر لا يقل شانا عن من سبقوه ليؤكد للعالم مدى عظمه الاسلام وعلماءه وهو جابر بن حيان
هو جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي الطوسي. أبو موسى، أو أبو عبد الله. كان معروفا بالصوفي لزهده. وهو المعروف في العالم اللاتيني المثقف خلال القرون الوسطى باسم (geber) . له العديد من الإسهامات في حقل الكيمياء ويعتبر بحق ابو الكيمياء .

إسهاماته:

ـ درس ابن حيان مركبات الزئبق ووضع أبحاثا في التكلس وإرجاع المعدن إلى أصلها بالأوكسجين.

ـ أما شهرته الحقيقية فتعود إلى تمكنه من اكتشاف أن الزئبق والكبريت عنصران مستقلان عن العناصر الأربعة التي قامت عليها فكرةالسيمياء اليونانية القديمة.

ـ كما تميز باعتماده على التجربة العلمية، ووصفه خطوات عمل التجارب وكميات المواد والشروط الأخرى. فوصف التبخير والتقطيروالتساميوالتكليسوالتبلور.

ـ كما ابتكر عددا من الأدوات والتجهيزات المتعلقة بهذه العمليات وأجرى عليهاتحسينات أيضا، وامتدت إنجازاته إلى تحضير الفلزات وتطوير صناعة

لفولاذ،وإلى الصباغة والدباغة وصنع المشمعات واستخدام أكسيد المنغنيز لتقويمالزجاج ، ومعالجة السطوح الفلزية لمنع الصدأ، وتركيب الدهانات وكشف الغشفي الذهب باستخدام الماء الملكي، وتحضير الأحماض بتقطير أملاحها. ومنالمواد التي حضرها جابر كبريتيد الزئبق ، وأكسيد الزرنيخ ، وكبريتيدالحديد الكبريتيك ، وملح البارود. كما كان أول من اكتشف الصودا الكاوية،واخترع من الآلات البواتقوالإنبيقوالمغاطس المائية والرملية.

ـ ومنالجانب الكمي أشار جابر إلى أن التفاعلات الكيميائية تجري بناء على نسبمعينة من المواد المتفاعلة والتي توصل بموجبها الباحثون فيما بعد إلىقانون النسب الثابتة في التفاعلات الكيميائية. كما توصل إلى نتائج هامة فيمجال الكيمياء من أهمها زيادة ثقل الأجسام بعد إحمائها. وقد استطاع أن يضعتقسيما جديدا للمواد المعروفة في عصره فقسمها للفلزات كالحديد والنحاس،واللافلزات وهي المواد القابلة للطرق، والمواد الروحية كالنشادر والكافور
.
قال عنه الفيلسوف الإنكليزي (باكون) : (إنجابربن حيان هو أول من علم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء) . وقال عنهالعالم الكيميائي الفرنسي (مارسيلان برتلو m.berthelot ) المتوفى سنة 1907هـ في كتابه (كيمياء القرون الوسطى) : (إن لجابر بن حيان في الكيمياء مالأرسطو في المنطق) . كانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدرساتالكيميائية وأكثرها أثرا في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وقدانتقلت عدة مصطلحات علمية من أبحاث جابر العربية إلى اللغات الأوروبية عنطريق اللغة اللاتينية التي ترجمت أبحاثه إليها
لقد كان ابن حيان بارعا فى الكيمياء واجاد واخترع ونهضت اوروبا والعرب وقته اجل ازدهار واليوم وعند العض قديما نجد ان هواه المؤرخين ممن عندهم مراهقات فكريه يسمونه الملعون والمطرود من رحمه الله لانه اشتغل بعلم الكيمياء العلم الاباليسى فقد كان ابن حيان صديقا للفراعنه لانه تكلم عن الزئبق ووالاه اهتمامه العلمى فقد كان ياتى مقبره السيد احمس او العقيد اخناتون ليلتمس منهم الرحمه والمغفره حتى يفتحوا له المقابر حتلا يسرق جهدهم فى علم التحنيط والزئبق لينشره للعالم حتى انهم طلبوا منه ان يؤمن بالفرعون حتى يعطوه السر فامن به
تلك الخرافات لم تزل عالقه فى عقول بعض المؤرخين والكتاب والشيوخ ممن لا يعترفون الا بالنصوص وظاهرها ويسمون انفسهم اتباع السلف وانهم يتبعون النبى الامى محمد صلى الله عليه وسلم وان ابن حيان كان يتبع فرعون فشتان ويبحثون الامر ما معنى كيمياء ليرد اخر شغل عفاريت وسحر ودجل ومن ياتى عرافا او دجالا كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم
لقد سقط فكرهم الضال المنحرف لنجد ان اوروبا نهضت واصبحنا نحن اغبياء جهله لاننا اهملنا هؤلاء العلماء العباقره والغرب احتفل بهم واستفاد منهم فاصبحنا نداس بالنعال تحت اقدامهم ولا نجد رغيف الخبز
وتمسكنا بخرافات من هنا وهناك لكن التاريخ لم يظلمه بل احتفل به كما اوروبا التى كان ابن حيان وغيره من اسباب نهضتها وخروجها من الظلام الى النور 
وأما ابن رشد الحفيد فقد كان عالما من كبار العلماء، وكتابه بداية المجتهد يدل على غزارة علمه وكونه خبيرا بالأدلة وأقوال القهاء، ولكنه اشتغل بالفلسفة وكان ينافح عن أقوال الفلاسفة وهذا هو ما نقمه عليه أهل العلم، وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه كان ينفي بعض الصفات ويميل لمذهب الباطنية.وقد ترجم له الذهبي في السير فقال:

ابن رشد الحفيد العلامة فيلسوف الوقت أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن شيخ المالكي أبي الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد القرطبي،

مولده قبل موت جده بشهر سنة عشرين وخمس مائة،

عرض الموطأ على أبيه وأخذ عن أبي مروان بن مسرة وجماعة، وبرع في الفقه وأخذ الطب عن أبي مروان بن حزبول ثم أقبل على علوم الأوائل وبلاياهم حتى صار يضرب به المثل في ذلك.
وأنه سود في ما ألف وقيد نحوا من عشرة آلاف ورقة ومال إلى علوم الحكماء فكانت له فيها الإمامة وكان يفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه مع وفور العربية وقيل كان يحفظ ديوان أبي تمام والمتنبي.

وله من التصانيف بداية المجتهد في الفقه والكليات في الطب ومختصر المستصفى في الأصول ومؤلف في العربية. وولي قضاء قرطبة فحمدت سيرته.

قال ابن أبي أصيبعة في تاريخ الحكماء كان أوحد في الفقه والخلاف وبرع في الطب وكان بينه وبين أبي مروان بن زهر مودة وقيل كان رث البزة قوي النفس لازم في الطب أبا جعفر بن هارون مدة، ولما كان المنصور صاحب المغرب بقرطبة استدعى ابن رشد واحتزمه كثيرا ثم نقم عليه بعد يعني لأجل الفلسفة،

وله شرح أرجوزة ابن سينا في الطب والمقدمات في الفقه،

كتاب الحيوان، كتاب جوامع كتب أرسطوطاليس، شرح كتاب النفس،
كتاب في المنطق، كتاب تلخيص الإلهيات لنيقولاوس، كتاب تلخيص ما بعد الطبيعة لأرسطو،
كتاب تلخيص الاستقصات لجالينوس،
ولخص له كتاب المزاج وكتاب القوى وكتاب العلل وكتاب التعريف وكتاب الحميات وكتاب حيلة
ولخص كتاب السماع الطبيعي،
وله كتاب تهافت التهافت وكتاب مناهج الأدلة في الأصول،
وكتاب فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال ،
كتاب شرح القياس لأرسطو، مقالة في العقل مقالة في القياس، كتاب الفحص في أمر العقل، الفحص عن مسائل في الشفاء، مسألة في الزمان، مقالة فيما يعتقد المشاؤون وما يعتقده المتكلمون في كيفية وجود العالم، مقالة في نظر الفارابي في المنطق ونظر أرسطو، مقالة في اتصال العقل المفارق للإنسان، مقالة في وجود المادة الأولى، مقالة في الرد على ابن سينا، مقالة في المزاج، مسائل حكمية، مقالة في حركة الفلك كتاب ما خالف فيه الفارابي أرسطو.

قال شيخ الشيوخ ابن حمويه لما دخلت البلاد سألت عن ابن رشد فقيل إنه مهجور في بيته من جهة الخليفة يعقوب لا يدخل إليه أحد لأنه رفعت عنه أقوال ردية ونسبت إليه العلوم المهجورة ومات محبوسا بداره بمراكش في أواخر سنة أربع. وقال غيره مات في صفر وقيل ربيع الأول سنة خمس. ومات السلطان بعده بشهر.

فيلسوف وعالم وطبيب ومفكر تبوأ مكانة مميزة بين أقرانه من العلماء، وله كنز ضخم من المؤلفات، تولى القضاء في كل من أشبيلية وقرطبة، وقام بشرح كتاب أرسطو فأجاد في ذلك، وأصبح له الفضل في انتشار فلسفة أرسطو بين دول أوروبا في العصور الوسطى، وأطلق عليه الشاعر الإيطالي دانتي لقب "الشارح الأكبر".
جاء ابن رشد لينتهج منهج الجد والوالد في العلم والمناصب فدرس القرآن الكريم، ثم درس الموطأ للإمام مالك واطلع على فقهه، وحصل العلوم العربية والإسلامية، وأقبل على دراسة الطب على أبي جعفر بن هارون، كما درس الفلسفة والحكمة وعلم الكلام والرياضيات والمنطق وأنكب على الكتب يقرأ وينهل من العلوم المختلفة.
وقد اتصل ابن رشد بكبار مفكري وعلماء عصره مثل الفيلسوف والوزير ابن طفيل، وكان على صلة وثيقة بالطبيب ابن زهر، كما اتصل ابن رشد بأسرة الموحدين وذلك عندما رحل إلى مراكش عام 548ه بناء على دعوة من عبد المؤمن بن علي أول ملوك الموحدين وذلك ليدلي برأيه في إنشاء عدد من المدارس بمراكش.

كان لابن طفيل الطبيب والفليسوف الفضل في اتصال ابن رشد بالخليفة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن والذي عرف عنه اهتمامه بالعلم والعلماء وتقريبهم منه، بالإضافة لاهتمامه بجمع كتب العلم والفلسفة من أقطار المغرب والأندلس.
تقرب ابن رشد من الخليفة أبي يعقوب والذي أراد اختباره ذات مرة في أحد المسائل الفلسفية، فارتبك أبن رشد في بادئ الأمر ثم طمأنه الأمير وفتح أمامه المجال للحديث، فانطلق ابن رشد في شرح ما سئل فيه، فنال إعجاب الخليفة الذي اسند إليه بعد ذلك مهمة شرح كتاب أرسطو، كما قلده منصب القضاء بإشبيليه عام 565ه، وظل ابن رشد في هذا المنصب لمدة عامين قبل أن يعود مرة أخرى إلى قرطبة ويتابع شروحه في كتاب أرسطو.
حظي ابن رشد بمكانة مميزة عند الخليفة والذي كان يستعين به للقيام بعدد من المهام الرسمية، وفي إطار ذلك تنقل ابن رشد بين كل من مراكش وإشبيليه وقرطبه، مهمة أخرى أوكلها إليه أبو يعقوب عندما دعاه إلى مراكش ليكون طبيبه الخاص، ثم ولاه منصب القضاء بقرطبة.



كثرة الحاقدين
نال ابن رشد مكانة عظيمة في عصره وذلك لعلمه أولاً ثم
المناصب التي تقلدها وقربه من الخليفة أبي يعقوب يوسف، واستمرت مكانة ابن رشد المميزة بل أنها زادت عقب وفاة الخليفة أبو يعقوب يوسف وتولي ابنه أبو يوسف المنصور الحكم، فقربه الأمير منه ورفعه وميزه، وكما زادت مكانة ابن رشد زاد الحاقدين والخصوم من الفقهاء الذين كانوا ناقمين على الفلاسفة والعلماء يريدون الإطاحة بهم وإبعادهم وذلك لكي يستعيدوا المكانة التي كانوا يحظوا بها أيام حكم المرابطين.
وقد ظل حقد هؤلاء يسعى وراء ابن رشد حتى نجحوا في الكيد له عند الأمير، واتيحت لهم الفرصة عندما حضر الخليفة المنصور إلى بلاد الأندلس لمحاربة جيوش ألفونس ملك الأسبان عام 591ه ، وعندما وصل الأمير عقب انتصاره أمر باعتقال ابن رشد ونفاه إلى أليسانة وهي قرية كانت لليهود واحرق كتبه، وأصدر قراراً للمسلمين بمنع قراءة كتب الفلسفة أو التفكير في الاهتمام بها وهدد بمعاقبة من يخالف أمره.
وبعد أن نفي ابن رشد لفترة أصدر الخليفة قراره باستدعاء ابن رشد إلى مراكش والعفو عنه عام 595ه إلا أن ابن رشد لم ينعم بالعفو كثيراً حيث جاءت وفاته في نفس العام، فدفن في مراكش ثم نقلت رفاته بعد ذلك إلى مسقط رأسه بقرطبة.



محنة ابن رشد
تباينت أراء المؤرخون حول الأسباب التي أدت لمحنة ابن رشد بعد المكانة التي حظى بها في عصره، فقد أرجع البعض سبب غضب الأمير عليه إلى تبسطه في الحديث مع الخليفة، وارجع البعض الأخر السبب إلى ميل ابن رشد إلى حاكم قرطبة والذي كان أخاً للمنصور أبي يوسف، وسبب أخر ذكره المؤرخون هو أن أعداء ابن رشد الذين حسدوه لمكانته ورفعته في بلاط الخليفة قد دسوا عليه بعض العبارات التي تشهد بإلحاده، فقيل أنه أنكر بعض ما ورد من القصص عن الأمم التي خلت وجاء ذكرها في القرآن الكريم.
ومما يؤكد الرأي الأخير أن المنصور عاد مرة أخرى فعفا عنه وأحسن إليه، ولو كان السبب في غضب الخليفة إليه يرجع لإلحاد ابن رشد وإنكاره لقصص الأولين التي وردت في القرآن الكريم ما كان عفى عنه الخليفة.




الإرث العلمي


ترك ابن رشد كم هائل من الكتب والمؤلفات والتي تعتبر إرث علمي قيم لمن يأتي من بعده من العلماء، قال ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء أنها خمسون كتاباً، وذكر رينان أنها ثمانية وسبعون بين كتاب ورسالة، وضاع جزء كبير من كتب ابن رشد نتيجة للزمن والمحنة التي مر بها ونتج عنها حرق عدد من كتبه وإتلافها.
وتنقسم كتب ابن رشد إلى قسمين الأول يضم شروحاته لأراء فلاسفة اليونان وكتبهم مثل أفلاطون، وجالينوس وأرسطو وبطليموس، أما القسم الثاني فيضم المصنفات المبتكرة في الفلسفة، وكتابه الكليات في الطب والذي أتى منافساً لكتاب القانون لأبن سينا.
نذكر من شروحاته وملخصاته: جوامع سياسة أفلاطون "تلخيص كتاب الجمهورية"، ومن الكتب المشروحة لأرسطو جامع الطبيعيات والإلهيات " لخص قسماً من الحيوان"، وتلخيص عدد من الكتب مثل المنطق، البرهان، السماع الطبيعي، السماء والعالم، العقل والمعقول، الكون والفساد، الآثار العلوية، الخطابة وكتاب الشعر، ما بعد الطبيعة، الأخلاق، النفس، وشرح عدد من الكتب مثل القياس، البرهان، النفس السماء والعالم، السماع الطبيعي، تفسير ما بعد الطبيعة، ومن الكتب المشروحة لإسكندر الفردوسي شرح مقالة في العقل.
وله العديد من الشروحات، والتلخيصات الأخرى مثل تلخيص كتاب الإلهيات لنيقولاس الدمشقي، تلخيص كتاب المجسطي في الفلك لبطليموس، تلخيص كتاب القوى الطبيعية وكتاب العلل والأمراض وكتاب الحميات وكتاب المزاج لجالينوس، وتلخيص المقالات الخمس الأولى من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس، وتلخيص كتاب الأسطقسات لنفس المؤلف.
مقالة في ما خالف الفارابي لأرسطو في كتاب البرهان من ترتيبه وقوانين البراهين والحدود، الفحص عن مسائل وقعت في العلم الإلهي في كتاب الشفاء لابن سينا، الرد على ابن سينا في تقسيمه الموجودات إلى ممكن على الإطلاق وممكن بذاته وإلى واجب بغيره وواجب بذاته، شرح أرجوزة ابن سينا في الطب، مختصر المستصفى للغزالي، شرح رسالة اتصال العقل بالإنسان لابن باجة.
أما كتبه التي ألفها في الفقه وعلم الكلام والمنطق والجدل الفلسفي فهي:فصل المقال وتقرير ما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، بداية المجتهد ونهاية المقتصد، شرح عقيدة المهدي، الضروري في المنطق وغيرها الكثير.


تهافت التهافت

كتابي ابن رشد والغزالي

يعد كتاب ابن رشد "تهافت التهافت" هو أحد الكتب الهامة التي وضعها للرد على كتاب ( أبى حامد الغزالي
) تهافت الفلاسفة" فقد وضع الغزالي كتاب "مقاصد الفلاسفة" والذي قام فيه بعرض مذاهب الفلاسفة والرد عليها وبيان تهافتها، ثم قام بتفنيدها في كتابه الأخر "تهافت الفلاسفة" والذي وصف فيه الفلاسفة بالتناقض في الرأي والظن السوء بالله، مظهراً قصورهم عن إثبات الحقائق نفسها بقوة البرهان، كما حاول إبطال ما يدعون وتوضيح ضعف عقيدتهم، وذلك بأسلوب جدلي يستند للدين أحياناً وللفلسفة أحياناً.
وقد رد ابن رشد على كل هذا من خلال كتابه "تهافت التهافت" فوصفه بالقصور والتشويش على الفلاسفة، فقد تحدث ابن رشد في هذا الكتاب عن التوفيق بين الدين والفلسفة وعن الفلسفة الطبيعية والفلسفة الإلهية، وقد استعمل ابن رشد نفس الاسم الذي استعمله الغزالي لكتابه إلا أنه لم يضفه إلى الغزالي فيقول "تهافت الغزالي" كما قال الغزالي "تهافت الفلاسفة" ولكنه اسماه "تهافت التهافت" لأن هذه التسمية قد تعني تناقض الغزالي في جانب من جوانبه.



تمسك ابن رشد الشديد بالعقلانية لم يحل دون اهتمامه بالدين، نظراً لعدة ظروف تاريخية تجسدت في السيطرة، التي بلغت ذروتها لعلماء الكلام والفقهاء على الحياة الفكرية والسياسية في عصر ابن رشد، وفي هجوم الغزالي على الفلسفة وعلى الفلاسفة


حظي ابن رشد، ومازال يحظى، باهتمام كبير من طرف الدارسين والباحثين والمؤرخين سواء في الشرق أو في الغرب، فدرست أعماله وتأثيراته في الفلسفة الوسيطة، خاصة منذ من منتصف القرن العشرين المنصرم، من قبل بعض المستشرقين، كان في مقدمتهم رينان في كتابه الشهير عن «ابن رشد والرشدية»، الذي وضع فيه الخطوط العريضة لسلسلة هائلة من الدراسات.


ثم توالت الدراسات من طرف مؤرخي فلسفة العصور الوسطى، الذين راحوا يهتمون بابن رشد وبأثره في فلسفة العصور الوسطى. وفي هذا السياق تتناول مؤلفة هذا الكتاب أثر ابن رشد في فلسفة العصور الوسطى، وتستند إلى ما قدمه رينان من جهد كبير، مسح من خلاله جل المخطوطات المتعلقة بالموضوع، وما قدم من لمحات عديدة حول الموضوع، فكانت تلك اللمحات سليمة حيناً، خاطئة أحياناً نتيجة لندرة المنشور والمحقق من المخطوطات في هذا المجال وقت ذاك. وتعتبر أن أبرز أخطاء رينان هو اعتباره المدرسة الفرنسيسكانية رشدية النزعة واعتبارها معقلاً من معاقل الرشدية اللاتينية في القرن الثالث عشر.


و
تنظر المؤلفة إلى ابن رشد، بوصفه فيلسوفاً عقلانياً جريئاً، جعل رسالته تفسير الحقيقة العقلية الفلسفية التي توصل إليها المعلم الأول أرسطو. وترى أن تمسك ابن رشد الشديد بالعقلانية لم يحل دون اهتمامه بالدين، نظراً لعدة ظروف تاريخية، تجسدت في السيطرة، التي بلغت ذروتها لعلماء الكلام والفقهاء على الحياة الفكرية والسياسية في عصر ابن رشد، وفي هجوم الغزالي على الفلسفة وعلى الفلاسفة، الذي ما زال ماثلاً أمام الأذهان.
وبسبب هذين العاملين وضع ابن رشد ثلاثة مؤلفات توفيقية، هي «فصل المقال»، و«منهاج الأدلة»، و«تهافت التهافت»، حاول فيها التوفيق بين الفلسفة الأرسطية، وهي الحق العقلي في نظره، وبين ما جاء في الدين الإسلامي، متأوّلاً هذا الأخير في حالة تعارضه مع ما جاءت به الفلسفة بما يحقق الوفاق بينهما.


وفي عام 1255 وضعت كلية الآداب بجامعة باريس تنظيماً لمناهج التدريس، ودخلت فلسفة أرسطو رسمياً في التعليم الجامعي، حيث وضع ألأبرت الكبير كتاب «في وحدة العقل ضد ابن رشد».


وبما أن أنه يعلم أن فلسفة أرسطو دخلت أوروبا مصطبغةً بصبغة عربية، أي متأثراً بالتأويل المادي للإسكندر الأفروديسي، لذلك أراد ألبرت الكبير من كتابه أن ينقي أرسطو قدر الإمكان من الفلسفة العربية، والرشدية على وجه الخصوص. وعليه يتضح أنه كانت هناك محاربة قوة ومتصاعدة للتيار الرشدي في الجامعات والثقافة الأوروبية، وتبلورت تلك المحاربة مع توما الإكويني عام 1269 في كتابه «في وحدة العقل رداً على الرشديين» الممثلين بسيجر برابانت.


وتلك الفترة كانت تعدّ زمن أعظم المعارك الفكرية في القرون الوسطى، والتي دفعت بأسقف باريس تومبييه إلى إصدار قرار تحريم جديد عام 1270 ضد الرشدية والمشتغلين بها، ولكن فلسفة ابن رشد استمرت في كل أنحاء أوروبا حتى القرن السابع عشر، معلنة انتصار العلمانية كحتمية لا بد منها.

وبفضل تأثير ابن رشد تجاوزت فلسفة الأكويني، حسبما يؤكد ماكسيم جورس في كتابه «ذروة الفكر في العصور الوسطى»، النمط الفكري السائد وقت ذلك الوقت، أي ذلك النمط المتمثل في خلاصات الكسندر دي هالس والقديس بونافنتورا والقديس ألبرت وموسى بن ميمون، فحقق بذلك اتجاهاً تجريبياً مادياً أرسطياً رشدياً.
لقد كان ابن رشد فيلسوفا عالما فقهيها حكيما استفاد منه الغرب فى نهضته ونحن احرقنا كتبه وانصعنا وراء الاوهام من تكفير الرجل وتغريبه ونفيه والكلام فيه ومنا من قال بانه كان زنديقا واخر انه كان منافقا وكلام من هذا القبيل ورغم التخبط فى ابن رشد من علماء الدين قديما وحديثا الا انه يظل علامه واضحه على تقدم اوروبا وانحطاطنا نحن المسلمين
الفارابى هو أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان، مدينته فاراب، وهي مدينة من بلاد الترك في أرض خراسان، وكان أبوه قائد جيش، وهو فارسي المنتسب، وكان ببغداد مدة ثم انتقل إلى الشام وأقام بها إلى حين وفاته، وكان رحمه الله فيلسوفاً كاملاً وإماماً فاضلاً قد أتقن العلوم الحكمية، وبرع في العلوم الرياضية، زكي النفس، قوي الذكاء، متجنباً عن الدنيا، مقتنعاً منها بما يقوم بأوده، يسير سيرة الفلاسفة المتقدمين، وكانت له قوة في صناعة الطب، وعلم بالأمور الكلية منها، ولم يباشر أعمالها، ولا حاول جزئياتها.
وحدثني سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي الآمدي أن الفارابي كان في أول أمره ناطوراً في بستان بدمشق وهو على ذلك دائم الاشتغال بالحكمة والنظر فيها، والتطلع إلى آراء المتقدمين وشرح معانيها، وكان ضعيف الحال حتى إنه كان في الليل يسهر للمطالعة والتصنيف، ويستضيء بالقنديل الذي للحارس، وبقي كذلك مدة، ثم إنه عظم شأنه وظهر فضله، واشتهرت تصانيفه وكثرت تلاميذه، وصار أوحد زمانه وعلامة وقته، واجتمع به الأمير سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد اللَّه بن حمدان التغلبي وأكرمه إكراماً كثيراً، وعظمت منزلته عنده وكان له مؤثراً، ونقلت من خط بعض المشايخ أن أبا نصر الفارابي سافر إلى مصر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ورجع إلى دمشق، وتوفي بها في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة عند سيف الدولة علي بن حمدان في خلافةالراضي، صلى عليه سيف الدولة في خمسة عشر رجلاً من خاصته، ويذكر أنه لم يكن يتناول من سيف الدولة من جملة ما ينعم به عليه سوى أربعة دراهم فضة في اليوم يخرجها فيما يحتاجه من ضروري عيشه، ولم يكن معتنياً بهيئة ولا منزل ولا مكسب، ويذكر أنه كان يتغذى بماء قلوب الحملان مع الخمر الريحاني فقط، ويذكر أنه كان في أول أمره قاضياً فلما شعر بالمعارف نبذ ذلك، وأقبل بكليته على تعلمها، ولم يسكن إلى نحو من أمور الدنيا البتة، ويذكر أنه كان يخرج إلى الحراس بالليل من منزله يستضيء بمصابيحهم فيما يقرؤه، وكان في علم صناعة الموسيقا وعملها قد وصل إلى غاياتها وأتقنها إتقاناً لا مزيد عليه، ويذكر أنه صنع آلة غريبة يستمع منها ألحاناً بديعة يحرك بها الانفعالات، ويذكر أن سبب قراءته الحكمة أن رجلاً أودع عنده جملة من كتب أرسطوطاليس، فاتفق أن نظر فيها فوافقت منه قبولاً وتحرك إلى قراءتها ولم يزل إلى أن أتقن فهمها وصار فيلسوفاً بالحقيقة.
ونقلت من كلام لأبي نصر الفارابي في معنى اسم الفلسفة قال اسم الفلسفة يوناني وهو دخيل في العربية، وهو على مذهب لسانهم فيلسوفاً ومعناه إيثار الحكمة، وهو في لسانهم مركب من فيلا ومن سوفيا، ففيلا الإيثار وسوفيا الحكمة،والفيلسوف مشتق من الفلسفة، وهو على مذهب لسانهم فيلسوفوس، فإن هذا التغيير هو تغيير كثير من الاشتقاقات عندهم، ومعناه المؤثر للحكمة، والمؤثر للحكمة عندهم هو الذي يجعل الوكد من حياته وغرضه من عمره الحكمة، وحكى أبو نصر الفارابي في ظهور الفلسفة ما هذا نصه قال إن أمر الفلسفة اشتهر في أيام ملوك اليونانيين، وبعد وفاة أرسطوطاليس بالإسكندرية إلى آخر أيام المرأة، وأنه لما توفي بقي التعليم بحاله فيها إلى أن ملك ثلاثة عشر ملكاً، وتوالى في مدة ملكهم من معلمي الفلسفة اثنا عشر معلماً أحدهم المعروف بأندرونيقوس، وكان آخر هؤلاء الملوك المرأة فغلبها أوغسطس الملك من أهل رومية، وقتلها واستحوذ على الملك، فلما استقر له نظر في خزائن الكتب وصنعها، فوجد فيها نسخاً لكتب أرسطوطاليس قد نسخت في أيامه وأيام ثاوفرسطس، ووجد المعلمين والفلاسفة قد عملوا كتباً في المعاني التي عمل فيها أرسطو، فأمر أن تنسخ تلك الكتب التي كانت نسخت في أيام أرسطو وتلاميذه، وأن يكون التعليم منها، وأن ينصرف عن الباقي، وحكم أندرونيقوس في تدبير ذلك، وأمره أن ينسخ نسخاً يحملها معه إلى رومية ونسخاً يبقيها في موضع التعليم بالإسكندرية؛ وأمره أن يستخلف معلماً يقوم مقامه بالإسكندرية ويسير معه إلى رومية، فصار التعليم في موضعين وجرى الأمر على ذلك إلى أن جاءت النصرانية فبطل التعليم من رومية، وبقي بالإسكندرية إلى أن نظر ملك النصرانية في ذلك، واجتمعت الأساقفة وتشاوروا فيما يترك من هذا التعليم وما يبطل، فرأوا أن يعلم من كتب المنطق إلى آخر الأشكال الوجودية، ولا يعلم مابعده، لأنهم رأوا أن في ذلك ضرراً على النصرانية، وإن فيما أطلقوا تعليمه ما يستعان به على نصرة دينهم فبقي الظاهر من التعليم هذا المقدار، وما ينظر فيه من الباقي مستوراً إلى أن كان الإسلام بعده بمدة طويلة فانتقل التعليم من الإسكندرية إلى أنطاكية، وبقي بها زمناً طويلاً إلى أن بقي معلم واحد فتعلم منه رجلان وخرجا ومعهما الكتب، فكان أحدهما من أهل حران والآخر من أهل مرو، فأما الذي من أهل مرو فتعلم منه رجلان أحدهما إبراهيم المروزي والآخر يوحنا ابن حيلان، وتعلم من الحراني إسرائيل الأسقف وقويري وسار إلى بغداد فتشاغل إبراهيم بالدين، وأخذ قويري في التعليم وأما يوحنا بن حيلان فإنه تشاغل أيضاً بدينه وانحدر إبراهيم المروزي إلى بغداد فأقام بها، وتعلم من المروزي متى بن يونان، وكان الذي يتعلم في ذلك الوقت إلى آخر الأشكال الوجودية، وقال أبو نصر الفارابي عن نفسه أنه تعلم من يوحنا بن حيلان إلى آخر كتاب البرهان، وكان يسمى ما بعد الأشكال الوجودية الجزء الذي لا يقرأ إلى أن قرئ ذلك، وصار الرسم بعد ذلك حيث صار الأمر إلى معلمي المسلمين أن يقرأ من الأشكال الوجودية إلى حيث قدر الإنسان أن يقرأ، فقال أبو نصر إنه قرأ إلى آخر كتاب البرهان.
ولأبي نصر الفارابي من الكتب شرح كتاب المجسطي لبطليموس شرح كتاب البرهان لأرسطوطاليس، شرح كتاب الخطابة لأرسطوطاليس، شرح المقالة الثانية والثامنة من كتاب الجدل لأرسطوطاليس، شرح كتاب المغالطة لأرسطوطاليس شرج كتاب القياس لأرسطو طاليس وهو الشرح الكبير شرح كتاب باريمينياس لأرسطوطاليس على جهة التعليق، شرح كتاب المقولات لأرسطوطاليس على جهة التعليق، كتاب المختصر الكبير في المنطق، كتاب المختصر الصغير في المنطق على طريقة المتكلمين، كتاب المختصر الأوسط في القياس، كتاب التوطئة في المنطق، شرح كتاب إيساغوجي لفرفوريوس، إملاء في معاني إيساغوجي، كتاب القياس الصغير، ووجد كتابه هذا مترجماً بخطه، إحصاء القضايا والقياسات التي تستعمل على العموم في جميع الصنائع القياسية، كتاب شروط القياس، كتاب البرهان، كتاب الجدل، كتاب المواضع المنتزعة من المقالة الثامنة في الجدل، كتاب المواضع المغلطة، كتاب اكتساب المقدمات وهي المسماة بالمواضع وهي التحليل، كلام في المقدمات المختلطة من وجودي وضروري، كلام في الخلاء صدر لكتاب الخطابة، شرح كتاب السماع الطبيعي لأرسطوطاليس على جهة التعليق، شرح كتاب السماء والعالم لأرسطوطاليس على جهة التعليق، شرح كتاب الآثار العلوية لأرسطوطاليس على جهة التعليق، شرح مقالة الإسكندر الأفروديسي في النفس على جهة التعليق، شرح صدر كتاب الأخلاق لأرسطوطاليس، كتاب في النواميس، كتاب إحصاء العلوم وترتيبها، كتاب الفلسفتين لفلاطن وأرسطوطاليس مخروم الآخر، كتاب المدينة الفاضلة والمدينة الجاهلة والمدينة الفاسقة والمدينة المبدلة والمدينة الضالة، ابتدأ بتأليف هذا الكتاب ببغداد، وحمله إلى الشام في آخر سنة ثلاثين وثلاثمائة، وتممه بدمشق في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وحرره ثم نظر في النسخة بعد التحرير فأثبت فيها الأبواب، ثم سأله بعض الناس أن يجعل له فصولاً تدل على قسمة معانيه فعمل الفصول بمصر في سنة سبع وثلاثين، وهي ستة فصول، كتاب مبادي آراء المدينة الفاضلة، كتاب الألفاظ والحروف كتاب الموسيقا الكبير، ألفه للوزير أبي جعفر محمد بن القاسم الكرخي، كتاب في إحصاء الإيقاع كلام له في النقلة مضافاً إلى الإيقاع، كلام في الموسيقا، مختصر فصول فلسفية منتزعة من كتب الفلاسفة، كتاب المبادئ الإنسانية، كتاب الرد على الرازي في العلم الإلهي، كتاب الرد على جالينوس فيما تأوله من كلام أرسطوطاليس على غير معناه، كتاب الرد على ابن الراوندي في أدب الجدل، كتاب الرد على يحيى النحوي فيما رد به على أرسطوطاليس كتاب الرد على الرازي في العلم الإلهي كتاب الواحد والوحدة، كلام له في الحيز والمقدار، كتاب في العقل صغير، كتاب في العقل كبير، كلام له في معنى اسم الفلسفة، كتاب الموجودات المتغيرة الموجودة بالكلام الطبيعي، كتاب شرائط البرهان، كلام له شرح المستعلق من مصادر المقالة الأولى والخامسة من إقليدس، كلام في اتفاق آراء أبقراط وأفلاطن، رسالة في التنبيه على أسباب السعادة، كلام في الجزء وما لا يتجزأ.

يعدّ الفارابي أكبر فلاسفة المسلمين، وقد أطلق عليه معاصروه لقب "المعلم الثاني" لاهتمامه الكبير بمؤلفات أرسطو "المعلم الأول"، وتفسيرها، وإضافة الحواشي والتعليقات عليها، ومن خصائص فلسفة الفارابي أنه حاول التوفيق من جهة، بين فلسفة أرسطو وفلسفة أفلاطون، ومن جهة أخرى بين الدين والفلسفة، كما أنه أدخل مذهب الفيض في الفلسفة الإسلامية ووضع بدايات التصوف الفلسفي.

ورغم شهرة الفارابي في الفلسفة والمنطق، فقد كانت له إسهامات مهمة في علوم أخرى كالرياضيات والطب والفيزياء، فقد برهن في الفيزياء على وجود الفراغ، وتتجلى أهم إسهاماته العلمية في كتابه "إحصاء العلوم" الذي وضع فيه المبادئ الأساس للعلوم وتصنيفها؛ حيث صنف العلوم إلى مجموعات وفروع، وبين مواضيع كل فرع وفوائده.
وبجانب إسهامات الفارابي في الفلسفة، فقد برز في الموسيقى، وكانت رسالته فيها النواة الأولى لفكرة اللوغارتم حسب ما جاء في كتاب "تراث الإسلام"، حيث يقول كارا دي فو (Carra de Vaux) : أما الفارابي الأستاذ الثاني بعد أرسطو وأحد أساطين الأفلاطونية الحديثة ذو العقلية التي وعت فلسفة الأقدمين، فقد كتب رسالة جليلة في الموسيقى وهو الفن الذي برز فيه، نجد فيها أول جرثومة لفكرة النسب (اللوغارتم)، ومنها نعرف علاقة الرياضيات بالموسيقى.

وتؤكد زغريد هونكه الفكرة نفسها حين تقول : إن اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع قد قربه قاب قوسين أو أدنى من علم اللوغارتم الذي يكمن بصورة مصغرة في كتابه عناصر فن الموسيقى.

سجل مؤرخو الموسيقى أن الفارابي قد طور آلة القانون الموسيقية، وأنه أول مَن قدم وصفا لآلة الرباب الموسيقية ذات الوتر الواحد، والوترين المتساويين في الغلظة، وأنه أول مَن عرف صناعة الموسيقى ومصطلح الموسيقى، وأنه قد وضع بعض المصطلحات الموسيقية وأسماء الأصوات التي لا تزال تستعمل إلى اليوم.

لفارابي صناعة التنجيم، وأظهر فساد علم أحكام النجوم في رسائل ومن أهمها رسالته العلمية: "النكت فيما لا يصح من أحكام النجوم" .

وما تبقى من مؤلفاته المنطقية والفلسفية وشروحه لأرسطو جعل منه مفكرا إسلاميا ملقبا بالمعلم الثاني وكان له أثر كبير في الفكر الأوربي والفكر العربي ومنها: الحروف . الألفاظ المستعملة في المنطق . القياس . التحليل . الأمكنة المغلطة . الجدل . العبارة ، المقولات . الفصول الخمسة لإيساغوجي . البرهان .

ومن كتبه أيضا : شرح كتاب "المجسطي" في علم الهيئة لبطليموس، و"شرح المقالتين الأولى والخامسة من كتاب إقليدس في الهندسة"، وكتاب في المدخل إلى الهندسة الوهمية، وكلام في حركة الفلك، ومقالة في صناعة الكيمياء.

وفي كتابه "إحصاء العلوم" قسم الفارابي العلوم، إلى ثماني مجموعات، ثم ذكر فروع كل مجموعة، وموضوع كل فرع منها، وأغراضه، وفوائده، وقد ترجمه جيرار الكريموني هذا الكتاب إلى اللاتينية.
وتميز الفارابي بالمنطق في فلسفته في السياسة والأخلاق ومن أشهر كتبه: "آراء المدينة الفاضلة" و"الموسيقى الكبير"، وتتمثل أرائه في أهل المدينة الفاضلة بأنه خير المدن الممكنة على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس ويقسم الكتاب إلى قسمين: قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود ونرى فيها التمييز بين الممكن والواجب، القسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة القسم الأول يقابله القسم الثاني والمدن المضادة للمدينة الفاضلة.

ويبني الفارابي المدينة على غرار الوجود بأسره، فكما للوجود مبدأ أعلى كذلك المدينة الفاضلة لها مبدأ أعلى وهو الرئيس، ويقول الفارابي إن القصد في المدينة الفاضلة الإبانة عن الجماعة التي تسود فيها السعادة والمدينة الفاضلة هي التي يطلب جميع أهلها السعادة والمدن المضادة يطلب فيها أهلها أشياء مضادة، والسعادة عند الفارابي مرتبطة بتصوره للتركيبة الإنسانية والنفس الإنسانية والسعادة تكون عندما تسيطر النفس العاقلة (وفضيلتها الحكمة) على النفس الغضبية (وفضيلتها الشجاعة) والنفس الشهوانية (وفضيلتها العفة) فيصل الإنسان للسعادة.
أما المدينة الجاهلة فهي عكس المدينة الفاضلة، يطلب أهلها السعادة الآتية من النفس الغضبية والشهوانية، والمدينة الفاسقة هي التي عرف أهلها المبادئ الصحيحة وتخيلوا السعادة على حقيقتها ولكن أفعالهم مناقضة لذلك، والمدينة المبدلة: أيضا مضادة للمدينة الفاضلة ويكون السلوك فيها فاضل ثم يتبدل، والمدينة الضّآلة التي يعتقد أهلها في الله والعقل الفعال آراء فاسدة واستعمل رئيسها التمويه والمخادعة والغرور ويصّور الله والعقل الفعال تصوير خاطئ وكانت سياسته خداع وتمويه. جعل الفارابي مجموعة سمات مميزة لأهل المدينة الفاضلة هي معرفة السبب الأول وصفاته (أي الله) معرفة العقول والأفلاك معرفة الأجرام السماوية معرفة الأجسام الطبيعية معرفة الإنسان يعرفون السعادة ويمارسونها أي معرفتهم كاملة بالوجود وبكل الموجودات وعلى رأس المدينة الفاضلة، يضع الفارابي الرئيس مثلما للوجود رئيس هو الله وللإنسان رئيس هو القلب.

والذي يقول على المدينة الفاضلة (الرئيس) له صفات: - تام الأعضاء - جودة الفهم والتصور - جودة الحفظ - جودة الذكاء والفطنة - حسن العبارة في تأدية معانيه - الاعتدال في المأكل والمشرب والمنكح - محبة الصدق وكراهية الكذب - كبر النفس ومحبة الكرامة (أي تقدير الذات) - الاستخفاف بأعراض الدنيا - محبة العدل بالطبع وكره الجور - قوة العزيمة والجسارة والإقدام - ويتوج هذه الصفات بالحكمة والتعقل التام - جودة الإقناع - جودة التخيل - القدرة على الجهاد ببدنه.

لقد اهتم الغرب بالفارابى اهتماما بالغا وانكب على فلسفته ومؤلفاته فى الحكمه والتربيه والموسيقى
وظهر لنا تاريخيا من يقول ان الفارابى ملحد وشيعى واحيانا يسمونه كاهنا او عرافا وانكب الفقهاء يتكلمون فيه ويشنعون عليه وانبرت الاقلام لتقرر فجاه ان الفارابى هو واضع فن اللهو ومنظمه وصانع الموسيقى الحرام والات اللهو كالقانون وجاء بابليس الى البشريه ليضلهم بالموسيقى العلم المحرم الذى يدخل صاحبه نار جهنم وبئس المصير وكما ان الفارابى مخترع ومجدد فى الموسيقى فهو داعى للفجور والفسق ويستحق القتل لان جاء لافساد الذوق العام ونرى الكتاب وخاصه علماء اليوم من محبى الظهور على الفضائيات لينبشوا تاريخ الرجل وليحتقروه ويسخرون منه ويرمونه بالكفر والزندقه فجاه وكانهم حراس العقيده والذين يقررون ايمان الرجل من كفره
وقد انبرى احدهم ليقرر ان الفارابى هو من دعا لنشر البهائيه واخر يدعى انه من مهد لاحتفال روبى فى دار الاوبرا والحقيقه اننا امام سيل من الخرافات التى لا تعرف الضمير فالرجل كان له وكان عليه ونحن لابد ان نستفيد منه لان الغرب انبرى فى الدفاع عنه حتى ارتقى واصبحت اوروبا بفضل الفارابى وغبره من اعظم الدول تقدما وعلما 
الادريسى/ هو عبد الله محمد الحسني من نسل الأدارسة الحموديين المعروف بالشريف الإدريسي، ولد في مدينة سبتة المغربية، ونشأ وأخذ علومه في قرطبة الأندلسية، لذا يسمى أحيانا بالقرطبي، وعاش أواخر أيامه في مدينة سبتة وتوفي فيها.
يعتبر الإدريسي من أكبر الجغرافيين والرحالة العرب، كما له مؤلفات في التاريخ والأدب وعلم النبات والفلك والشعر، قضى معظم حياته متجولاً ما بين بلدان آسيا وأوروبا وإفريقيا، إلى أن استقرّ أخيرا في بلاط ملك صقلية روجر الثاني النورماني الذي قرَّبه من بلاطه كثيراً وطلب منه أن يؤلّف كتاباً في جغرافيا العالم، وبعد خمسة عشر عاماً من العمل الدؤوب أبصر الكتاب النور وسمَّاه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، فخرج هذا الكتاب كموسوعة جغرافية قيّمة بقيت المصدر الأول لعلماء أوروبا والشرق لأكثر من ثلاثة قرون، ولأهمية هذه الموسوعة كانت من أوائل الكتب العربية التي عرفت الطباعة، وبقيت تطبع وتنشر كاملة بالعربية واللاتينية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والإنكليزية حتى عام 1957، وذكر سيبولد أنه أجرى طباعة أجزاء منها، فيقول: نشرتُ أقساماً من هذه الموسوعة مع 71 خريطة، وطبع دوزي القسم المختص بالمغرب والسودان ومصر والأندلس عام 1864 في ليدن وطبع روزون ملر وصف الشام وفلسطين في ليبسك عام 1928، وطبع أماري وغيره القسم المتعلِّق بإيطاليا عام
1885 في روما، وطبع كوندي الأصل العربي مع الترجمة الإسبانية للأقسام التي تخص جغرافية الأندلس سنة 1799 في مدريد، ويصف سيبولد الموسوعة قائلاً: إنها مبنية على الأصول العلمية والحقائق الفنية الثابتة لذلك العهد والتي لا تختلف كثيراً عمَّا هو ثابت في عهدنا هذا… .
تميَّز الإدريسي بدقة حسابه لأطوال وعروض البلاد المختلفة، فلم يكتفِ بما اتفق عليه العلماء بل لجأ إلى أساليب جديدة ليتحقق من صحة المعلومات ودقتها، لهذا استعمل ما أسماه "لوح الترسيم"، ويصف سيبولد هذا اللوح بقوله: هو لا شك تصميم جغرافي للكرة الأرضية، وبعبارة أدق هو مشروع خريطة العالم التي وضعها الإدريسي فيما بعد، لقد وضع عليها مواقع البلدان المختلفة بواسطة بركار خاص بناء على المعلومات التي جمعها، ومحققاً بعناية فائقة المواقع المذكورة واقفاً على حقيقة بعض المعلومات المتضاربة، وهذا هو الإنجاز العظيم الذي أدخله الإدريسي على خريطة العالم، فجعلها تقرب من وضعها العلمي الصحيح التي هي عليه الآن.
أراد الإدرسي أن يُخلِّد هذه الخريطة لتكون بمنأى عن عوامل التلف، لهذا طلب من الملك روجر أن يضع تحت تصرفه دائرة ضخمة من الفضة الخالصة، موضحاً طلبه بأنها: "..عظيمة الجرم، ضخمة الجسم"، وكانت بوزن 400 رطل من الفضة، وعند اكتمالها أمر العمال أن ينقشوا عليها صور الأقاليم السبعة، ببلادها وأقطارها ريفها ومواقع أنهارها وبحارها وخلجانها وما بين كلّ بلدين منها وبين غيرها من الطرقات المطروقة والأميال المحدودة والمسافات المشهودة والمراسي المعروفة، على نص ما يخرج إليهم ممثلاً في لوح الترسيم ولا يغادروا منه شيئاً ويأتوا به على هيئته وشكله كما يرسم لهم فيه… .
انصرف الإدريسي بعدما أنجز هذا العمل إلى العمل في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، الذي كان مثابة التفسير والشرح لخريطة العالم الجديدة، تصف زيغريد هونكه بكتابها "شمس العرب تشرق على الغرب" هذا الكتاب فتقول: يحوي كتاب الإدريسي وصفاً كاملاً للمدن والبلاد موضحاً طبيعتها وثقافتها والنشاط البشري فيها، ذاكراً بحارها وجبالها وأنهارها وسهولها وأوديتها، كما يتحدث عن الفواكه والحبوب والنباتات التي تنمو في تلك البلدان، وكذلك الفنون والصناعات التي يتقنها أبناء كل إقليم، ويتكلم عن الصادرات والواردات والحالة المعيشية للشعوب والعادات والتقاليد والملابس واللغات المنتشرة بينهم، وتتابع العالمة الألمانية وصفها لأعمال الإدريسي فتقول: إذا كان بطليموس قد أخطأ في رسوماته ببضع درجات، فإن العرب لم يتجاوزوا الواقع الصحيح بدقيقة أو دقيقتين، ونجد أن الإدريسي قد وحّد الاتجاهين وربط بين الجغرافيا الوصفية والجغرافيا الرياضية الفلكية.
كتب العلامة الألماني ميلر عن الإدريسي مطولاً، ودفعه إعجابه وتقديره لأن يدرس كتابه دراسة علمية وأن يجمع خريطته العالمية، حيث أخرج هذه الخريطة لأول مرة في طبعة ملونة رائعة في عام 1931.
وما جاء في كتاب تراث الإسلام وفي دائرة المعارف الإسلامية عن الشريف الإدريسي نجد أن الخريطة الإدريسية تمثل القسم العامر من الكرة الأرضية، تشمل القارات الثلاث أسيا وأوروبا وإفريقية، وكان تقسيم العالم آنذاك يعتمد على نظرية الأقاليم وهي سبعة أوردها الإدريسي بهذا العدد لكنه حدَّدها وقسَّمها بحسب درجات العرض، فجعل الإقليم الأول بين الدرجة (.) والدرجة (23) شمال خط الاستواء، والأقاليم الخمسة بعده كل واحد منها ست درجات، والإقليم السابع من الدرجة 54 إلى الدرجة 63 وما بعدها، والدرجة الأخيرة غير مسكونة كونها مغمورة بالثلوج.
قدَّر الباحثون وعلماء الجغرافيا عبقرية الإدريسي التي تتجلّى في خريطته للعالم وفي محاولته إثبات درجات العرض وتحديدها، وقد أفلح في هذا المجال إلى حد بعيد، وبتقسيمه الأقاليم السبعة إلى عشرة أجزاء متساوية من جهة الغرب إلى الشرق، هذا التقسيم وإن لم يدل على درجات الطول فإنه يسهّل القيام بهذه المهمة ويساعد على رسم الخريطة، علماً أن كتابه يتضمَّن خريطة خاصة لكل قسم من الأقسام السبعين إضافة إلى الخريطة الجامعة، وكل هذه الخرائط ( 71 خريطة) محفوظة في مختلف النسخ الموجودة من كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، ومنها استخرج ميلر خريطة الإدريسي وطبعها ونشرها كما ذكرنا سابقاً، وكذلك اهتمَّ المجمع العراقي بهذا الكتاب، فعمل باحثوه على مراجعة وتدقيق كل النسخ الموجودة في العالم، وأخرجوا خريطة الإدريسي وطبعوها سنة 1951 وهي بطول مترين وعرض متر.
حظي كتابه وخريطته بإعجاب المستشرقين والباحثين، قال البارون دي سلان: "إنَّ كتاب الإدريسي لا يمكن أن يوازيه أيّ كتاب جغرافي سابق له، وهناك بعض الأجزاء من المعمورة لا يزال هذا الكتاب دليل المؤرخ الجغرافي في الأمور المتعلقة بها..".
جاء في دائرة المعارف الفرنسية ".. إنَّ كتاب الإدريسي أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب، وإنَّ ما يحتويه من تحديد للمسافات ومن وصف دقيق يجعله أعظم وثيقة جغرافية في القرون الوسطى..".
للإدريسي مؤلفات عديدة منها كتاب في الأدوية المفردة، منافعها ومنابتها، سمَّاه "الجامع لصفات أشتات النبات"، وله "كتاب الممالك والمسالك، وكتاب روض الفرج ونزهة المرج.."
يقول"جاك ريسلر" في كتابه الحضارة العربية: ولم يكن بطليموس الأستاذ الحقيقي في جغرافية أوربا ،بل كان الإدريسي الذي ولد عام 1100م وتخرج من قرطبة، والذي عاش في باليرمو: فمصورات الإدريسي التي تقوم علي معرفة كروية الأرض كانت تتويجا لعلم المصورات الجغرافية في العصر الوسيط بوفرتها وصحتها وشمولها".
أما "البارون دي سيلان" فيقول عن كتاب الإدريسي نزهة المشتاق انه كتاب لا يقارن به أي كتاب جغرافي قبله وهو لا يزال دليلنا إلي بعض أنحاء الأرض.
لقد كان الادريسى رحالا وجغرافيا وفلكيا وعالما نابغا من العلماء المسلمين القلائل الذين اثروا فى الحضاره الغربيه اروع تاثير ورغم الجحود الذى لقيه من المسلمين الا ان الغرب اعترف به وبعبقريته وكما انكر العرب والمسلمين عبقريه علماءهم فانكروا فضل الادريسى ايضا ومنهم من قال انه رجل مغرم بالسفر وخياله واسع وعقله فارغ
وانه اتصل باليونان الملاحده وتعرف على فلسفاتهم الحقيره التى تقربنا الى الكفر سبحان الله وامام تلك المسميات المدهشه للعلماء المسلمين فى غير الدين نجد ان علماء الدين ليس طبعا جميعهم يتاولون الكلام ولا ينصفون الا انفسهم وكانهم حماه العقيده وحراس الاسلام وان الادريسى وغيره من علماء الاسلام الذين غيروا التاريخ ليسوا ممن يرضى الله عليهم
والحقيقه انى ارى ان العلم الغير شرعى اهم بكثير من العلم الشرعى خاصه وان يكون العلم الغير شرعى مما دعت اليه الشريعه لقوله تعالى(سنريهم اياتنا فى الافاق)كعلم الفلك والطب والجغرافيا والهندسه والاختراعات الاقتصاديه والعلميه مما تعود بالنفع على البشريه ولا يختص بها فئه ما لانها تترك اثرا بالغا فى العالم وتقدمه وازدهاره وحل مشكلاته بفضل من الله تعالى الذى دعا للعلم وحض عليه اما العلم الشرعى فلا يحتاج لجهد ضخم كغيره فانت تستطيع ان تجمع اراء فقهيه من هنا وهناك وتنشا لك مذهبا فقهيا تنهجه وتستطيع ان تظل مسلما فاهما فى العقيده لان الايمان مساله فطريه وما عليك الا ان تجتهد فى العلم والعباده واما العلوم الاخرى لا تتحصل الا للخاصه الذى يمنحهم الله تعالى الافق الواسع والذكاء النادر وسبحان الله بيده كل شىء
البيرونى/عرَّفه جورج سارتون في كتابه (مقدمة لدراسة تاريخ العلم) بقوله عنه: "كان رحّالة وفيلسوفًا، ورياضيًّا، وفلكيًّا، وجغرافيًّا، وعالمًا موسوعيًّا، ومن أكبر عظماء الإسلام، ومن أكابر علماء العالم". ووصفه المستشرق الألماني سخاو بقوله: "أعظم عقلية عرفها التاريخ"[إنه أبو الريحان أحمد بن محمد البيروني الخوارزمي، الذي وُلِدَ في بلدة بيرون، إحدى ضواحي مدينة (كاث) عاصمة الدولة الخوارزمية سنة 362هـ/ 963م، والذي اطَّلع على فلسفة اليونانيين والهنود، وعَلَتْ شهرته، وارتفعت منزلته عند ملوك عصره[
كان لمؤلَّفاته اليد الطُّولى في صناعة أمجاد عصر النهضة والثورة الصناعية في العالم الغربي؛ فقد حدَّد بدقة خطوط الطول وخطوط العرض، وناقش مسألة ما إذا كانت الأرض تدور حول محورها أم لا، وسبق في ذلك جاليليو وكوبرنيكوس، إضافةً إلى اكتشافاتٍ أخرى عديدة.

وقد رحل البيروني إلى الهند وأقام فيها بضع سنين، نتج عنها كتابه (الطائر الصيت)، المعروف بكتاب الهند، والمعروف بـ (كتاب البيروني في تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة) أودع فيه نتيجة دراساته من تاريخ وأخلاق وعادات وعقائد وآداب وعلوم الهند، ومن جملتها ما كان عندهم من المعرفة بصورة الأرض.

ويصف المستشرق (روزن) منذ أكثر من سبعين عامًا هذا الكتاب بأنه "أثر فريد في بابه، لا مثيل له في الأدب العلمي القديم أو الوسيط، سواء في الغرب أم في الشرق"[].

وغير كتابه السابق كان للبيروني أيضًا كتب أخرى كثيرة ومهمة في ضروب مختلفة من العلم؛ ففي الجغرافيا ألَّف: تصحيح الطول والعرض
لمساكن المعمور من الأرض، وتحديد نهايات الأماكن لتصحيح مسافات المساكن، أمَّا في التاريخ؛ فله: تصحيح التواريخ، والآثار الباقية عن القرون الخالية، وفي الفلك كان له مؤلفات عديدة، مثل: الاستشهاد باختلاف الأرصاد، واختصار كتاب البطليموس القلوذي، والزيج المسعودي، والاستيعاب لوجوه الممكنة في صنعة الإسطرلاب، وتعبير الميزان لتقدير الأزمان، وقانون المسعودي في الهيئة، وفي الرياضيات أُثِرَ عن البيروني مؤلَّفات عِدَّة؛ كاستخراج الكعاب والأضلاع وما وراءه من مراتب الحساب، وكتاب الأرقام ورغم اهتمامه بالعلم فإنه كان ذا باعٍ طويل في الأدب؛ لذا كتب شرح ديوان أبي تمام، ومختار الأشعار والآثار، وفوق كل ذلك كان له مؤلَّفات عديدة في الفلسفة، مثل: كتاب المقالات والآراء والديانات، ومفتاح علم الهند، وجوامع الموجود في خواطر الهنود، وغير ذلك العشارت من المؤلَّفات الضخمة[
أما في مجال الطبيعيات فقد اهتم بالخواص الفيزيائية لكثير من المواد، وتناولت أبحاثه علم ميكانيكا الموائع والهيدروستاتيكا، ولجأ في بحوثه إلى التجربة وجعلها محورًا لاستنتاجاته[5]، كما انضم مع ابن سينا إلى الذين شاركوا ابن الهيثم في رأيه القائل بأن الضوء يأتي من الجسم المرئي إلى العين[].

ومن أبرز ما قام به البيروني أنه توصل إلى تحديد الثقل النوعي لـ 18 عنصرًا مركبًا بعضها من الأحجار الكريمة مستخدمًا الجهاز المخروطي، وقد استخرج قيم الثقل النوعي لهذه العناصر منسوبة إلى الذهب مرة وإلى الماء مرة أخرى، وله جداول حدَّد فيها قيم الثقل النوعي لبعض الأحجار الكريمة منسوبة إلى الياقوت على أساس الوزن النوعي للياقوت = 100 ثم إلى الماء[].

وفي ظاهرة الجاذبية كان البيروني، مع ابن الحائك، من الرواد الذين قالوا بأن للأرض خاصية جذب الأجسام نحو مركزها، وقد تناول ذلك في آراء بثَّها في كتب مختلفة، ولكنَّ أشهر آرائه في ذلك ضمَّنها كتابه القانون المسعودي[].

ومن المسائل الفيزيائية التي تناولها البيروني في كتاباته ظاهرة تأثير الحرارة في المعادن، وضغط السوائل وتوازنها، وتفسير بعض الظواهر المتعلقة بسريان الموائع، وظاهرة المد والجزر وسريان الضوء، فقد لاحظ أن المعادن تتمدَّد عند تسخينها، وتنكمش إذا تعرضت للبرودة[].].
وأولى ملاحظاته في هذا الشأن كانت في تأثير تباين درجة الحرارة في دقة أجهزة الرصد، حيث تطرأ عليها تغيرات في الطول والقصر في قيظ النهار وصقيع آخر الليل، وتعرض في كتابه الآثار الباقية عن القرون الخالية لميكانيكا الموائع؛ فشرح الظواهر التي تقوم على ضغط السوائل واتزانها وتوازنها، وأوضح صعود مياه النافورات والعيون إلى أعلى مستندًا إلى خاصية سلوك السوائل في الأواني المستطرقة. كما شرح تجمع مياه الآبار بالرشح من الجوانب حيث يكون مصدرها من المياه القريبة منها، وتكون سطوح ما يجتمع منها موازية لتلك المياه، وبيَّن كيف تفور العيون وكيف يمكن أن تصعد مياهها إلى القلاع ورؤوس المنارات. وتحدث عن ظاهرة المد والجزر في البحار والأنهار وعزاهما إلى التغير الدوري لوجه القمر[].

أما فيما يختص بسريان الضوء فقد فطن إلى أن سرعة الضوء تفوق سرعة الصوت[]، واتفق مع ابن الهيثم وابن سينا في قولهما بأن الرؤية تحدث بخروج الشعاع الضوئي من الجسم المرئي إلى العين وليس العكس[12]، كما يقرر أن القمر جسم معتم لا يضيء بذاته وإنما يضيء بانعكاس أشعة الشمس عليه، وكان البيروني يشرح كل ذلك بوضوح تام، ودقة متناهية في تعبيرات سهلة لا تعقيد فيها ولا التواء[].

كما وضع البيروني قاعدة حسابية لتسطيح الكرة، أي نقل الخطوط والخرائط من الكرة إلى سطح مسطح وبالعكس؛ وبهذا سهل رسم الخرائط الجغرافية[
ويعتبر البيروني بعدُ أحدَ ألمع الوجوه التي يمكن أن تعتز بها الثقافة العربية من خلال تاريخ الفكر الإسلامي وأكثرها جاذبية. فعلى الرغم من أن اسم البيروني يحتل مكانته من الأدب العربي في ميدان الجغرافيا والرحلات، إلا أنه يتبين لنا من خلال المصنفات السابقة أنه لم يكن جغرافيًّا فحسب، بل كان رياضيًَّا وفلكيًّا، وفيلسوفًا، وشاعرًا وأديبًا، وعالم اجتماعٍ ومؤرخًا!!

نعم كان كلَّ أولئك، وبرز في كل فروع المعرفة الإنسانية هذه، وبعبارة أخرى: كان مؤلفًا انتظم نشاطه كل دائرة العلوم المعاصرة له، والتي تحتل بينها العلوم الرياضية والفيزيائية مكانة الصدارة عنده
 
الزهراوى / وقد ولد أبو القاسم الزهراوي في مدينة الزهراء الأندلسية، ونُسب إليها، ويفترض بعض الباحثين أنه ولد سنة (325 هـ/ 936م)، أما وفاته فقيل إنها سنة (404هـ/ 1013م)، وقيل سنة (427هـ/ 1036م).

وبهذا يكون الزهراوي قد عايش أوج الحضارة الإسلامية في الأندلس، ونشأ في بيئة توفرت فيها جميع وسائل الإنتاج العلمي والفكري والعقلي؛ ليأتي هو مثالاً فريدًا على عظمة ومدى ما وصلت إليه الحضارة الإسلامية في هذا الوقت من التاريخ.

قلة المعلومات

من المدهش حقًّا أن ما نعرفه عن الزهراوي شحيح للغاية، ولا يُعرف كثير من أخباره، وليس أدل على ذلك من أن ابن أبي أصيبعة الذي خصَّ مؤلَّفًا بتراجم الأطباء قد اختزل ترجمته في فقرة واحدة، كل ما فيها قوله عنه: "خلف بن عباس الزهرواي: كان طبيبًا فاضلاً خبيرًا بالأدوية المفردة والمركبة، جيد العلاج، وله تصانيف مشهورة في صناعة الطب، وأفضلها كتابه الكبير المعروف بالزهراوي، ولخلف بن عباس الزهراوي من الكتب كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف، وهو أكبر تصانيفه وأشهرها، وهو كتاب تام في معناه".

ومن خلال النزر اليسير المتناثر هنا وهناك في المراجع القديمة، يتبين لنا أن أبا القاسم الزهراوي قد التحق بالعمل في مستشفى قرطبة الذي أنشأه الخليفة عبد الرحمن الناصر، حيث كان يُعمِل النظر في الطرق والوسائل المستخدمة في علاج المرضى، ومع المطالعة وتلك المتابعة الجادة تكونت شخصيته العلمية، وترسخت قناعاته في المضمار الطبي حتى أصبح ذا خبرة عظيمة بالأدوية المفردة والمركبة، وجمع بين الطب والصيدلة، ثم إنه قد اقتنع بأهمية مزاولة الطبيب لفن الجراحة بدلاً من أن يوكل ذلك -كما كانت العادة- للحجّامين أو الحلاقين، فمارس الجراحة وحذق فيها وأبدع، حتى صار عَلَمًا من أعلام طب الجراحة، لدرجة أنه لا يكاد يذكر اسمه إلا مقترنًا مع الطب الجراحي.

الزهراوي.. أعظم جراح

حلَّ مبحث الزهراوي في الجراحة بالذات محلَّ كتابات القدماء، وظل العمدة في فن الجراحة حتى القرن السادس عشر، وباتت أفكاره حدثًا تحوُّليًّا في طرق العلاجات الطبية؛ حيث هيأ للجراحة قدرة جديدة في شفاء المرضى أذهلت الناس في عصره وبعد عصره. وقد اشتمل هذا البحث على صورة توضيحية لآلات الجراحة (أكثر من مائتي آلة جراحية)، كان لها أكبر الأثر فيمن أتى من بعده من الجراحين الغربيين، وكانت بالغة الأهمية على الأخص بالنسبة لأولئك الذين أصلحوا فن الجراحة في أوربا في القرن السادس عشر؛ فقد ساعدت آلاته هذه على وضع حجر الأساس للجراحة في أوربا.

وقد وصف الزهراوي هذه الآلات والأدوات الجراحية التي اخترعها بنفسه للعمل بها في عملياته، ووصف كيفية استعمالها وطرق تصنيعها، ومنها: جفت الولادة، والمنظار المهبلي المستخدم حاليًا في الفحص النسائي، والمحقن أو الحقنة العادية، والحقنة الشرجية، وملاعق خاصة لخفض اللسان وفحص الفم، ومقصلة اللوزتين، والجفت وكلاليب خلع الأسنان، ومناشير العظام، والمكاوي والمشارط على اختلاف أنواعها، وغيرها الكثير من الآلات والأدوات التي أصبحت النواة التي طُوِّرَتْ بعد ذلك بقرون لتصبح الأدوات الجراحية الحديثة.

ونظرة واحدة على آلة مثل التي ابتكرها واستخدمها في الحقن (الحقنة)، والتي سماها (الزراقة)، تعبر إلى أي حدٍّ كانت الإضافات التي قدمها الزهراوي، تلك الآلة البسيطة في تركيبها.. العبقرية في فكرتها.. بالغة النفع في علاج المرضى!

وعن طريق هذه الآلات أجرى الزهراوي عمليات جراحية أحجم غيره عن إجرائها، وأبدع منهجًا علميًّا صارمًا لممارسة العمل الجراحي، يقوم على دراسة تشريح الجسم البشري ومعرفة كل دقائقه، والاطلاع على منجزات من سبقه من الأطباء والاستفادة من خبراتهم، والاعتماد على التجربة والمشاهدة الحسية، والممارسة العملية التي تكسب الجراح مهارة وبراعة في العمل باليد -أي الجراحة- وبيَّن ذلك لطلابه في كتابه (التصريف لمن عجز عن التأليف).

يقول كامبل في كتابه (الطب العربي): "كانت الجراحة في الأندلس تتمتع بسمعة أعظم من سمعتها في باريس أو لندن أو أدنبره؛ ذلك أن ممارسي مهنة الجراحة في سرقسطة كانوا يُمنحون لقب طبيب جرّاح, أما في أوربا فكان لقبهم حلاّق جرّاح، وظلَّ هذا التقليد ساريًا حتى القرن العاشر الهجري"[8].

ولم تطمس السنون ولا الأيام آثار هذا العالم الفذّ؛ حيث ترك موسوعته الطبية الضخمة، التي كان من بينها مبحثه السابق في الجراحة، بما فيه من أدوات وآلات الجراحة العجيبة بمقياس عصره، والتي سماها (التصريف لمن عجز عن التأليف)، وهي موسوعة كثيرة الفائدة، تامة في معناها، لم يؤلَّف في الطب أجمع منها، ولا أحسن للقول والعمل، وتعتبر من أعظم مؤلفات المسلمين الطبية، وقد وصفها البعض بأنها دائرة معارف، ووصفها آخرون بأنها ملحمة كاملة.

وليس من الغريب أن تصبح هذه الموسوعة المصدر الأساسي لجراحي الغرب حتى القرن السابع عشر، وتظل المرجع الكبير لدارسي الطب في جامعات أوربا، مثل جامعة سالرنو ومونبليه، في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين. والحقيقة التي ينبغي ألاّ تغفل أيضًا أن الجراحين الذين عرفوا في إيطاليا في عصر النهضة وما تلاه من قرون قد اعتمدوا اعتمادًا كبيرًا على كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف) للزهراوي.

وللزهراوي غير هذه الموسوعة العظيمة مؤلفات أخرى، وهي مثل: (المقالة في عمل اليد)، و(مختصر المفردات وخواصها)، قال الزركلي: "واقتنيت مخطوطة مغربية بخط أندلسي مرتبة على الحروف، من الألف إلى الياء، في جزء لطيف، أوَّلها بعد البسملة: (كتاب فيه أسماء العقاقير باليونانية والسريانية والفارسية والعجمية، وتفسير الأكيال والأوزان، وبدل العقاقير وأعمارها، وتفسير الأسماء الجارية في كتب الطب. تأليف الزهراوي).

يقول عالم وظائف الأعضاء الكبير هالّر: "كانت كتب أبي القاسم المصدر العام الذي استقى منه جميع من ظهر من الجراحين بعد القرن الرابع عشر".

أبو القاسم الزهراوي.. إنجازات وإبداعات

مع تمرس الزهراوي في مجال الجراحة بالذات وخبرته الواسعة بها، فقد عُدَّ أول من فرق بين الجراحة وغيرها من المواضيع الطبية الأخرى، وأول من جعل أساس هذا العلم قائمًا على التشريح، وأول من جعل الجراحة علمًا مستقلاًّ، وقد استطاع أن يبتكر فنونًا جديدة في علم الجراحة، وأن يقننها.

يحكي جوستاف لوبون عن الزهراوي فيقول عنه: "أشهر جراحي العرب، ووصف عملية سحق الحصاة في المثانة على الخصوص، فعُدَّت من اختراعات العصر الحاضر على غيرِ حقٍّ".

وجاء في دائرة المعارف البريطانية أنه أشهر من ألف في الجراحة عند العرب (المسلمين)، وأول من استعمل ربط الشريان لمنع النزيف.

ومن أهم إبداعات الزهراوي المشهورة، والتي تناقلها مؤرخو العلوم الطبية في مؤلفاتهم، أنه يعدّ أول من وصف عملية القسطرة، وصاحب فكرتها والمبتكر لأدواتها. وهو الذي أجرى عمليات صعبة في شق القصبة الهوائية، وكان الأطباء قبله مثل ابن سينا والرازي، قد أحجموا عن إجرائها لخطورتها. وابتكر الزهراوي أيضًا آلة دقيقة جدًّا لمعالجة انسداد فتحة البول الخارجية عند الأطفال حديثي الولادة؛ لتسهيل مرور البول، كما نجح في إزالة الدم من تجويف الصدر، ومن الجروح الغائرة كلها بشكل عام. والزهراوي كذلك هو أول من نجح في إيقاف نزيف الدم أثناء العمليات الجراحية، وذلك بربط الشرايين الكبيرة، وسبق بهذا الربط سواه من الأطباء الغربيين بستمائة عام! والعجيب أن يأتي من بعده من يدعي هذا الابتكار لنفسه، وهو الجراح إمبراطور باري عام 1552م. والزهراوي هو أول من صنع خيطانًا لخياطة الجراح، واستخدمها في جراحة الأمعاء خاصة، وصنعها من أمعاء القطط، وأول من مارس التخييط الداخلي بإبرتين وبخيط واحد مُثبَّت فيهما؛ كي لا تترك أثرًا مرئيًّا للجِرَاح، وقد أطلق علي هذا العمل اسم "إلمام الجروح تحت الأدمة". وهو أول من طبَّق في كل العمليات التي كان يُجريها في النصف السفلي للمريض، رفع حوضه ورجليه قبل كل شيء؛ مما جعله سباقًا على الجراح الألماني (فريدريك تردلينوبورغ) بنحو ثمانمائة سنة، الذي نُسب الفضل إليه في هذا الوضع من الجراحة، مما يعد -كما يقول شوقي أبو خليل- اغتصابًا لحق حضاري من حقوق الزهراوي المبتكر الأول لها.

كما يعد الزهراوي أول رائد لفكرة الطباعة في العالم؛ فلقد خطا الخطوة الأولى في صناعة الطباعة، وسبق بها الألماني يوحنا جوتنبرج بعدة قرون، وقد سجل الزهراوي فكرته عن الطباعة ونفذها في المقالة الثامنة والعشرين من كتابه الفذّ (التصريف)؛ ففي الباب الثالث من هذه المقالة، ولأول مرة في تاريخ الطب والصيدلة يصف الزهراوي كيفية صنع الحبوب (أقراص الدواء)، وطريقة صنع القالب الذي تُصَبُّ فيه هذه الأقراص أو تُحَضَّر، مع طبع أسمائها عليها في الوقت نفسه باستخدام لوح من الأبنوس أو العاج مشقوق نصفين طولاً، ويحفر في كل وجه قدر غلظ نصف القرص، وينقش على قعر أحد الوجهين اسم القرص المراد صنعه، مطبوعًا بشكل معكوس، فيكون النقش صحيحًا عند خروج الأقراص من قالبها؛ وذلك منعًا للغش في الأدوية، وإخضاعها للرقابة الطبية, وفي ذلك يقول شوقي أبو خليل: "ولا ريب أن ذلك يعطي الزهراوي حقًّا حضاريًّا لكي يكون المؤسِّس والرائد الأول لصناعة الطباعة، وصناعة أقراص الدواء؛ حيث اسم الدواء على كل قرص منها، هاتان الصناعتان اللتان لا غنى عنهما في كل المؤسسات الدوائية العالمية، ومع هذا فقد اغتُصِب هذا الحق وغفل عنه كثيرون".

وكذلك يعد الزهراوي أول من وصف عملية سَلِّ العروق من الساق لعلاج دوالي الساق، والعرق المدني واستخدمها بنجاح، وهي شبيهة جدًّا بالعملية التي نمارسها في الوقت الحاضر، والتي لم تستخدم إلا منذ حوالي ثلاثين عامًا فقط، بعد إدخال بعض التعديل عليها[17].

وللزهراوي إضافات مهمة جدًّا في علم طب الأسنان وجراحة الفكَّيْنِ، وقد أفرد لهذا الاختصاص فصلاً خاصًّا به، شرح فيه كيفية قلع الأسنان بلطف، وأسباب كسور الفك أثناء القلع، وطرق استخراج جذور الأضراس، وطرق تنظيف الأسنان، وعلاج كسور الفكين، والأضراس النابتة في غير مكانها، وبرع في تقويم الأسنان!

فيقول عن قلع الأسنان: "ينبغي أن تعالج الضرس من وجعه بكل حيلة، ويتوانى عن قلعه إذ ليس منه خيف إذا قلع". ثم يشير في حذق إلى أنه "كثيرًا ما يخدع العليلَ المرضُ، ويظن أنه في الضرس الصحيح فيقلعها ثم لا يذهب الوجع حتى يقلع الضرس المريض". وهكذا يصف الزهراوي -ربما لأول مرة في التاريخ الطبي- الألم المنتقل وخطره؛ مما يضعه على مستوى عصري حتى اليوم.

هذا وقد كان مرض السرطان وعلاجه من الأمراض التي شغلت الزهراوي، فأعطى لهذا المرض الخبيث وصفًا وعلاجًا بقي يُستعمل خلال العصور حتى الساعة، ولم يزد أطباء القرن العشرين كثيرًا على ما قدمه علاّمة الجراحة الزهراوي.

وإن ما كتبه الزهراوي في التوليد والجراحة النسائية ليعتبر كنزًا ثمينًا في علم الطب، حيث يصف وضعيتي (TRENDELEMBURE - WALCHER) المهمَّتَيْن من الناحية الطبية، إضافةً إلى وصف طرق التوليد واختلاطاته، وطرق تدبير الولادات العسيرة، وكيفية إخراج المشيمة الملتصقة، والحمل خارج الرحم، وطرق علاج الإجهاض، وابتكر آلة خاصة لاستخراج الجنين الميت، وسبق (د. فالشر) بنحو 900 سنة في وصف ومعالجة الولادة الحوضية، وهو أول من استعمل آلات خاصة لتوسيع عنق الرحم، وأول من ابتكر آلة خاصة للفحص النسائي لا تزال إلى يومنا هذا.

وهذه بعض من أهمِّ ابتكارات ومظاهر الريادة الطبية التي يذكرها التاريخ لأبي القاسم الزهراوي، وفي ختامها نتوقف أمام نصائحه لتلامذته في التريث قبل إجراء الجراحة، وألاّ يقوموا بها ما لم يكونوا ملمِّين بصغائر الأمور وكبائرها في التشريح واستعمال الأدوات الجراحية، فيقول الزهراوي في كتابه (التصريف لمن عجز عن التأليف): "ينبغي لكم أن تعلموا أن العمل باليد (الجراحة) ينقسم قسمين: عمل تصحبه السلامة، وعمل يكون معه العطب في أكثر الحالات، وقد نبهت في كل مكان يأتي من هذا الكتاب على العمل الذي فيه ضرر وخوف، فينبغي أن ترفضوه وتحذروه؛ لئلاّ يجد الجاهل إلى القول والطعن، فخذوا لأنفسكم بالحزم والحيطة، ولمرضاكم بالرفق والتنبيه، واستعملوا الطريق الأفضل المؤدي إلى السلامة والعاقبة المحمودة، وتنكبوا الأمراض الخطرة العسرة البراء، ونزِّهُوا أنفسكم عما تخافون أن يدخل عليكم الشبهة في دينكم ودنياكم؛ فهو أبقى لجاهكم وأرفع في الدنيا والآخرة لأقداركم".
ابن طفيل
هو أبو بكر محمد بن عبد المللك بن محمد بن محمد بن طفيل القيسي: من قبيلة قيس المعروفة. وكان يسمى كذلك الأندلسي القرطبي أو الإشبيلي. أطلق عليه علماء النصارى في القرون الوسطى " أبو باسر" Abubacer وهو تحريف لأبي بكر. ومن المحتمل أن يكون إبن طفيل قد ولد في العقد الأول من القرن الثاني عشر الميلادي في وادي آش على بعد أربعين ميلاً في الشمال الغربي لغرناطة. ولا نعرف شيئاً عن أسرته أو تعلمه. وليس من الصواب أن نقول، كما قال بعض المؤلفين، إنه كان تلميذ ابن باجه لأنه يقرر في مقدمة قصته الفلسفية أنه لم يتعرف إلى هذا الفيلسوف. وقد زاول إبن طفيل في أول أمره الطب في غرناطة، ثم أصبح كاتب سر والي هذا الإقليم. وفي عام (549هـ/1154م) أصبح أخيراً (558-580 هـ/1163-1184م) طبيب السلطان الموحدي أبي يعقوب يوسف، ويقال إنه وزر لهذا السلطان كذلك. ويرى ليون جوتييه Leon Gauthier أنه من المشكوك فيه أن ابن طفيل نال لقب الوزارة، إذ لم يرد ذلك إلا في نص واحد، أضف إلى ذلك أن البطروجي وهو أحد تلاميذه لم يقرن إسمه إلا بلفظ القاضي فقط. ومهما يكن من شيء فإن إبن طفيل كان دائماً ذا تأثير كبير على هذا السلطان، وقد استغل هذا التأثير في اجتذاب العلماء إلى البلاط، مثال ذلك أنه قدم الشاب ابن رشد إلى السلطان.
وقد وصف المؤرخ عبد الواحد المراكشي هذه المقابلة اعتماداً على رواية ابن رشد نفسه، تلك المقابلة التي أظهر فيها أمير المؤمنين دراسة واسعة بالمسائل الفلسفية. كما أن ابن طفيل هو الذي حبب إلى ابن رشد – تلبية لرغبة الخليفة – شرح كتب أرسطو، ذكر ذلك أبو بكر بندود تلميذ ابن طفيل، وهو يقول كذلك، "وكان أمير المؤمنين أبو يعقوب شديد الشغف به والحب له، وبلغنى أنه كان يقيم في القصر عنده أياماً ليلاً ونهاراً لا يظهر".
ولما طعن فيلسوفنا في السن، حل ابن رشد محله في الطبابة للخليفة عام 578هـ، ومع ذلك فقد ظل ابن طفيل محتفظاً بمحبة الخليفة أبي يعقوب. وبعد وفاة الأخير عام 580هـ، احتفظ بصداقة ولده أبي يوسف يعقوب وتوفي ابن طفيل عام 581هـ (1185 –1886م) بمراكش، وحضر الخليفة بنفسه جنازته.
وابن طفيل هو مؤلف القصة الفلسفية المعروفة "حي بن يقظان" التي تعد من أعجب كتب العصور الوسطى. وسنفصل كلام عنها فيما بعد. ولا نعرف له غير هذه القصة إلا القليل. فقد كتب رسالتين في الطب، وكانت بينه وبين ابن رشد مراسلات حول كتاب الأخير "الكليات".
ويظهر أنه كان لابن طفيل آراء مبتكرة في علم الفلك، كما يفهم من أقوال البطروجي المنجم ومن كلام ابن رشد في شروحه الوسطى على كتاب ما بعد الطبيعة لأرسطو، (الكتاب الثاني عشر). وحلول البطروجي أن يجرح نظرية بطليموس الخاصة بفلك التدوير Epicycles وبالفلك الخارج المركز، ويقول في مقدمته إنه يتبع في ذلك آراء ابن طفيل
صة "حي بن يقظان" الفلسفية التي نشرها بوكوك Pococke بعنوان Philosophus Autodidactus، تعرف أيضاً باسم "أسرار الحكمة الإشراقية". وليست هذه الفلسفة في حقيقتها سوى فلسفة المدرسة الأفلاطونية الجديدة في أشد صورها صوفية (انظر مادة "إشراقيون"). وقد عرض ابن طفيل في كثير من المهارة هذه الفلسفة على مراحل متدرجة، متخذاً لذلك إنساناً قصصياً موهوباً قادراً على التفكير وجد منذ طفولته في جزيرة مقفرة. وهناك استطاع بقوة عقله فقط أن يميط اللثام عن الفلسفة، وأسس لنفسه مذهب الأفلاطونية الجديدة في صورته الإسلامية. وسمى ابن طفيل هذا الإنسان، وهو رمز للعقل، "حي بن يقظان" أي ابن الله، وتظهر في نهاية هذه القصة شخصيتان هما: سلامان وأسال، لهما أيضاً دور رمزي في هذه القصة.
وقد ظهرت في المصنفات الفلسفية من قبل أسماء "حي" و"سلامان" و"أبسال" أو "أسال". إذ كتب ابن سينا قصته المرموزة "حي بن يقظان" وهي القصة التي نالت شهرة كبيرة في العصور الوسطى والتي قلده فيها ابن عزرا. وينسب الجوزجاني إلى ابن سينا فيما أحصى له من كتب رسالة عن قصة سلامان وأبسال وقد أثبت نصير الدين الطوسى رواية لهذه القصة، كما جعلها الشاعر الفارسي المعروفة بـ"جامي" موضوعاً لإحدى منظوماته المشهورة. ويختلف شأن سلامان وأبسال في هذه المؤلفات المختلفة ولكنه دائماً رمزي، وهو يمثل بصفة عامة العقل في نضاله مع العالم المادي. وسلامان في أشعار جامي أمير يافع، أما أبسال فهي ظئرة التي تصبح معشوقته فيما بعد. وأبسال أيضاً امرأة في إحدى القصص التي ذكرها نصير الدين الطوسي، كما أن سلامان وأبسال شقيقان في قصة أخرى له، وهما عند ابن طفيل ملك ووزير. ويقال إن حنين بن إسحاق قد نقل إحدى هذه القصص عن اليونانية. على أنه يحتمل جداً أن هذه القصص كلها ترجع إلى أصل إسكندري.
ونحن نلخص فيما يلي قصة ابن طفيل: بدأ المؤلف كتابه بمقدمة أعطانا فيها إلمامة طريفة عن تاريخ الفلسفة الإسلامية. وهو يمتدح في هذه المقدمة أسلافه من الفلاسفة وخاصة ابن سينا وابن باجه والغزالي. ثم يبين أن غرض الفلسفة – كما يرى متصوفة العصور الوسطى – هو الوصول إلى الاتحاد بالله، أعني الوصول إلى حالة من البهجة والمكاشفة لا يعرف المرء فيها الحقيقة بطريق القياس العقلي، وإنما يعرفها بالحدس. ثم يأخذ بعد ذلك في سرد قصته: ولد ولد من غير أب في جزيرة مقفرة، أو قل إن أميرة من أميرات الجزر المجاورة ألقت به في أليم فحمله التيار إلى هذه الجزيرة، وهنا يناقش المؤلف بالتفصيل النظرية القائلة بإمكان التولد الذاتي عن طريق تخمر الطين في درجة حرارة معتدلة. ثم تولت ظبية إطعام الطفل وأصبحت أول معلميه، ولما شب الطفل قليلاً لاحظ أنه عاري الجسد أعزل من السلاح على خلاف ما كان يلقاه من حيوان، فغطى جسده بأوراق الشجر وتسلح بعصا، وأدرك منذ تلك اللحظة فضل يديه، ولما أصبح صياداً تقدمت أساليبه الصناعية فاستعاض عن أوراق الشجر بلباس من جلد نسر – ولما أسلّت الظبية التي ربته وأصابها المرض، أهمه ذلك، وأخذ يبحث عن سبب ما لحقها من آفة. وشرع لهذا في دراسة نفسه حتى تنبه إلى ما عنده من حواس. وظن أن الآفة قد تكون في صدر الظبية، فرأى أن يشق بين أضلاعها بحجر حاد، وعرف من هذه التجربة القلب والرئتين، كما أعطته أول فكرة عن شيء خفي قد فارق الجسد وهو الذي يكوّن الذات أكثر من الجسد. ولما بدأ الفساد يدب في جسد الظبية، عرف حي من الغربان كيف يواريه التراب.
واكتشف "حي" النار صدفة، إذ انقدحت نار في أجمة من احتكاك أغصانها، فأتى بقبس منها إلى مأواه وعمل على إبقائه مشتعلاً. وقد جعله هذا الكشف يفكر في أمر هذه النار وفي الحرارة الحيوانية التي أحس بها في الأحياء، فأخذ في تشريح حيوانات أخرى. ولم يقف تفننه عند هذا الحد، بل اكتسى بجلود الحيوانات وتعلم غزل الصوف والقنب وصنع الإبر، واهتدى إلى البناء بما رأى من فعل الخطاطيف، واستعان بجوارح الطير في الصيد له، وانتفع ببيض الدواجن وصياصي البقر... إلخ. وهذا الجزء من القصة عبارة عن دائرة معارف شيقة للغاية مرتبة ترتيباً يشهد لمؤلفها بالبراعة والحذق.
وتطورت معارف حي بن يقظان حتى أصبحت فلسفة: فبعد أن درس النبات والمعادن وخواصها ووظائف أعضاء الحيوان أخذ يصنفها في أجناس وأنواع، فقسم الأجسام إلى خفيفة وثقيلة؛ وعاد إلى درس الروح الحيواني الذي رآه في القلب، ثم توصل إلى فكرة النفس الحيوانية والنفس النباتية، وقد بدت له الأجسام صوراً تصدر عنها أفعال. فأخذ يبحث عن عناصرها الأولية حتى اهتدى إلى العناصر الأربعة.
ولما فحص الطين توصل إلى فكرة الهيولى وتراءت له الأجسام على أنها هيولى في صور مختلفة. وشاهد تبخر الماء فتنبه إلى فكرة تحول الصور بعضها إلى بعض، وعرف أن كل ما يوجد لا بد له من علة فاعلة. وهكذا ارتقى إلى فكرة فاعل لهذه الصور بوجه عام، وقد بحث عنه أولاً في الطبيعة ولكنه وجد أن جميع ما فيها عرضة للتحول والفساد، فاتجه بنظره حينئذٍ إلى الأجرام السماوية.
وانتهى حي إلى هذا النظر على "رأس أربعة أسابيع من منشئه" أي عندما بلغ ثمانية وعشرين عاماً من عمره. وبدأ منذ ذلك الحين يتأمل السماء، وتساءل: أهي ممتدة إلى غير نهاية؟ ولكنه عرف بطلان هذا الرأي فتصورها كروية. ولاحظ ضرورة وجود أفلاك خاصة بالقمر وغيره من الكواكب، وتخيل السماء حيواناً كبيراً، كما أدرك وجوب اعتبار فاعل الكل غير جسم، واعتبار محرك هذا العالم خارجاً عنه إذا كان قديماً. ثم أخذ يمعن النظر في فكرة الله، فتوصل إلى استنتاج صفاته من النظر في صفات الكائنات الطبيعية: فالله – كما بدا له – قادر عاقل عليم رحيم... إلخ. ولما عاد إلى تأمل نفسه انتهى إلى أنها غير فانية، واستنتج من ذلك أن لذته لا بد أن تكون في مشاهدته للموجود الكامل. والوصول إلى هذه اللذة لا يتأتى إلا بمحاكاة الجواهر السماوية، أي بأن يأخذ نفسه بالرياضة والمجاهدة. وعند ذلك انقطع حي إلى حياة كلها تأمل حتى بلغ "رأس سبعة أسابيع من منشئه" أي تسعة وأربعين عاماً.
وعند ذاك هبط "أسال" من جزيرة مجاورة، وهو رجل شديد الإيمان بدين منزل. وما إن تفاهم الرجلان، حي وأسال، حتى أدركا أن ذلك الدين إن هو إلا عين العقيدة الفلسفية التي انتهى إليها حي. ووجد أسال في تلك الفلسفة التي تعلمها على هذا الرجل الناسك، تفسيراً سامياً لدينه وللأديان المنزلة بوجه عام، وتمكن أخيراً من إقناع حي باصطحابه إلى الجزيرة المجاورة ليبسط فلسفته لملكها "سلامان" الذي كان أسال وزيره وخليصه. ولكن فلسفته لم تفهم هناك رغم ما بذله من الجهود التي ذهبت أدراج الرياح. فرجع حي وأسال إلى الجزيرة المقفرة ووهبا حياتهما للتأمل الخالص، بينما ظل الناس يعيشون بالرموز والصور الخيالية.
وهكذا تحدد هذه الأسطورة العجيبة في وضوح موقف الفلسفة الصوفية من الدين.
وقد كلف المسلمون كلفاً شديداً بهذه القصة، ونقلت إلى لغات عدة، كما نقلها إلى العبرية وشرحها موسى بن قربون عام 1349 وقد امتدحها الفيلسوف ليبنتز وكان قد قرأ طبعة بوكوك Pococke لهذه القصة.

وكان ابن طفيل قد إشتهر بقصته الفلسفية (حي بن يقظان)التي سبق ظهورها عصر النهضة بأوروبا وعصور كوبرنيق وجاليليو ونيوتن وإينشتين وديراك وهبل وغيرهم من أقطاب الفلك الحديث. والقصة رغم دلا ئها الإيمانية التأملية في منظومة الخلق والكون من خلال فكر إنسان كان يعيش متفردا في جزيرة نائية منذ أن ألقي به في اليم وهو رضيع . فاهتدي بفطرته إلي مكنونات الخلق وعظمة الخالق من خلال عقله وبصره وسمعه . كما اهتدي ببصيرته إلي الإيمان.
لهذا نجد ابن طفيل يحدثنا في سياق قصته عن( البعد الثالث) بالكون وسماه الأقطار الثلاثة بالسماء وحددها بالطول والعرض والعمق. وكيف يعتقد أنها ممتدة إلي مالانهاية . إلا أنه أكد علي تحيز الكون قائلا: جسما لانهاية له باطل لأن الفلك (الكون) علي شكل كرة .وهذا ما أطلق عليه إينشتين فيما بعد التقوس الكوني وتحيزه حيث إعتبر الكون كتلة متقوسة( سماها ابن طفيل كرة)في فضاء متسع يتمدد فيه وكل مايقاس فيه يتم من داخل وجودنا به ورغم هذا لانري حافته أو حدوده . والعلماء حتي الآن لايعرفون مركز تمدده .
إلا أن ابن طفيل نراه يتساءل قائلا: هل السماء ممتدة إلي غير نهاية ؟.أو هي متناهية محدودة بحدود تتقطع عندها ولايمكن أن يكون وراءها شيء من الإمتداد ؟.وكانت نظرية التمدد الكوني ثورة فلكية عندما طالعنا إدوين هبل عام 1920 بها . لأنها قلبت مفهوم العلم عن الكون إلا أن ابن طفيل سبقه فيها منذ ثمانية قرون عندما أشار إليها .فلقد حدثنا عن (التمدد الكوني ) وإنتفاخ الكون قائلا: الأجسام السماوية تتحرك حول الوسط بالمكان( الفضاء)ولو تحركت في الوضع ( المركز) علي نفسها أصبحت كروية الشكل .
وحدثنا ابن طفيل فيما حدثنا به عن منظومة (وحدة الكون) قائلا: إن الفلك (الكون) بجملته وما يحتوي عليه من ضروب الأفلاك شيء واحد متصل ببعضه بعض كشخص واحد . كما حدثنا عن( نشوء الكون) قائلا : أن العالم (الكون) لايمكن أن يخرج إلي الوجود بنفسه ولابد له من فاعل (محدث) يخرجه إليه. وكان العدم والوجود من الأمور المثارة في علم الكلام ولاسيما لدي المعتزلة بالعصر العباسي حيث كانوا يبحثون في مسألة الخلق والقدم والحداثة للكون .

وفي حديثه عن التناسق الكوني نراه يقول: الكواكب والأفلاك كلها منتظمة الحركات جارية علي تسق. كما حدثنا عن المادة المضادة بمواد الكون قائلا: وأن أكثر هذه الأجسام مختلطة ومركبة من أشياء متضادة ولذلك تؤول إلي الفساد .كما جدثنا عن الجاذبية الكونية والإنتفاخ الكوني والجينات والإنكسار الضوئي والمادة المظلمة بالكون وتكوير الأرض والشمس والقمر بإستفاضة .

وإذا كان إينشتين وغيره من العلماء قد ظلوا في (حيص بيص)حول تعريفهم للزمان ككل وقصروه علي زمن عمر الكون منذ الإنفجار الكبير . لكن ابن طفيل نجده يقول عنه : هل هو شيء حدث بعد إن لم يكن وخرج إلي الوجود بعد العدم ؟. أ و كان موجودا فيما سلف ولم يسبقه العدم.
وأخيرا .. إذا كان الكون حادثا كما يقول ابن طفيل فلابد له من محدث . والكون في جملته شيء واحد يتصل بعضه ببعض من خلال منظومة قائمة وماثلة لنا . وهذه النظرة تجعلنا نعيد قراءة فكر علمائنا الأوائل من خلال منظور عصري لتأصيل ما كتبوه وأ قروه مما يؤصل تفوق الحضارة الإسلامية ويجعل لها السبق العلمي المتميز .























 






   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق